هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة المقاطعة العالمية، المعروفة اختصارا باسم "بي دي أس"، لا تزال بعيدة عن نهايتها.
واعتبر "إيلي أبراهام" في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن تلك الحرب "مستمرة وصراع متواصل، تتغير فيه الأسلحة المستخدمة بصورة دائمة، رغم أن إسرائيل حققت فيها انتصارات من خلال جملة قرارات اتخذتها عدة دول حول العالم على صعيد ملاحقة معاداة السامية".
وأضاف أن "ذلك بدأ في أوروبا حين صوت البرلمان الألماني البوندستاغ باعتبار معاداة الصهيونية أحد أشكال معاداة السامية، وهو ما أقرته أيضا الجمعية الوطنية في فرنسا، وفي الأسبوع الماضي وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما رئاسيا يقضي بأن المس باليهود هو مخالفة لقوانين حقوق المواطن".
وأشار أبراهام، المحاضر في قسم الإعلام بجامعة حيفا، أن "هذه القرارات التشريعية والمراسيم الرئاسية من المتوقع أن تحدث تغييرا جوهريا في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة المقاطعة".
واستدرك بالقول إنه "بالتزامن مع هذه القرارات العالمية ضد حركة المقاطعة، فقد خرج عدد من الأكاديميين ورجال الدين الإسرائيليين، وسارعوا إلى اعتبار أنه لا صلة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، ولم يكتفوا بذلك، بل إنهم أرسلوا عرائض واسعة لأعضاء البرلمانات الأوروبية التي صوتت على هذه القرارات، واعتبروها غير منصفة".
اقرأ أيضا: تقرير: هذا الشخص وراء الحملات المضادة لـ(بي دي أس) في أمريكا
وأوضح أن "هؤلاء الإسرائيليين المعارضين للحرب التي تشنها إسرائيل على حركة المقاطعة، لا يرون أن هذه الحركة تمارس سلوكا عنيفا، بزعم أنها تدعو فقط لفرض عقوبات اقتصادية وثقافية على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب من الضفة الغربية، ويبدو هذا الموقف الإسرائيلي الداعم لحركة المقاطعة أمرا غريبا، على أقل تقدير".
وزعم أن "متابعة سريعة للموقع الإلكتروني لحركة البي دي أس، تظهر أن صراعها مع إسرائيل لا يتوقف عند الخط الأخضر فقط، لأن تصريحات قادتها تؤكد أن احتلال العام 1967 ليس هو المشكلة بنظرهم، وإنما إسرائيل نفسها التي أقيمت في العام 1948، وهذه الحركة تضم بين صفوفها نشطاء سياسيين ومنظمات معادية، وفقا لما كشفه تقرير سابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية".
وتابع بأن "هذه المعطيات تجعل من المثير والغريب خروج أصوات إسرائيلية مؤيدة لحركة المقاطعة، رغم أن دعواتها للمقاطعة تصل إلى المؤسسات الأكاديمية التي يعملون فيها".
وختم بالقول: "رغم كل القرارات التي صدرت مؤخرا في بعض الدول ضد حركة المقاطعة، فإن هذه الحركة لا ترى فيها هزيمة أو تراجعا، لأنها في كل محفل تتعرض للحظر أو الملاحقة، فإن ذلك يساعدها في تشويه صورة إسرائيل، ومواصلة نزع الشرعية عنها، ووصفها بأنها دولة أبارتهايد".