تقييم إسرائيلي: السلطة فشلت بتحشيد سكان الضفة في يوم الغضب

قال كاتب إسرائيلي إن "التقييم الأمني الإسرائيلي لأحداث "يوم الغضب"، الذي أعلنت عنه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية؛ احتجاجا على السياسة الإسرائيلية والأمريكية الداعمة للاستيطان، يعبر عن فشل ذريع للسلطة الفلسطينية؛ لأن التقديرات الأمنية والميدانية تشير إلى خروج أقل من ألف متظاهر فلسطيني فقط للشوارع في المدن والبلدات الفلسطينية، فيما ركز المستوطنون بمستوطنات الضفة الغربية على التسوق لعائلاتهم". 

وأضاف شموئيل ألماس، في تقريره بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أن "الدعوات والتحريض الفلسطيني للمشاركة في يوم الغضب جاء مبالغا فيه كثيرا، في حين أن لدينا أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني هم سكان الضفة الغربية، لكن من خرج للتظاهر في حقيقة الأمر، واستجاب لدعوات السلطة الفلسطينية، لم يزيدوا على ألف فلسطيني فقط، ممن اشتبكوا مع قوات الجيش الإسرائيلي، وألقوا الحجارة على الجنود". 

وأكد أن "هذه المشاركة الفلسطينية المتواضعة بدعوة السلطة الفلسطينية تعني أن الاهتمام الشعبي في الضفة الغربية بالاقتصاد وظروف الحياة أهم بكثير من الانخراط فيما يمكن توقعه من اندلاع انتفاضة ثالثة، على الأقل مرحليا".

وأوضح أن "المؤشر الأبرز فيما دعته السلطة الفلسطينية بـ"يوم الغضب" كان المواجهات التي اندلعت بين الأسرى الفلسطينيين المحررين وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وتسبب ذلك بأضرار كبيرة عادت سلبا على قرار أبو مازن بفض اعتصام نظمه هؤلاء الأسرى وسط مدينة رام الله، بسبب قطع رواتبهم من السلطة الفلسطينية". 

وأشار إلى أن "الدعوة إلى يوم الغضب من السلطة الفلسطينية تزامن مع ترقب صدور موقف حماس النهائي من إجراء الانتخابات التشريعية، وكل ذلك ترك تأثيره على حجم الانخراط الفلسطيني في هذه الفعاليات، ولذلك بدا واضحا أن حالة الانقسام الفلسطيني تركت تأثيرها على هذه الأحداث التي أعلنتها السلطة الفلسطينية، ما لم يضع صعوبات كبيرة أمام الجيش الإسرائيلي لمواجهة أعداد قليلة من المتظاهرين الفلسطينيين وتفريقهم". 

وضرب على ذلك مثالا قائلا إنه "في مدينة نابلس على سبيل المثال شمال الضفة الغربية، لم تسجل ولا مظاهرة واحدة حقيقية ذات مغزى، في حين أن الشارع الفلسطيني في عمومه لا يبدو مكترثا للحكومة الفلسطينية في رام الله، ولا يأخذ دعواتها على محمل الجد". 

وأضاف أن "شريط فيديو نشرته الحكومة الفلسطينية عن جولة ميدانية لرئيسها محمد اشتيه وسط رام الله، للمشاركة في يوم الغضب، بدا فيها الشارع الفلسطيني متجاهلا إياه، وغير مكترث به". 

وذكر أنه "بعكس الوضع السائد في قطاع غزة، حيث يصل معدل البطالة في الربع الثاني من العام الجاري 2019 إلى 46%، فإن الضفة الغربية لا يزيد معدل البطالة فيها على 15%، وبسبب ذلك يركز سكان الضفة حياتهم واهتماماتهم على القضايا الشخصية والحياتية". 

وختم بالقول إنه "في الوقت الذي تدعو فيه السلطة الفلسطينية إلى يوم الغضب لمرة واحدة، ولا تنجح بإخراج أعداد كبيرة من الفلسطينيين، فإن حماس تستطيع أن تحشد للتظاهر أعدادا غفيرة من المتظاهرين، رغم أن ذلك قد يعرض حياتهم للخطر من خلال مسيرات العودة في كل أسبوع على حدود قطاع غزة".