هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، في تصريح مقتضب، الخميس الماضي، أنه عقد اجتماعا خاصا بمشاريع الاتفاق العراقي الصيني، هدف إلى "متابعة تنفيذ المشاريع الأكثر جدوى" لتطوير البنى التحتية في مجالات عدة.
اللافت أن الاجتماع عُقد بالتزامن مع تصاعد الخلاف العراقي الأمريكي حول تواجد القوات الأجنبية في البلاد، وقد قوبل طلب بغداد من واشنطن الانسحاب من أراضيها بالرفض، وصاحبه تهديدات الأخيرة بفرض عقوبات على العراق.
وترافق مع هذا الخلاف الذي بلغ ذروته باغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، القائد بقوات الحشد الشعبي العراقية، مطلع كانون الثاني/يناير الجاري قرب المطار الدولي ببغداد، اتهامات لواشنطن بأن تصعيدها جاء لعرقلة تنفيذ الاتفاقيات الصينية العراقية.
اقرأ أيضا: العراق.. هل وحّدت إيران "البيت الشيعي" بمظاهرة الصدر؟
وروج سياسيون ونشطاء وإعلاميون عراقيون أن لدى واشنطن خشية من تزايد النفوذ الاقتصادي للصين في البلد الغني بالموارد النفطية. وأطلقوا دعوات تطالب الحكومة بالمسارعة في تنفيذ التفاهمات الاقتصادية مع بكين، وتوسيعها كرد على "العدوان الأمريكي".
#شاهد...
— النائب كاظم الصيادي (@nl1khoI8lWK2Aog) January 12, 2020
أبرز ماتتضمنه الاتفاقية مع الصين
ولماذا تحاول الولايات المتحده إجهاض الاتفاقيه لأنها ستبني 300 مستشفى 8 مليون وحده سكنيه خط طريق سريع
25الف مدرسه تطوير ميناء الفاو الكبير pic.twitter.com/DOM6S8Dod5
نطالب بزيادة الحصه النفطية وفق الاتفاقيهالصينيه لتصبح 300 الف برميل يومياً بدلاً من 100 الف برميل يومياً لتسريع آلية العمل وسرعة الإنجاز #النائب_كاظم_الصيادي
— النائب كاظم الصيادي (@nl1khoI8lWK2Aog) January 11, 2020
#شارك_لهاشتاك
— النائب كاظم الصيادي (@nl1khoI8lWK2Aog) January 11, 2020
الاتفاقية (العراقية- الصينية) تحقق قفزة اقتصادية تاريخية للعراق #مطلب_شعبيpic.twitter.com/Sa9Eugjqnn
استثمارات متزايدة
وتشير الأرقام إلى أن استثمارات العملاق الآسيوي تزايدت فعليا في العراق لتصل إلى 30 مليار سنويا، وفق تصريحات السفير الصيني في بغداد، تشانغ تاو، مطلع أيار/ مايو الماضي.
وكان "تاو" قد أوضح في ذات التصريحات أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين يزداد ويتطور سنويا، وبنسبة 10 بالمئة"، وبين أن "الصين أكبر شريك تجاري للعراق، وكذلك يعتبر العراق ثاني أكبر مورد نفطي للصين، ورابع أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط".
وتتعلق معظم الاستثمارات الصينية في العراق بقطاع النفط، كان آخرها اتفاقيات وُقعت مطلع العام الماضي،حصلت بموجبها الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية على عقد استثمار للغاز في حقل أرطواي غربي محافظة البصرة، كما وقعت شركة "بتروجينا" الصينية استثمار الغاز المصاحب، في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان جنوبي العراق، وسط توقعات بأن تحقق علاقات البلدين "قفزة نوعية" في هذا الصدد.
وأتبع هذه الاتفاقيات، زيارة وفد حكومي كبير برئاسة عادل عبد المهدي إلى الصين في الـ19 من أيلول/ سبتمبر الماضي، أفضت إلى توقيع ثماني اتفاقيات مشتركة بين البلدين تتجاوز قيمتها (500) مليار دولار للسنوات العشرة القادمة، وتجعل الصين المستورد الأكبر للنفط العراقي، إضافة للإعلان عن انضمام العراق للمشروع الصيني الضخم المعروف بمبادرة "حزام وطريق"، وهو المشروع الذي يثير قلق واشنطن من زيادة رقعة نفوذ منافسها الاقتصادي.
