هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "كريستيان توداي" مقالا لرئيس التحرير مارك غالي، يدعو فيه إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويشير غالي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في رسالة التأسيس للصحيفة، قال المبشر الإنجيلي بيلي غراهام إن "كريستيان توداي" ستساعد "الإنجيليين المسيحيين على تفسير الأخبار بطريقة تعكس إيمانهم، ومن هنا فإن إجراءات عزل دونالد ترامب هي حدث مهم في قصة جمهوريتنا وتستدعي منا التعليق".
ويقول الكاتب إن "النهج المثالي للصحيفة هو التعالي عن الخلاف، والسماح للمسيحيين بمعتقداتهم السياسية المتعددة بتقديم حججهم في ساحة الجدل العام، وتشجيعهم على البحث عن العدالة بناء على معتقداتهم، ومعاملة المعارضة السياسية بإحسان قدر الإمكان، ونريد أن تكون (كريستيان توداي) مكانا يرحب بالمسيحيين من الأطياف السياسية كلها، وتذكير كل شخص بأن السياسة هي ليست نهاية وهدف وجودنا، ونحن نفتخر بحقيقة عدم سيطرة السياسة على موقعنا".
ويرى غالي أن "بعد هذا كله فإنه من الضروري من وقت لآخر أن يكون لنا رأي واضح في الأمور السياسية، وأن نقوم بهذا بحب، فنحن نحب الرئيس ونصلي من أجله، كما نحب ونصلي من أجل القادة (ومن أجل الناس العاديين) على جانبي الخلاف السياسي".
وتقدم الصحيفة ميزة للرئيس، وهي أن الديمقراطيين كانوا يترصدون له منذ اليوم الأول، وكل شيء فعلوه كان تحت غيمة الشك السياسي، وقادوا الكثيرين للشك، ليس في الدوافع فقط، لكن أيضا في حقائق جلسات الاستماع لمحاكمة الرئيس، مشيرة إلى أن ترامب لم يمنح فرصة جادة لتقديم موقفه من القصة في جلسات الاستماع والمحاكمة.
ويقول الكاتب إن "الحقائق في حالته واضحة دون غموض، فقد حاول رئيس الولايات المتحدة استخدام سلطته السياسية لإجبار زعيم أجنبي لتشويه سمعة واحد من منافسيه السياسيين والتحرش به، ولا يعد هذا خرقا للدستور فحسب، لكن الأهم من ذلك أن هذا غير أخلاقي بشكل عميق".
ويجد غالي أن "السبب في أن الكثيرين لا يشعرون بالصدمة حيال ذلك هو أن الرئيس تخلى عن الأخلاقية في إدارته، فعين وعزل أشخاصا هم الآن من المجرمين المدانين، ويقوم حسابه على (تويتر) بنشر الأكاذيب والتشويه والتشهير، وهو مثال عن رجل فقد طريقه الأخلاقي ويعيش حالة من التشوش".
ويلفت الكاتب إلى أن أنصاره الإنجيليين تحدثوا عن تعييناته للمحكمة العليا، ودفاعه عن الحرية، وطريقة إدارته للاقتصاد، من بين عدة أشياء قام بها، وبرروا من خلالها دعمهم له، و"نعتقد أن جلسات استماع عزله وضحت، كما لم يوضح تحقيق مولر، أن الرئيس أساء استخدام السلطة لتحقيق منافع شخصية، وخان قسمه الدستوري، ووضحت جلسات العزل عيوب الرئيس الأخلاقية، التي شاهدناها جميعا، وهذا يضر بمؤسسة الرئاسة، ويضر بسمعة البلد، ويضر بروحانية الناس ومستقبلهم، ولن يوازن أي فعل إيجابي عمله الرئيس الأخطار الأخلاقية والسياسية التي نواجهها في ظل شخصية لا أخلاقية وبشكل صارخ".
ويفيد غالي بأن "اهتمام الصحيفة بهوية القائد الوطني للبلاد ليس جديدا، ففي عام 1998 كتبت الصحيفة عن بيل كلينتون: (فشل هذا الرئيس في قول الحقيقة -حتى عندما حشر في الزاوية- يمزق نسيج الأمة، وهذا ليس شأنا خاصا، بل تزاوج اجتماعي بني على الثقة، الثقة في الحليب الذي يبيعه البقال لك، سواء كان نقيا أو صحيا، الثقة هي المال الذي تضعه في البنك ويمكنك سحبه، الثقة هي الحاضنة وعامل الإطفاء والقسيس وسائق سيارة الإسعاف الذين يقومون بعملهم على أفضل شكل، وفي الوقت الذي يتخلى فيه الساسة عن وعودهم الانتخابية، فهم أمام واجب الحفاظ على الثقة وعدم خرق القانون)، وكانت هذه الكلمات قبل 20 عاما عندما اتهم كلينتون بممارسة الجنس مع متدربة، وهي اليوم تنطبق وبشكل كامل على الرئيس ترامب، وسواء كان عزل من المنصب بقرار من مجلس الشيوخ أو التصويت الشعبي العام المقبل، فهو أمر متعلق بحكمة من يتخذ القرار. إن عزله، كما نعتقد، لا يتعلق بولاءات سياسية، لكن الولاء لمن كتب الوصايا العشر".
ويوجه الكاتب رسالة إلى الإنجيليين الذين ما يزالون يدعمون ترامب، رغم سجله الأخلاقي الأسود، قائلا: "قد نقول لهم: تذكروا من أنتم ومن تخدمون، وفكروا كيف سيؤثر تبريركم في دعم ترامب على شهادتكم أمام الرب والمخلص، وفكروا ماذا سيقول العالم غير المؤمن عن استمرار دعمكم لكلام ترامب الآثم، وسلوكه في مجال النفعية السياسية، ولو لم نتراجع عن المواقف فهل سيستمع أي شخص بجدية لما نقوله عن العدل والاستقامة في العقود المقبلة؟ هل نستطيع القول بوضوح إن الإجهاض هو إثم لا يمكن التسامح معه؟ أو نقول بوضوح إن شخصية القائد الأعلى للأمة المحطمة لا تهم كثيرا؟".
ويختم غالي مقاله بالقول: "لقد تحفظنا عن الحكم على ترامب ولسنوات عدة، وقد انتقدنا البعض لتحفظنا، لكن عندما يتعلق الأمر بشجب سلوك آخر، فإن سلامة المريض يجب أن تأتي أولا، ولهذا حاولنا منح أنصار ترامب الإنجيليين حقهم، وحاولنا فهم موقفهم، والنظر في الطبيعة النفعية للقرارات السياسية التي قاموا بها من أجل ترامب، وكي نسمي الأمور بأسمائها فمهما ربحنا في لعبة القمار هذه، فإننا نلعب أوراق اللعبة اللاأخلاقية والعقيمة كلها، وعندما نعتقد أن الوقت قد حان لأن ندفع أوراق الرهان كلها إلى مركز الطاولة، فعندها ستنهار اللعبة كلها، وستنهار على سمعة الإنجيليين، وعلى فهم العالم للإنجيل، وستنهار على أمة الرجال والنساء الذين يهمنا صلاحهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)