هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعد فرقة الحمزة من بين الفصائل الأكثر تنظيما التي شكلتها المعارضة في ريف حلب، حيث ذاع صيتها في العمليات العسكرية التركية الثلاث التي شنها الجيش التركي بالتعاون مع فصائل المعارضة شمال سوريا، ضد تنظيم الدولة (درع الفرات 2016-2017)، وضد الوحدات الكردية الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني (غصن الزيتون 2018، نبع السلام 2019).
ضد تنظيم الدولة
وتأسست فرقة الحمزة (قوات خاصة) في نيسان/ أبريل 2016، باندماج
ألوية عدة من الجيش الحر (الحمزة- ذي قار- رعد الشمال- مارع الصمود- المهام
الخاصة)، بهدف محاربة تنظيم الدولة، الذي كان بصدد اجتياح أرياف حلب الشمالية
والشرقية، ومحاربة النظام السوري وأعوانه، وفق بيان التأسيس.
ووفق مصادر عدة، فقد تلقت الفرقة حين
تشكيلها الدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمواجهة تنظيم الدولة،
ضمن "غرفة عمليات حوار كلس".
وبعد مرور نحو أربعة شهور على
تشكيلها، شاركت فرقة الحمزة في عملية
"درع الفرات"، العملية التي أطلقتها تركيا لدعم فصائل المعارضة في
التصدي لتنظيم الدولة في آب/ أغسطس 2016.
وبدأت الفرقة بتلقي الدعم من تركيا
والتحالف الدولي، في قتال التنظيم، وسجلت حضورها الأكبر في معارك تحرير مدينة
الباب.
ووفق الإعلامي السوري رياض الخطيب،
فقد استفادت الفرقة من التوافق الدولي على محاربة تنظيم الدولة، وكانت فرقة الحمزة
الفصيل الوحيد الذي كان يتلقى دعما تركيا- أمريكيا مشتركا، في حين كان التحالف فقط
هو من يدعم "الفرقة51"، "ولواء المعتصم".
اقرأ أيضا: ما العوائق أمام تشكيل جيش وطني في الشمال السوري؟
وأضاف الخطيب لـ"عربي21"،
أن الفرقة وظفت الدعم لإقامة المعسكرات، بعد انضمام عدد من الضباط المنشقين عن
النظام، بهدف تدريب العناصر، وهو الأمر الذي انعكس في نوعية المقاتلين وانضباطهم.
وبانتهاء عملية "درع
الفرات" في آذار/ مارس 2017، العملية التي أدت إلى طرد تنظيم الدولة من ريف
حلب، أوقف التحالف الدعم المقدم لفرقة الحمزة، و"فرقة المعتصم"،
و"اللواء51".
وفي أيلول/ سبتمبر 2017، أعلنت فرقة
الحمزة عن اقتتاح أول كلية عسكرية لتدريب عناصر الجيش الحر في الشمال السوري، في
ريف مدينة الباب، وقامت فيما بعد بتسليم الكلية إلى وزارة الدفاع في "الحكومة
المؤقتة" التي كان برئاسة جواد أبو حطب.
وأعلنت الفرقة في نهاية العام 2017،
عن انخراطها في "الجيش الوطني" الذي شكلته "الحكومة المؤقتة"،
لتندرج تحت تقسيم "الفيلق الثاني" التابع لـ"الجيش الوطني".
وكانت الفرقة سباقة في تسليم
حواجزها العسكرية ومقارها إلى قيادة "الجيش الوطني"، بهدف فرض قوة هذا
التشكيل، للانتهاء من حالة الانقسام الفصائلي في مناطق المعارضة.
وبحسب الخطيب، فقد استثمرت فرقة الحمزة فترة توقف المعارك ما بعد طرد تنظيم الدولة، لترتيب صفوفها
ومأسستها عسكريا، لتتصدر المشهد العسكري في الشمال السوري، وتتحول إلى رقم صعب في
المعادلة العسكرية في المنطقة.
ضد الوحدات الكردية
وتعتبر فرقة الحمزة إحدى أهم
التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة، التي شاركت في عملية "غصن
الزيتون" التي بدأتها تركيا في كانون الثاني/ يناير 2018، بهدف السيطرة على
مدينة عفرين وريفها، وتخليص أهلها من مسلحي الوحدات الكردية.
وخاضت الفرقة اشتباكات دامية في محور
راجو غربي عفرين، وكانت رأس حربة "غصن الزيتون" في هذا المحور الصعب
جغرافيا.
وعن ذلك، يقول الخطيب:
"أظهرت الفرقة قوة منقطعة النظير في معارك عفرين، بسبب المهارة القتالية
العالية لعناصرها، والانضباط العسكري، وأثبتت حضورا متميزا في ساحات المعارك".
