هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استعرض زعيم المسلمين "المورو" في الفلبين، الحاج مراد إبراهيم، في مقابلة أجرتها معه "عربي21"، أدوار كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في بلاده، التي شهدت مؤخرا سلاما أنهى صراعا استمر عقودا.
وأوضح "إبراهيم" أن سر العلاقة الخاصة بين مسلمي الفلبين وتركيا، حكومة وشعبا، يكمن في أن الإسلام دخل البلاد إبان حكم الدولة العثمانية، ما رسخ انطباعا إيجابيا تجاه الأتراك، وباتوا "مثل الأخ الأكبر"، على حد وصفه.
وتابع أن العديد من المنظمات التركية غير الحكومية توجهت في الآونة الأخيرة إلى النشاط بشكل متزايد في مناطق انتشار المسلمين بالفلبين، التي نالت بموجب اتفاق سلام حكما ذاتيا، مطلع العام الجاري، وتولى "إبراهيم" رئاسة حكومتها، في شباط/ فبراير الماضي.
وبشأن العلاقات مع الدول العربية، لفت "إبراهيم" إلى اهتمام سعودي بقضية شعب مورو، تمثل في عضوية الرياض بمجموعة الاتصال الدولية، التي ساهمت في إحلال السلام بالبلاد.
ولدى سؤاله عن سبب اتهام الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، مؤخرا، الولايات المتحدة بالتسبب بالصراع الأهلي في البلاد، أوضح أن الاحتلال الأمريكي، الذي أعقب الاستعمار الإسباني، ارتكب مجازر بحق المسلمين، لا سيما مجزرة "جبل داجو" في معركة "بود داجو الأولى"، عام 1906، ما تسبب بأزمة عميقة بينهم وبين المسيحيين، الذين تمتعوا، في المقابل، بحقوق وسلطات واسعة.
وتابع أن مساحة كبيرة من البلاد كانت جزءا من دولة إسلامية لدى قدوم الاستعمار الإسباني، وقد أطلق على سكانها اسم "مورو" كونهم مسلمين، تمام كالمغاربة والأندلسيين.
وأضاف أن أجزاء من وسط البلاد وشمالها تحولت إلى المسيحية، فيما قاوم المسلمون في الجنوب بشكل خاص الاستعمار الإسباني (1565- 1898) ثم الاحتلال الأمريكي (1898- 1946).
وتابع أن الأحقاد التاريخية تراجعت، وبدأ مسلمو الفلبين، خلال العقود الأخيرة، التحرك على الساحة الدولية لإثبات وجودهم واسترداد حقوقهم.
ولفت إلى أن واشنطن كانت على وشك إدراج جبهة تحرير مورو الإسلامية، التي يتزعمها، على قائمة الإرهاب، بعد تولي جورج بوش الابن الرئاسة، عام 2000.
اقرأ أيضا: تعرف على أقلية "مورو" المسلمة بالفلبين ونيلها "الحكم الذاتي"
وأوضح أن الجبهة بعثت آنذاك برسالة إلى الرئيس الأمريكي، أوضحت فيها سياساتها ومنطلقاتها، ما حال دون الإدراج.
والجمعة، نشرت "عربي21" الجزء الأول من مقابلتها مع زعيم مسلمي الفلبين، تحدث فيها عن طبيعة العلاقة بين الموريين والرئيس دوتيرتي، وأوضاع المنطقة بعد السلام، لا سيما على المستوى الأمني، فضلا عن الاشتباه بتواجد نشاط مستمر لعناصر ترتبط بتنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: زعيم مسلمي الفلبين لعربي21: نثق بالرئيس وبنجاح "السلام" (شاهد)