علوم وتكنولوجيا

"فيسبوك" في 2019 تراوح بين الفضائح والابتكار

تراجع "فيسبوك" 16 نقطة ليصل إلى المرتبة الثالثة والعشرين وفقا لموقع Glassdoor- أ ف ب
تراجع "فيسبوك" 16 نقطة ليصل إلى المرتبة الثالثة والعشرين وفقا لموقع Glassdoor- أ ف ب

لم يمر عام 2019 أفضل حالا عن سابقه بالنسبة للعملاق التكنولوجي "فيسبوك"، إذ واجهت فضائح جديدة تتعلق بخروق أمنية وتسريب بيانات المستخدمين على غرار فضيحة التسريب الشهيرة لشركة "كامبريدج أنالتيكا" خلال 2018.

ورصدت صحيفة "النهار" اللبنانية وقائع ما عصف بـ"فيسبوك" من فضائح ومحاولتها النهوض من  كبوتها وإيقاف التراجع المتواصل في تقييمها.

وقالت الصحيفة إن "العام الجاري شهد الكثير من التخبّطات في الشركة، إذ فرض العديد من الغرامات والعقوبات عليها، سواء من قبل بعض الدول أو من قبل بعض الدعاوى القضائية".

وإحدى أبرز العقوبات التي واجهتها "فيسبوك" هذا العام هي دفع تسوية بقيمة 5 مليارات دولار كجزء من تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية في الشركة التي أثارتها فضيحة كامبريدج أنالتيكا العام الماضي، حيث وجدت اللجنة أن "فيسبوك" كانت مسؤولة عن مجموعة من أخطاء الخصوصية التي انتهكت مرسوم الموافقة الذي وقعه مع الوكالة في العام 2012.

وثاني هذه الغرامات والمتعلقة بذات القضية، كان فرض لجنة الأوراق المالية والبورصة غرامة منفصلة بقيمة 100 مليون دولار على "فيسبوك".

 

اقرأ أيضا: فيسبوك يحقق بسرقة بيانات 267 مليون مستخدم وعرضها على الإنترنت


وفرضت الوكالة الإيطالية لحماية البيانات غرامة على "فيسبوك" قدرها 1.1 مليون دولار، حيث زعمت الجهة المنظمة أن 57 مستخدما إيطاليا قاموا بتنزيل تطبيق Thisisyourdigitallife في وسط الفضيحة الشهيرة.

وفرضت هيئة مراقبة المنافسة والاحتكار المجرية غرامات على "فيسبوك" قيمتها نحو 1. 4 مليون دولار بسبب تضليلها للمستخدمين من خلال ادعائها بأن خدماتها مجانية وهي ليست كذلك.

ومن فضائح فيسبوك الجديدة كان "تسريب بيانات تحتوي على أسماء وأرقام هواتف لـ267 مليون مستخدم نشرت على الإنترنت، حيث كانت قاعدة البيانات هذه متوفرة للتنزيل الأسبوع الماضي على منتدى أحد القراصنة الإلكترونيين الذي يعود إلى إحدى الشبكات الإجرامية"، وفقًا لما نشر في مدونة على موقع Comparitech.

ويأتي الكشف عن هذه البيانات المسرّبة في الوقت الذي تسعى فيه الشبكة الاجتماعية جاهدة لإعادة بناء الثقة مع مستخدميها، لا سيما بشأن حماية معلوماتهم الشخصية ومراقبة المنشورات التي قد تؤدي الى أذيتهم وإزالة الحسابات الزائفة.

محاولة بناء الثقة

 

وفي محاولة لبناء الثقة مع مستخدميها، اتخذت "فيسبوك" إجراءات عديدة لحماية المعلومات الشخصية ومراقبة المنشورات المؤذية وإزالة الحسابات الزائفة.

فخلال تقرير الشفافية نصف السنوي الذي يوضح عن كيفية تعامل "فيسبوك" مع نفسها ومع المنشورات المتعلقة بعمليات الانتحار أو الإيذاء الجسدي والشخصي، كشفت عن قيامها في الربع الثاني من العام الجاري بإزالة مليوني منشور تتعلق بالإيذاء الجسدي الشخصي، وفي الربع الثالث من السنة الجارية، أزالت "فيسبوك" 845 ألف منشور، ورفعت نسبة الدقة والتجاوب مع تلك لتصل إلى أكثر من 79 في المئة.

وقالت "فيسبوك" إنها قامت بتعطيل 2.19 مليار حساب زائف ومخالف في الربع الأول من العام الجاري نظرا لارتكابها مخالفات لسياسات معايير المجتمع.

ولكن وعلى الرغم من كل تلك الإجراءات، تراجع ترتيب فيسبوك على قائمة أفضل أماكن العمل وفقا لموقع Glassdoor الذي يستخدمه الموظفون لتقييم أصحاب عملهم بشكل مجهول.

ووفقا لما أشار إليه الترتيب، فقد تراجع "فيسبوك" 16 نقطة ليصل إلى المرتبة الثالثة والعشرين، الأمر الذي يعد بمثابة هبوط كبير، حيث كانت قد حصلت على المركز الأول في تصنيف Glassdoor لعام 2018، لتنخفض إلى المرتبة السابعة في قائمة 2019.

 

اقرأ أيضا: فيسبوك تحذف 3.2 مليارات حساب مزيف وملايين المنشورات


وتظهر تصنيفات 2020 Glassdoor أن الموظفين لم يعودوا ينظرون إلى العمل في شركة التواصل الاجتماعي كما فعلوا من قبل.

وتسعى "فيسبوك" أيضا تطوير وتحسين خدماتها، حيث أطلقت مؤخراً بوت الدردشة "Liam Bot" المدعوم بالذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين على الرد على أسئلة المستخدمين المتعلقة بالمشاكل التي يتعرض لها الموقع، حيث يوجه هذا البوت الموظف للإجابة بنقاط معينة، بالإضافة الى توفيره روابط من مدونة "فايسبوك" وغيرها من الوثائق ذات الصلة بأسئلة المستخدمين.

وتواصل فيسبوك بالمخاطرة في مجالات جديدة عن نطاق عمله الأساسي، إذ تعمل الشركة حالياً على تطوير نظام تشغيل خاص بها بديل عن أندرويد لمنتجاتها المتعلقة بالواقع المعزز والافتراضي، فالشركة لا تريد أن تكون أجهزتها مثل نظارات الواقع الافتراضي والمعزز و"بورتال" تحت رحمة غوغل كونها تعتمد على أندرويد، لذا تريد تطوير نظام تشغيل تدمج فيه كل الخصائص الاجتماعية وتبقى وحدها على اطلاع على بيانات المستخدمين.

وكشفت التقارير الأخيرة خبرا مثيرا آخر وهو أن "فيسبوك" تطور خدمة مساعد صوتي خاصة بها على غرار سيري وأليكسا وتتعاون مع مايكروسوفت للحصول على البيانات من محرك البحث بنغ لتدريب مساعدها.

التعليقات (0)