هذه الاتفاقيات التي لم تفصح الجهات الحكومية عنها، أثارت جدلا متواصلا لدى الأوساط البرلمانية والشعبية العراقية، بين فريق محذر ومشكك في جدواها الاقتصادية معتبرين أنها تنطلق بدوافع سياسية بعيدة عن تحقيق مصالح العراق، وآخرين رحبوا بها واعتبروها مرحلة جديدة تصب في صالح إعمار العراق،وتتجاوز الهيمنة الأمريكية المفروضة عليه.
نوري المالكي وقع اتفاقية مع امريكا تتيح بقاء طويل الأمد لأمريكا في العراق!
— عماد الدين الجبوري (@drImadEddin) January 19, 2020
عادل عبد المهدي وقع اتفاقية مع الصين تتيح رهن نفط العراق لـ50 عاما!
أحزاب كردية تعهدت لنفسها بالانفصال عن العراق مهما طال الزمن!
الحشد وقع اتفاقية مع طهران تمنح قم الوصاية على بغداد!
أين السيادة يا سادة؟! pic.twitter.com/IkDy74YnoJ
بكل بساطة خرجو ضد اتفاقية الصين التي ستحل كل مشاكل العراق من بنى تحتية ومشاريع عملاقة ولكن لأن أميركا رفضت الصفقة خرج اذنابها والأمر الآخر خرجو ضد المرجعية والحشد ومن يخرج هكذا يجب ان يقتل أيا كان
— ذئب البراري (@UvrYd0CmVlHxC8j) January 21, 2020
إتفاقية العراق مع الصين الاخيره النفط مقابل الاعمار والمشاريع التي تم طرحها هو انقاذ العراق ونقطة تحول للعراق لم يشهدها من قبل ولابعد وان كل من يقف ضد هذه الاتفاقيه هو لايريد الخير للعراق وكل همه هو دمار هذا البلد
— رضا الجابري (@X1OJuCPC7ZT3ihP) January 20, 2020
# نعم للاتفاقيهالمنقذه للعراق
وليخسأ المعارضون لها
الا يوجد عاقل وكبير للقوم يوقف المهزلة الحقيقة التي زج فيها العراق وشعبه كل شي اصبح مباح بحجة التظاهرات وقدسية التظاهرات تمزيق لصور الشهداء وقطع طرق وايقاف المؤسسات الحكومية عن العمل وكل ذلك من أجل ايقاف #اتفاقية_الصين_مشاريع_واعمارالتي تضر بمصالح امريكا pic.twitter.com/zuEO6YHLER
— عاش العراق العظيم (@iraq_audhmaa) January 19, 2020
اتفاقية الصين_العراق
— shakiraljbori (@ShakirAljbori) January 19, 2020
هي جزء من مشروع يربط الصين بايران بتركيا وينتهي باوربالاخراج النفط الايراني من العقوبات. الامريكية ما اكسبها اهمية استثنائية
اما للعراق فهي استعمار واتفاقية غبية تعطي الشركات الصينية الفاشلة عقود بلا منافس وفي ظل الفساد ، ستكون الاتفاقية الافسد في العالم
الاتفاقية الصينية تضليل للراي العام من اجل بيع نفط ايران بحجة مشاريع صغيره في العراق
— جميلة تشرين (@NyMORvwkHzQxGMf) January 19, 2020
التنافس على العراق
من جانبه يوضح الخبير الاقتصادي، أسامة التميمي، أن العراق في عهد صدام حسين كان يتمتع بعلاقات واسعة مع الصين تركزت في مجال تسليح الجيش العراقي، وبعد 2003 كان الانفتاح على الصين من قبل القطاع الخاص أكثر بكثير من الانفتاح الحكومي.
وفي حديثه لـ"عربي21" أيد التميمي أن "توجه العراق إلى الصين في الآونة الأخيرة يأتي بدوافع سياسية وبمشورة خارجية في إطار الصراع الدائر مع الولايات المتحدة"، ويهدف إلى "توجيه ضربة الى التواجد والهيمنة الأمريكية في العراق".
ويعتقد بأن هذا التوجه يعكس "محاولات تخفيف ضغط العقوبات الاقتصادية الموجهة ضد إيران وبعض المؤسسات الصينية".
