هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشهد العراق حراكا داخليا للضغط باتجاه تحقيق انسحاب القوات الأمريكية عن
أراضيه، في الوقت الذي تستمر فيه المباحثات الرسمية مع أطراف ضمن التحالف الدولي لتنفيذ
توصيات البرلمان العراقي بالخصوص.
من جانبها، هددت كتلة تحالف "الفتح" في البرلمان العراقي،
بالتصعيد العسكري ضد القوات الأمريكية إذا لم تستجب للقرار العراقي بالخروج من
البلاد.
و"الفتح" ثاني أكبر كتلة في البرلمان، لها 47 من أصل 329 مقعدا،
ويتزعمه هادي العامري ويتألف من أذرع سياسية لفصائل شيعية مسلحة مثل "منظمة
بدر"، و"عصائب أهل الحق" و"حركة النجباء".
وقال رئيس الكتلة محمد الغبان للتلفزيون الحكومي، إن "الحكومة
العراقية مطالبة باتخاذ التدابير لإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، لاسيما بعد
قرار مجلس النواب الأخير".
اقرأ أيضا: برلين: العراق سيكون ساحة للإرهاب إذا انسحب "التحالف"
وأضاف الغبان أن "أي مماطلة أو التفاف من قبل القوات الأمريكية سيؤدي
إلى تصعيد شعبي ومواجهات عسكرية ضدهم"، محذرا من "زعزعة أمن المنطقة
وتضرر العلاقة بين بغداد وواشنطن".
جبهة موحدة
وبدوره، كشف المتحدث باسم فصيل "حركة النجباء" العراقي، نصر الشمري،
عن إجراء زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مباحثات مع فصائل شيعية، مقربة من
إيران، تطلق على نفسها "فصائل المقاومة"، لتشكيل جبهة موحدة لإخراج
القوات الأمريكية من العراق.
وقال الشمري، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية
"واع"، الاثنين، إن الصدر اجتمع في مدينة قم الإيرانية مع ممثلين عن
أغلب "فصائل المقاومة العراقية" على رأسها: "عصائب أهل الحق"،
"كتائب سيد الشهداء"، "حركة النجباء"، و"سرايا
السلام".
وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على "تنسيق الجهود وتشكيل جبهة موحدة من
أجل إخراج القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل ونهائي".
وتابع الشمري بالقول، إن "فصائل المقاومة العراقية أعطت فرصة ومدة (لم
يذكر تاريخاً محدداً) للحكومة ومجلس النواب من أجل إنهاء الوجود الأجنبي عبر الطرق
الدبلوماسية والسياسية".
وأردف الشمري بأن "فصائل المقاومة" تدعم موقف الحكومة العراقية
بإخراج القوات الأجنبية من أراضي البلاد.
مباحثات مع السويد
سياسيا، اتفق رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد
المهدي، مع رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفين، على مواصلة التشاور بشأن قرار بغداد
إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وجاء ذلك خلال مكالمة هاتفية تلقاها عبد المهدي من لوفين، الاثنين، وفق
بيان للحكومة العراقية.
وقال البيان، إن الجانبين بحثا "الوضع الأمني في العراق والمنطقة
والتطورات المحتملة خلال الفترة المقبلة".
وأضاف، أن عبد المهدي ولوفين تناولا أيضا "محاربة داعش وأهمية استمرار
التشاور والاتصالات بين البلدين، خصوصا بعد تصويت مجلس النواب العراقي على قرار
انسحاب القوات الأجنبية".
والسويد واحدة من 60 دولة ضمن التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة،
بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ولدى السويد نحو 70 عسكريا منتشرين في العراق لتقديم المشورة والتدريب
للقوات العراقية.
خلفية
وكان البرلمان العراقي قد صوت بأغلبية في الخامس من كانون الثاني/ يناير
الجاري على قرار يطالب بموجبه حكومة بغداد بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في
البلاد، خلال جلسة شهدت مقاطعة النواب الأكراد ومعظم النواب السنة.
اقرأ أيضا: ترامب: المسؤولون العراقيون لا يريدون انسحاب قواتنا
وتقول الحكومة العراقية إنها تعمل على إعداد الخطوات الإجرائية والقانونية
لتنفيذ القرار. لكن طلبها المقدم إلى الولايات المتحدة، قبل يومين، بإرسال وفد
لمناقشة آلية مغادرة القوات، جوبه برفض واشنطن.
واتخذ البرلمان والحكومة العراقيان قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد،
على خلفية اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني
قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبي مهدي المهندس في
ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير.
وردت إيران، الأربعاء، بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنودا أمريكيين في شمال وغرب العراق.
ويرفض السُنة والأكراد إخراج القوات الأجنبية وخاصة الأمريكية من العراق
خشية أن تتغلغل إيران أكثر في البلد عبر فصائل مسلحة موالية لها وأحزاب شيعية
مقربة منها، وفق ما يرى مراقبون.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن
التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.