هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا للمعلق الإسرائيلي يوسي ميلمان، يقول فيه، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزم الصمت رغم مقتل أحد أعدائه، وهو قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.
ويشير ميلمان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرد الإسرائيلي الأولي كان متدنيا، لافتا إلى أن نتنياهو، الذي قطع زيارته من اليونان، أمر مسؤولي حكومته بعدم التعليق على عملية اغتيال سليماني.
ويعلق الكاتب قائلا، إن "هذا كان إشارة إلى عدم تورط إسرائيل في اغتيال القائد العسكري، فهي لا تريد أن تجر إلى عاصفة عدوانية مع إيران، ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تقتصر ردود أفعال إيران الانتقامية التي وعدت بها على أهداف أمريكية".
ويستدرك ميلمان بأن إسرائيل اتخذت إجراءات احترازية، ففي الفجر أمر الجيش الإسرائيلي إغلاق منتجع جبل الشيخ للتزلج، الذي كان في الماضي هدفا للمقذوفات الصاروخية من الأراضي السورية، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية ستكون في حالة تأهب في مرتفعات الجولان، دون إرسال تعزيزات عسكرية إليها.
ويفيد الكاتب بأن إسرائيل زادت من نشاطاتها الإلكترونية، وقامت بالتشويش بشكل جزئي على هواتف المواطنين في الجولان واتصالاتهم.
ويقول ميلمان، إن سليماني كان عدوا لدودا لإسرائيل، التي وصفها بالشيطان الأصغر، ولم يستهدفها في تصريحاته البلاغية فقط، لكنها ظلت هدفا مركزيا بالنسبة له ولقوات فيلق القدس التي كان يديرها.
ويلفت الكاتب إلى أن سليماني شارك مع حزب الله في التخطيط وإصدار الأوامر لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية، مثل الهجوم على حافلة سياح في مدينة بيرغاس في بلغاريا عام 2012، بالإضافة إلى محاولات فاشلة أخرى في تايلاند وجورجيا والهند، وحاول محاصرة إسرائيل من خلال نشر المليشيات الشيعية على الحدود السورية الإسرائيلية، وأمر المليشيات في مرات للرد على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت أرصدة إيرانية في سوريا.
وينوه ميلمان إلى أن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أعربوا عن تقديرهم لمهارات سليماني العسكرية والاستراتيجية، ولهذا عَدُّوه منافسا خطيرا للغاية، مشيرا إلى أنه كان رصيدا مهما في إسرائيل، التي خططت لقتله، حيث كان على قائمة المطلوبين لها.
ويكشف الكاتب عن أنه لتنفيذ هذا الهدف، فإن المخابرات الإسرائيلية قامت بجمع معلومات واسعة عنه، منذ تعيينه قائدا لفيلق القدس عام 1998، مشيرا إلى أنه لكونه كان يعمل في العلن، ونادرا ما كان يعمل سرا، فإنه قد سهل على المخابرات الإسرائيلية والأمريكية جمع المعلومات عنه، فكان واضحا في تحركاته، فقضى وقتا في الميدان مع مقاتليه في سوريا، وحضر الجنازات، وتنقل في المواكب بين العراق وسوريا ولبنان.
ويفيد ميلمان بأن "إسرائيل كادت أن تغتاله، وكان بينها وبين قتله لحظات، وكانت أقرب لحظة لقتله في 31 كانون الثاني/ يناير 2018 في دمشق، ففي ذلك اليوم التقى سليماني مع القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في واحد من البيوت الآمنة، وكان مغنية حينها الهدف الأول لإسرائيل، وليس قاسم سليماني".
ويذكر الكاتب أن "سي آي إيه" والمخابرات الإسرائيلية كانتا تخططان لعملية مشتركة لقتل مغنية، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت ومدير الموساد مائير داغان أرادا قتل الاثنين، إلا أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش رفض ذلك وأمر بعدم إصابة سليماني.
ويقول ميلمان، إن "قلق إسرائيل متركز الآن على ردة فعل إيران، التي تعتمد على المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي، ولو قرر إغلاق مضيق هرمز وتفجير السفارة الأمريكية، فإن هذا يعني أن إيران مستعدة للمخاطرة بحرب شاملة مع أمريكا، وفي هذا السيناريو ستستخدم إيران كل ما لديها من أرصدة، مثل حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي في غزة، ولو قرر الرضا بسيناريو يستهدف فيه القوات الأمريكية في العراق، بهدف إخراجها منه، فإن إسرائيل ستكون بمأمن من الدخول في دوامة عنف جديدة".
ويجد الكاتب أنه بناء على دروس الماضي، فإن المرشد الأعلى رجل يفكر بما يقوم به، ولا يعتمد على دوافعه وغريزته.
ويختم ميلمان مقاله بالقول: "لا أحد في المنطقة يريد حربا، لا إيران أو إسرائيل ولا الولايات المتحدة أو روسيا أو سوريا؛ لأنها ليست في صالح أحد".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)