قضايا وآراء

إيجابيات صفقة ترامب

عدنان حميدان
1300x600
1300x600

الخطة البائسة التي أعلنها ترامب لمستقبل فلسطين والخارطة المسخ التي أبرزها "لدولة فلسطين" المستقبلية وضعت النقاط على حروف كل ما تسرب لنا في الفترة الماضية حول تسليم الأراضي الفلسطينية المحتلة و تقديم أراض متفرقة قليلة للفلسطينيين تربطها أنفاق أو جسور تمول دول عربية  إنشاءها بخمسين مليار دولار و يبقي الاحتلال في هذه الأراضي جيوبا سكانية له " شرعنة المستوطنات " بتعداد هو الأكبر في تاريخه حيث يناهز عدد المستوطنين نصف مليون، مع تفاصبل  أخرى خلاصتها حديث عن دولة بلا أرض أو شعب أو ميناء أو مطار.


ويمنّ ترامب والاحتلال على من سرقوا بلادهم بالسماح لمن بقي منهم داخل هذه الأراضي المحتلة بالبقاء فيها! بينما لا حديث مطلقا عن عودة الملايين الذين هجرهم الاحتلال وجعلهم شتاتا في بقاع الأرض.


وفي ذات الوقت يناقض نفسه عندما  تحدث عن القدس غير المقسمة عاصمة للاحتلال ليعود ويذكر  إقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية؛ عاصمة تحدثت تسريبات بأنها بلدة "شعفاط " القريبة من مدينة القدس.


ورغم كل التفاصيل الجائرة على فلسطين وقضيتها والمخالفة لكل المواثيق الدولية السابقة حولها إلا أن هذه الصفقة نجحت من حيث لم يرد واضعوها بتوحيد موقف الفرقاء الفلسطينيين ضدها وتذكير الرئيس محمود عباس بأهمية التئام الشمل مع حماس والجهاد وباقي الفصائل في مواجهتها، بل ويسجل بالإيجاب لها أنها قامت بتعرية الدول العربية المتواطئة مع الاحتلال فهذه دول الإمارات وعمان والبحرين أرسلت سفرائها  لحضور الإعلان المشؤوم و الخارجية المصرية باركت الخطوة ورأتها فرصة للسلام فيما فضلت دول أخرى الصمت أو التصريح بتحفظ و لم ترفض ما جرى بشكل صريح كما فعلت تركيا و إيران.


من إيجابيات هذا الإعلان المشؤوم أنه وضع الرئيس محمود عباس أمام اختبار حقيقي لترجمة  تهديداته المعتادة مثل وقف التنسيق الأمني والتراجع عن أوسلو على أرض الواقع.

 

وشكل إعلان ترامب لخطته حرجا للمسؤولين العرب الذين يزاودون على الفلسطينيين من مواقعهم المختلفة بخطابات جياشة بالمشاعر أو مليئة بالشتائم للطرف الأخر.

 

أحد النواب في الأردن قدم في خطابه الناقد لترامب وخطته إيحاءات بذيئة وشتائم كثيرة ضد ترامب والسؤال: ماذا بعد، وماذا تستفيد فلسطين وقضيتها من كلماتك السوقية؟!

 

الأهم أن يشتغل كل من موقعه على فضح الاحتلال وعملائه و إلغاء أي اتفاقيات معه و دعم المقاومة المشروعة لطرده وإعادة الحق المغتصب لأصحابه.

 

وفي المقابل على خصوم محمود عباس وفريقه منحهم فرصة لترجمة ما يهددون به وعدم المسارعة لتكذيب أي تصريح لهم حول ذلك، وترك المصادر العبرية و شائعاتها  حولهم ولو قليلا.

 

أتفهم تماما خيبات الأمل الكثيرة التي تعرض لها الفلسطينيون إثر التهديدات السابقة الكثيرة للاحتلال وداعميه والتي أطلقها عباس وذهبت كلها أدراج الرياح ولذلك يتوجس كثيرا خيفة من تكرار ذلك وتجريب المجرب؛ ولكن ما بيد الحيلة و نحن نحلم صباح مساء بتوافق فلسطيني وإنهاء الانقسام  والتوحد ولو لمرة واحدة في مجابهة الاحتلال وغطرسته.

التعليقات (2)
رائد عبيدو
الأربعاء، 29-01-2020 02:44 م
الرفض الصريح لجرائم ترمب كبير الصهاينة هو بقطع العلاقات مع الحكومة الأمريكية، على الأقل كما فعل الرئيس الفلسطيني، فلم يقابل ترمب ولا وزراءه ولا سفراءه ولا مبعوثيه منذ تجاوز ترمب للخط الأحمر: القدس. أما الرفض اللساني فلا يعني شيئا بعد لقاءات أردوغان العديدة لترمب منذ تبنيه لسرقة القدس، وفي ظل استمرار تدفق الأموال التركية في الاقتصاد الصهيوني، وبقاء العلم الصهيوني مرفرفا في أنقرة وإسطنبول، وتواصل الرحلات السياحية من مطار اللد وإليه، واستمرار استضافة الجنود الأمريكيين في قواعد عسكرية تركية. إصدار بيانات الاستنكار الكاذبة ليس أفضل من حضور إعلان الصفقة الوضيعة ومن تقدير واضعيها، فهذه مستويات متقاربة في الانحطاط والخسة والخيانة.
مصري جدا
الأربعاء، 29-01-2020 10:14 ص
لن يلتئم الصف الفلسطيني إلا بمنصات قيادة جديدة في فتح وحماس والفصائل سواء بسواء ،، أما فضح حكام العرب فهم عين الفضيحة والفضائح منذ قرابة ال 70 عاما فهل أصبحت الفضيحة وكشف الغطاء هدف في ذاته ،،، منذ سنوات كان اتهام آحاد النخبة او الإعلام انه موال للحكومة شبه ادانه او عار ،،د اليوم كلهم يعلنون ويعتزون بأنهم جزء من النظام وأن الأجهزة المخابراتية تحركهم وهذه قمة الوطتية ،، يقولونها علنا ، هكذا يفعل حكام مصر والخليج وبعض والوكلاء الآخرين للاستعمار الغربي ،، لم نراهن يوما على الحكام ،،، والبرهان علىىالنهبة الحالية شبه خاسر ،، نحن بحاجة لقيادات وجيل جديد ،، ولا بديل ،،