ضد "قسد"
وقبيل الإعلان عن معركة "نبع
السلام" بأسابيع، بدأت الفرقة بإقامة معسكرات بهدف رفع الكفاءة العسكرية
للمقاتلين، والتدريب على القتال في حالة الاشتباكات، وأساليب القتال، والفنون
الحديثة للقتال أيضا، وكذلك استخدام الأسلحة الخفيفة.
ولم يتأخر إعلان فرقة الحمزة عن
مشاركتها في عملية "نبع السلام" التي أعطى الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، في 9 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، الضوء الأخضر لبدئها ضد قوات سوريا
الديمقراطية "قسد".
ونقلت وسائل إعلام تركية، عن قائد
فرقة الحمزة، سيف أبو بكر، قوله: "بسم الله نبدأ عمليتنا العسكرية "نبع
السلام" برفقة القوات التركية، لتطهير أرضنا السورية من الإرهـابيين الذين
يسيطرون على مناطق شرق الفرات، ويسعون لتقسيم الأراضي السورية، عبر نواياهم
وأهدافهم الانفصالية".
اقرأ أيضا: الحكومة السورية المؤقتة تشكل وزارة دفاع تمهيدا لجيش موحد
وعن مشاركتها في عملية "نبع
السلام"، أوضح القائد العسكري العام في فرقة الحمزة، الملازم أول عبد الله
حلاوة، أن الفرقة شاركت في معارك محور رأس العين وريفها.
وذكر لـ"عربي21"، أن
"الفرقة قدمت 52 شهيدا، في عملية نبع السلام".
وخلال العمليات، تمكنت فرقة الحمزة
من أسر 18عنصرا من عناصر النظام السوري، وبينهم عناصر من "قسد" متخفين
بلباس قوات النظام السوري.
وانتشرت العديد من التسجيلات
المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تظهر عناصر من فرقة الحمزة، وهم يؤكدون
التزامهم بالمحافظة على دور العبادة في مدينة رأس العين، لكل الأديان.
مناطق الانتشار
وتنتشر فرقة الحمزة، في مناطق عدة
بريف حلب، وريف الحسكة والرقة شرقي الفرات.
وبحسب مدير المكتب الإعلامي لفرقة
الحمزة، ماجد الحلبي، فإن مناطق انتشار الفرقة تبدأ من الباب وريفها بريف حلب
الشرقي، وتمتد إلى مدينة جرابلس وريفها، ومنطقة الغندورة، و منطقة الراعي، وحوار
كلس، وعفرين وريفها.
وأضاف الحلبي لـ"عربي21"، أن فرقة الحمزة تسجل حضورا واسعا في منطقة رأس العين وريفها.
العلاقة مع تركيا
وتتهم فرقة الحمزة من قبل بعض
الأوساط السورية بالولاء لتركيا، وتقديم مصلحة الأخيرة على المصلحة السورية.
وفي سياق الرد على ذلك، يقول القائد
العسكري العام في الفرقة، عبد الله حلاوة، إن "فرقة الحمزة جزء من
"الجيش الوطني السوري" التابع لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، وهذا
الجيش يعتبر حليفا لتركيا في سوريا".
وأضاف "تجمعنا علاقة تحالفية
بالجيش التركي، وقاتلنا جنبا إلى جنب معه، ضد أعداء الثورة السورية، من تنظيم
الدولة إلى المليشيات الانفصالية، وكذلك ضد النظام السوري".
وأكد حلاوة، أن "فرقته لا تتميز
في علاقتها مع تركيا، عن أي فصيل للمعارضة في شمال سوريا"، مستدركا "لكن
القدرات العسكرية التي تتمتع بها فرقتنا، تجعل علاقتنا مع الجيش التركي أكبر
وأعمق".
وتابع "نتلقى دعما من تركيا،
وسابقا قطعنا العلاقة مع "البنتاغون"، ونحن الآن جزء من الجيش الوطني
السوري".
ماذا عن قتال النظام السوري؟
وفي رده على ذلك، شدد حلاوة على أن "الفرقة تضع النظام السوري على قائمة الأعداء"، معتبرا أن "النظام هو من أسهم
في دعم التنظيمات المعادية للثورة، والتي صُنفت زورا على أنها من معارضته، وما تسمى بـ"قسد" على رأس تلك التنظيمات".
وداعما حديثه، أشار حلاوة إلى مشاركة
ألوية فرقة الحمزة، في معارك صد هجمات النظام السوري على ريف حلب الشمالي، مطلع
العام 2016، حين تمكن النظام السوري من فصل مدينة حلب عن ريفها الشمالي.
وأشار إلى مشاركة ألوية الفرقة في
صد هجمات الوحدات الكردية على مدينة "تل رفعت"، الهجمات التي كانت تتم
بالتنسيق مع النظام السوري وروسيا، في مطلع العام 2016.
وأنهى حلاوة حديثه
لـ"عربي21" قائلا: "الفرقة تتعهد بمواصلة قتال أعداء الثورة
السورية، وعلى رأسهم نظام الأسد".