فايننشال تايمز: خطة ترامب لا تريد تحقيق السلام وهذا هدفها

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا للكاتب إدوارد لوس، يقول فيه إن الهدف من خطة دونالد ترامب القائمة على دولتين هي خدمة دولة واحدة وليس تحقيق السلام. 

ويشير لوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "الهدف الحقيقي وراء الإعلان عن الخطة هو زيادة فرص إعادة انتخاب الرئيس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". 

ويقول الكاتب: "كتمرين في الدبلوماسية فإن مبادرة ترامب هي فاشلة بالتأكيد، لكنها مثال عن تفكير فردي، الذي يحاول من خلاله ترامب إخضاع الدبلوماسية للحاجيات الانتخابية، وتصنف على أنها واحدة من أكثر تحركاته جرأة، فالخطة الإسرائيلية الفلسطينية لا علاقة لها بخلق السلام، مثلما ارتبط تبريره بالضغط على أوكرانيا بذريعة مكافحة الفساد".

ويلفت لوس إلى أن "الإيجابيات وراء الخطة الأمريكية واضحة بالنسبة لترامب، وهي تحرف النظر عن محاكمته في مجلس الشيوخ، وتعطيه مظهرا بأنه يقوم بمتابعة شؤون الدولة في الوقت الذي ينشغل فيه الديمقراطيون بالأخبار التافهة من العام الماضي، بالإضافة إلى أنها تذكير للإنجيليين الصهيونيين -جوهر قاعدته الإنجيلية- بأنه يتحرك من أجل تطبيق أمانيهم، وهي رؤية اليهود وقد اتحدوا على الخريطة الأصلية والتوراتية للأرض المقدسة، وستقربهم الخطة من تحقيق ما يريدونه، وكل ما يعرضه على الفلسطينيين هو حي غير معروف من القدس ليكون عاصمة لهم، كمن يقوم بتسييج حي واتفورد في شمال لندن وتسميته بلندن". 

ويفيد الكاتب بأن "المنافع لنتنياهو الذي يواجه انتخابات قريبة ستكون عملية وواضحة، فسيتمكن من القول بأنه الشخص الذي أقنع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن التزاماتها الطويلة تجاه الفلسطينيين، أو الحصول على موافقة أمريكية لضم وادي الأردن، وتعطي الخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة لحرف النظر عن الملاحقات القضائية التي يواجهها، حيث زاد زخمها بالتوازي مع محاكمة ترامب، وعلى خلاف الأخير، فإن نتنياهو لم يكن قادرا على الحصول على حصانة من الملاحقة والاتهامات، التي تضم الرشوة والغش وخرق الثقة". 

ويستدرك لوس بأنهما "متشابهان في اللغة، فزعم نتنياهو أن الدولة العميقة تقوم بنشر الأخبار لتقويض حكمه والقيام بملاحقته، وهو زعم ترامب ذاته، ويتشابه الزعيمان بالأفعال ذاتها، فالمدعي العام عينه نتنياهو بنفسه، تماما مثلما اختار ترامب جون بولتون ليكون مستشاره للأمن القومي، وكلاهما يعيش الخيانات التآمرية". 

ويقول الكاتب إن "التعاون بينهما ذهب بعيدا، ولديهما صفتان مهمتان للعالم المتغير، الأولى هي تطبيع الشعبوية، ويعد نتنياهو رياديا في هذا المجال، وقبل سنوات من ترشيح ترامب نفسه للرئاسة كان الزعيم الإسرائيلي أول من استخدم هذه الوسائل التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من أساليب الشعبوية، وزعم أنه يقف مع الشعب ضد النخبة، وقام بخرق المحرمات عندما استغل مشاعر السخط الإثنية، وأشار إلى قوى ظل خارجية -جورج سوروس- التي قال إنها وراء تزوير العرب في الانتخابات".

وينوه لوس إلى أن "ترامب اتهم المهاجرين الهيسبانو غير الشرعيين بالتصويت لهيلاري كلينتون، وكذلك زعم نتنياهو أن الناخبين العرب خرجوا أشتاتا وجماعات للإطاحة به، وأكد أنه كان سيربح انتخابات نيسان/ أبريل العام الماضي لولا تزوير العرب دون تقديم أدلة، ونجحت تصريحاته، وبدلا من جعله شخصية منبوذة احتفل به قادة العالم بصفته شخصية عبقرية، وسجل الرقم القياسي في طول الحكم".

ويقول الكاتب: "ربما اعتقد الليبراليون في الغرب أنه معزول، لكن الحقيقة هي غير ذلك، ففي العام الماضي كان ضيف شرف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزاره نارنديرا مودي في إسرائيل، وكان أول رئيس وزراء هندي يقوم بهذه الزيارة، وهو على علاقة جيدة مع الرئيس الهنغاري فيكتور أوربان والزعيم الإيطالي الشعبوي ميتو سالفيني، وهو محق للتباهي بأنه في موضع يتفوق فيه على منافسيه، وهذا التحالف شاب لكن أعضاءه يتميزون بالولاء". 

ويبين لوس أن "ترامب ونتنياهو يتفقان على ازدراء الدبلوماسية التقليدية، فقبل تشجيع ترامب الروس على اختراق رسائل كلينتون الإلكترونية، فإن نتنياهو قام بخرق المحرمات في بلد آخر، ففي عام 2015 ألقى خطابا في الكونغرس هاجم فيه اتفاقية باراك أوباما النووية مع إيران، وهي سابقة لم يشهدها التاريخ، وخشي البعض من أن يضر ذلك بنفوذ إسرائيل في أمريكا، لكنه عبد الطريق أمام خروج ترامب منها". 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "شراكتهما ساعدت على توسيع العضوية في النادي الشعبوي الذي يشترك أفراده في الوسائل والخطاب".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)