هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وسط توتر بين أثينا وأنقرة حول استغلال موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، يصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى العاصمة اليونانية أثينا، الخميس، تمهيدا للتوقيع على اتفاق لمد خط أنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا.
وقال نتنياهو قبيل مغادرته: "لقد شكلنا تحالفا في شرق المتوسط، له أهمية كبرى بالنسبة لمستقبل إسرائيل في مجال الطاقة، وتحويلها إلى دولة عظمى في هذا المجال، وأيضا بالنسبة لاستقرار المنطقة".
وأضاف، بحسب بيان صادر عن مكتبه، أن "أنبوب الغاز الذي سنعمل على مده الآن، والذي عمل وزير الطاقة (يوفال شتاينيتز) على إقامته منذ سنوات عديدة، يُحدث ثورة في صورة الطاقة الإسرائيلية".
وتابع: "نغادر البلاد للمشاركة في قمة هامة جدا تعقد مع رئيس قبرص (اليونانية، نيكوس أناستاسيادس) ورئيس الوزراء اليوناني الجديد (كرياكوس ميتسوتاكيس)".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، الأربعاء، أن هذا المشروع الذي يطلق عليه خط أنابيب "إيست ميد" سوف ينقل الغاز الطبيعي بداية من عام 2025.
وفي تعليق له، قال كبير الباحثين في معهد الدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب عوديد عيران، في تقرير أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" وترجمته "عربي21" إن أهمية الاتفاق سياسية بالدرجة الأولى في التعاون الإقليمي مع اليونان وقبرص.
وقال عيران، وهو سفير سابق لدى الاتحاد الأوروبي والأردن : "في الوقت الحالي، إن الخطوة مهمة من الناحية السياسية فقط، ولا ينبغي الاستهانة بها، ومن الناحية الاقتصادية فهي خطوة مهمة إذا ما اشتركت جميع دول شرق المتوسط في مثل هذا الخط، كمصر، وفي المستقبل الفلسطينيين".
وأضاف أن "السوق الإسرائيلية نفسها صغيرة للغاية بحيث لا تسمح ماليا بمزيد من التطوير للغاز الطبيعي، وإن على إسرائيل أن تزن تكلفة خط الأنابيب، مقابل نقل الغاز الطبيعي المسال إلى مصر عن طريق السفن ثم إلى أوروبا. وبما أن الإطار الأخير موجود بالفعل ، فقد يكون نقل الغاز بهذه الطريقة أقل تكلفة من إنشاء بنية تحتية جديدة".
وكانت اليونان أعلنت الشهر الماضي أن اتفاق خط أنابيب "إيست ميد" سيتم توقيعه مع قبرص وإسرائيل، وأن الاتفاق سيستكمل عندما توقع عليه إيطاليا أيضا.
اقرأ أيضا: اليونان وإسرائيل وقبرص توقع الشهر المقبل اتفاق إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز
وخط أنابيب الغاز البالغ طوله 2000 كيلومتر سيكون قادرا على نقل ما بين 9 و 11 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من الاحتياطيات البحرية لحوض شرق المتوسط قبالة قبرص وإسرائيل إلى اليونان وكذلك إلى إيطاليا ودول أخرى في جنوب شرق أوروبا عبر خط أنابيب الغاز، ويفترض أن يبدأ تشغيله في 2025.
ويتوقع أن يجعل المشروع من الدول الثلاث حلقة وصل مهمة في سلسلة إمدادات الطاقة في أوروبا، ويحول دون محاولات تركيا بسط سيطرتها على شرق البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس حينها إنه "من المهم للغاية أن تبرز دول المنطقة عضلاتها في مواجهة الاستفزازات التركية".
ويأتي توقيع هذا الاتفاق، في أعقاب مذكرة تفاهم وقعتها أنقرة، مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في 27 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تقضي بترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، الأمر الذي أثار حفيظة أثينا.