هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر الكاتب البريطاني البارز بيتر أوبورن من التصويت لحزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، معتبرا أنه يريد "تدمير بريطانيا"، رغم أن أوبورن كان سابقا في حزب المحافظين.
وفي مقال في صحيفة الغارديان، بعنوان "بوريس جونسون يريد تدمير بريطانيا التي أحب.. لا أستطيع التصويت للمحافظين"، قال أوبورن: "كنت ناخبا محافظا مخلصا. وحتى وقت قريب جدا، كنت أعمل فقط مع الصحف ذات الميول المحافظة: التلغراف، ميل، لندن إيفننج ستاندارد، الإكسبرس، سبيكتاتور. ومعظم أصدقائي وأقاربي من المحافظين.. لكني لن أصوت لحزب المحافظين غدا".
وقال أوبورن إن حزب المحافظين "يكذب" و"يخادع"، موضحا أن "جونسون أصبح قائدا لمشروع، ومستشاره دومينيك كامنغز جزء مهم منه، لتدمير (فكرة) المحافظة". ولهذا، عمل جونسون خلال فترته القصيرة في رئاسة الوزراء على "مهاجمة البرلمان، والسخرية من حكم القانون، والإساءة للعائلة الملكية، كما أظهر احتقارا كاملا للحقيقة"، علاوة على العنصرية.
كما "أخفى تقريرا حول التدخل الروسي في السياسة البريطانية، ثم كذب حول الأسباب"، وفق أوبورن.
وأشار أوبورن إلى أن هذه من الأسباب التي دعت العديد من الشخصيات البارزة، بينهم نواب ووزراء، لمغادرة الحزب، أو جرى استبعادهم منه، كما ذكّر بدعوة رئيس الوزراء السابق جون ميجور لعدم التصويت لجونسون.
واتهم أوبورن الإعلام بتجاهل هذه القضايا، قائلا: "حظي التقريع ضد جيرمي كوربين من قبل إيان أوستين، وهو سياسي عمالي ذو أهمية متواضع وقد غادر حزب العمال بالفعل، بتغطية تفوق كثيرا صرخة الإحباط التي أطلقها رئيس وزراء سابق"، في إشارة إلى دعوة ميجور.
وفي المقابل، قال أوبورون: "في الظروف الطبيعية لن أصوت لحزب العمال، أو بالأحرى لكوربين"، واعتبر أن هناك مشكلة تتعلق بمعاداة السامية داخل الحزب، وأن كوربين تعامل بشكل سيئ مع القضية"، وأضاف: "لكنني لم أعثر على أي دليل على استخدام كوربين لغة تحمل ازدراء للأشخاص اليهود، كتلك التي يستخدمها بوريس جونسون بشكل اعتيادي ضد الأشخاص السود أو المثليين أو المسلمين".
وقال الكاتب: "لك ان تتخيل الشجب الجماعي الذي كان سيحصل عليه كوربين لو كان مذنبا بالتعليقات
العنصرية والمعادية للمثليين التي تعزى إلى جونسون: عبارات مثل أطفال سود يضحكون
مثل البطيخة وغير ذلك من الكلام الفاحش ضد المثليين".
ولفت أوبورن إلى أن جونسون أظهر عدم اهتمام "للتعامل مع الإسلاموفوبيا التي تنتشر مثل الفيروس وتسمم حزب المحافظين"، ووصف زعم جونسون بأن الحزب لا يتسامح مع الإسلاموفوبيا بأنه "كذبة أخرى من بين الأكاذيب التي طبعت حملته السياسية".
وقال إن "الصحافة الكبرى في بريطانيا تجاهلت بشكل عملي هذه القضية (الإسلاموفوبيا)، ذلك أن غالبية الصحف البريطانية هي ذاتها متورطة في الإسلاموفوبيا"، موضحا بأن المشكلة ليست فقط في أن "جونسون يكذب، ولكن أيضا في أن الصحافة تسمح له بذلك".
ولكن في المقابل، فإن "المؤسسات دائما تكره الراديكاليين مثل كوربين، وقد قررت أن توقفه، وهذا يلفت إلى الهجوم المتكرر بأن كوربين لا يمكن الوثوق به في الأمن والسياسية الخارجية".
ويتابع: "الحقيقة هي العكس"، وأشار إلى "ثلاث كوارث كبرى في السياسة الخارجية في القرن الوحد والعشرين: أفغانستان، والعراق، وليبيا"، وقال إن كوربين كان في الحالات الثلاث على حق، كما أشار إلى حرب اليمن حاليا، وقال إن كوربين يطالب بحظر بيع الأسلحة للسعودية، بعكس المحافظين.
وأشار أوبورن إلى أن هذه الانتخابات تدور بشكل أساسي حول قضية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، متحدثا في هذا السياق عن "كذبة أخرى" لجونسون، وهي شعاره "دعونا ننجز بريكست". وأضاف: "هو يعرف تماما أن بريكست لن ينجز بمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/ يناير. فـ(مفاوضات) العلاقات التجارية مع أوروبا ستهيمن على السياسة لسنوات قادمة".
ورأى أوبورن أن كوربين "يطرح حلا أكثر حكمة لمشكلة بريكست من بوريس جونسون: استفتاء نهائي يعرض الاختيار بين البقاء وفق الشروط الحالية، أو البقاء في عضوية الاتحاد الجمركي".
وشدد أوبورن على أنه "لا يمكن دعم مشروع جونسون للبريكست، بغض النظر عن الأضرار الاقتصادية المحتملة الناجمة عن كوربين ووزيره للمالية جون ماكدونيل، فهذه قد تستمر لخمس سنوات كحد أقصى قبل أن يُطردا بالانتخابات".
وختم أوبورن مقاله بالقول: "لدينا مرشحة محافظة ممتازة في دائرتنا الانتخابية، سيدة اسمها سينا شاه، رأيتها تعمل وفي الظروف العادية كنت سأصوت لها، إنها تمثل الأمل للمستقبل، لكنها جيدة لدرجة لا يستحقها بوريس جونسون والمخربون المحيطون به، أعتقد أنهم يريدون تدمير بريطانيا التي عشت فيها وأحببتها طيلة حياتي".