هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الدور الذي تؤديه المليشيات
الموالية لإيران في محاولة إطفاء لهيب الاحتجاجات العراقية ضد الفساد والتهميش.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المشهد العراقي اليوم يعبر بشكل واضح
عن التغيير العميق الذي سجلته الأمة العربية منذ غزو العراق سنة 2003. في الوقت
الراهن، ظهرت العديد من الحركات في الساحة العراقية مثل ما يسمى عصائب أهل الحق،
وهي واحدة من أقوى المليشيات في العراق المرتبطة بإيران، وقد تأسست هذه المليشيا
سنة 2006 في طهران تحت إشراف، حزب الله، أفضل المتخصصين في الحركة المسلحة
اللبنانية.
وأضافت الصحيفة أن
المظاهرة التي نظمتها عصائب أهل الحق في وسط بغداد، بدت وكأنها
نسخة من المظاهرات التي يقوم بها التشكيل اللبناني، الذي أنشئ أيضا وفقا
لتصميمات النظام الإيراني. في الأثناء، حاول أفراد هذه المليشيا استعراض قوتهم
أمام الجميع، حيث أظهر سبعة رجال مقنعين يرتدون زي المليشيات معرفتهم بالفنون
القتالية، التي بلغت ذروتها في تدمير لوحين من الإسمنت مرفقين بالعلم الوطني
الأمريكي والإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن
المسيرة قد ضمت عدة آلاف من الأشخاص، بعيدا عن "المليون" الذي أعلنه
المنظمون في البداية، الذين ساروا انطلاقا من حي الكرادة القريب يحملون صورا لقيس
الخزعلي، الزعيم الرئيسي في مليشيا عصائب أهل الحق، والعديد من المتشددين في هذا
التشكيل الذي توفوا خلال القتال ضد تنظيم الدولة بين سنتي 2014 و2017. وعلى بعد
بضعة كيلومترات من هذا المكان، واصل عشرات الآلاف من المحتجين التجمع حول ميدان
التحرير. وقد طالب المحتجون بضرورة إنهاء التأثير الكبير الذي تؤديه الجماعات التي
تتلقى دعما من طهران مثل عصائب أهل الحق.
وأوردت الصحيفة أن
التشكيلات السياسية الموالية لإيران قد عقدت اجتماعا بعد أن أدرجت حكومة دونالد
ترامب أسماء كل من القائد قيس الخزعلي، وشقيقه ليث الخزعلي، أحد كبار
المسؤولين في هذه المليشيا، وحسين فالح عبد العزيز اللامي، رئيس حزب الله في
العراق في القائمة السوداء. وقد قيّد هذا القرار رحلات هؤلاء الأطراف، مع مصادرة
الأصول المحتملة التي يمتلكونها في الولايات المتحدة.
"نحن الشعب العراقي"
ونوّهت الصحيفة إلى أن قوة
وأسطول عصائب أهل الحق لا يقتصر على أفراد المليشيات التابعة لها، حيث تشير
التقديرات إلى أنها تمتلك الآلاف من الرجال المجهزين بالدبابات والمدفعية الثقيلة.
ولكن، أصبحت هذه المليشيا ممثلا سياسيا بارزا في الساحة السياسية من خلال كتلة "صادقون"،
التي يمثّلها في البرلمان العراقي 15 نائبا؛ مثل وجيه عباس أو الوزيرين اللذين
عملا في حكومة عادل عبد المهدي. ولعل هذه المسألة تعتبر خير مثال على مدى التطور
الذي تتبعه طهران بشأن التصاميم السياسية للعراق.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ
صباح الكناني قوله، إن "لم تعد المظاهرات سلمية، من المؤكد أن أيادي الولايات
المتحدة وإسرائيل والمال السعودي وراء تنظيم الاحتجاجات". وقد كان الشيخ
الكناني أحد الحاضرين وشهود العيان يوم المظاهرات. في هذا الشأن، سحل المتظاهرون
مراهقا عراقيا يبلغ من العمر 16 سنة في ساحة الوثبة بعد طعنه مرارا وتكرارا، وقد
علقوا جسده على عمود شارة المرور في ظل عدم مبالاة مئات الأشخاص الذين صوروا
الحادث. وقد بيّنت الصور المسجلة بواسطة الهواتف المحمولة مدى وحشية ما حدث.
ونوّهت الصحيفة إلى أن معظم
الجماعات الموجودة في التحرير قد أدانوا هذه الحادثة المأساوية، لكنها ما تزال
تعكس دوامة القلق التي غرقت بها البلاد. من جهته، قال علي البياتي، عضو اللجنة
العليا العراقية لشؤون الإنسان، "إن وجود مئات أو الآلاف من المواطنين الذين
وقفوا صامتين، يصورون ويراقبون الحادثة المروعة، تعتبر في حد ذاتها خطوة خطيرة تؤكد
قبول العنف من جانب جزء من المجتمع العراقي".
وختاما، ذكرت الصحيفة أن
الاحتجاجات التي فرضت استقالة رئيس الوزراء في الثلاثين من الشهر الماضي قد خلّفت
قرابة 500 قتيل وآلاف الجرحى والمحتجزين. وقد أدخلت العاصمة في متاهة الفوضى
اليومية، بالنظر إلى اندلاع الاحتجاجات بشكل دائم لأكثر مراكزها رمزية.