ويلفت إلى أن: "السياسة الاقتصادية الصينية بعد تحقيق معدلات نمو عالية ومنافستها للولايات المتحدة على المرتبة الأولى باعتراف ترامب في ملتقى دافوس الأخير، تحاول بكين إحياء طريق الحرير البري الذي يمر عبر أفغانستان وإيران والعراق، والبحري عبر ميناء الفاو بأقل التكاليف والحصول على مردودات مالية هائلة بالمشاركة مع العراق ما يجعل اقتصادها يتجاوز الاقتصاد الامريكي في السنوات القادمة".
ونبه الخبير الاقتصادي إلى أن "جميع دول العالم المتقدم عيون شركاتها ترنو إلى العراق لما فيه الخير الكثير وأثره العظيم في تحقيق التنمية بالعديد من الدول ولهذا تجد الصراع يشتد في هذه المنطقة دون غيرها من دول العالم".
جدوى الاتفاقيات
وحول جدوى الاتفاقيات من الناحية الاقتصادية على العراق، يُقر التميمي بأن "العراق محتاج إلى كافة أنواع المشاريع وبمختلف الاختصاصات"، ويستدرك "لكن هذا ليس معناه أن نذهب به إلى الجحيم عن طريق عدم إطلاع المؤسسات المختصة على نوع الاتفاقيات" في إشارة إلى تفرد الحكومة بعقد التفاهمات دون إطلاع البرلمان وباقي مؤسسات الدولة المختصة عليها.
ويقول: "نحن بحاجة إلى خلق ملايين فرص العمل وملايين المشاريع، ولكن عن طريق تظافر الجهود في بحث جميع جوانب أي اتفاق على مستوى المؤسسات الاقتصادية والتشريعية، لضمان عدم وقوع العراق فيما لايحمد عقباه، وخصوصا أن الولايات المتحدة تتربص للإيقاع بالعراق في حال التوجه إلى الصين بشكل كامل".
ويوضح "هذا معناه أن العراق بحاجة إلى قيادة حكيمة وليست تابعة لأحد من أجل تفضيل المصلحة العراقية وجعلها فوق كل المصالح، لا أن نرهن خيرات البلد من أجل عيون إيران أو الصين أو أمريكا أو أي جهة كانت".
اقرأ أيضا: الصدر يدعو لتظاهرات جديدة أمام السفارة الأمريكية ببغداد
ومحذرا من الاندفاع غير المتوازن نحو التفاهمات مع الصين، يقول التميمي: "الصين من البلدان المتقدمة عالميا، وهذا ليس معناه أنها تخلو من الفساد والفاسدين الذين يمكن أن ينفذوا مشاريع ليست بالكفاءة المطلوبة، وعليه يجب على العراق أن يسير بخطوات حتى لو كانت بطيئة ولكن موزونة لضمان عدم الوقوع في أخطاء فادحة".
ويضيف: "مطلوب من العراق الانفتاح على جميع دول العالم المتقدم للحصول على الأفضل مع دراسات واقعية وحقيقية من قبل طواقم أشراف يفكرون بمصلحة الوطن والأجيال القادمة لتحقيق بنى تحتية ضمن خطط خمسية أو بأطر زمنية ضيقة، أو من خلال توقيع اتفاقيات صداقة غير ملزمة ويمكن بواسطتها إبرام أي اتفاقيات لتنفيذ مشاريع مختلفة، لأن الاقتصاد العالمي فيه متغيرات سريعة وقد ولى زمن الاتفاقيات طويلة المدى".
وعقّب على طبيعة الفريق الحكومي الذي قاد الاتفاقيات مع الصين بالقول: "أثبتت الحقيقة أن عادل عبد المهدي شخصية ليست بالعبقرية الاقتصادية، كما يروج، إنما بإمكانيات محدودة، ومثل هذه القرارات الخطيرة لا يجب أن تُبنى على خلفيات سياسية وإنما وطنية صرفة".
وينوه: "قبل الحديث عن التنمية علينا إنجاز المشهد السياسي المستقل، وإيصال الأشخاص النزيهين إلى السلطة، ومحاسبة الفاسدين وإعادة الأموال المنهوبة، وعندها يمكن بناء استراتيجية اقتصادية أساسها مصلحة العراق أولا".
وختم بالقول: "إلى الآن لا توجد اتفاقيات وإنما مذكرات تفاهم، وإذا ما أرادت الحكومة تمريرها من خلال قانون الموازنة فسيكون هذا خرقا فاضحا، ويثير جملة من الشكوك حول الموضوع".