هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عمل باحثان أستراليان على تصميم ما
أسمياه "بوصلة مهنية" بالاعتماد على مراجعة حسابات "تويتر".
وبدأ المشروع بفكرة للأستاذ
المساعد بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا، بول ماكارثي، حينما بدأ برصد السمات الشخصية لكبار
مبرمجي الكمبيوتر وكبار لاعبي التنس في العالم، استنادا إلى ما كشفت عنه حساباتهم
على موقع تويتر.
واستخدم ماكارثي، وهو خبير بالحاسب
الآلي والبيانات، أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتقييم لغة حسابات تويتر ليستقي
منها ما يخص خمس سمات أساسية للشخصية.
ويقول ماكارثي: "ظننت أنني ارتكبت خطأ ما،
إذ لم أعتقد أنه قد يكون لدى كل هؤلاء الأشخاص شخصيات متشابهة لهذا الحد!".
ووجد ماكارثي أن 200 من كبار لاعبي
التنس المحترفين على تويتر تجمعهم سمات مشتركة تتشابه بشكل مدهش. ويقول عن ذلك:
"هم عموما شخصيات تتمتع بدرجات عالية من القبول والانطلاق والالتزام وليست
على درجة عالية من الانفتاح". وبخلاف بعض الاستثناءات، جاءت نتيجة مبرمجي
الكمبيوتر على النقيض من ذلك.
اقرأ أيضا: السماح بـ"تويتر" و"فيسبوك" في الصين لفئتين فقط
وبعد هذه النتائج انضم ماكارثي إلى
أستاذة علم النفس في جامعة ملبورن، بيغي كيرن، محاولا الإجابة على سؤال "هل بالإمكان الاستعانة بمحتوى تويتر، بما يوفره
من عينة ضخمة، لاستكشاف أي نوعية من الشخصيات توافق، بحسب بصماتها الرقمية، وظائف
بعينها؟".
واعتمد الباحثان الأستراليان في
دراستهما، التي نشرت كانون الأول/ ديسمبر 2019، على فحص حسابات تويتر لـ 128 ألف
مستخدم. وتحتاج أداة تعريف الشخصية إلى نحو 100 مشاركة من نصوص كتبها الشخص عن
حياته أو أفكاره للقيام بالتحليل اللغوي، ويمكنها أيضا الاستعانة بمحتوى من رسائل
البريد الإلكتروني أو المنشورات على منتديات التواصل.
ودرس الباحثان حسابات أشخاص أشاروا
إلى مهنهم استنادا إلى سمات رئيسية للشخصية وهي: القبول والانطلاق والالتزام
والعُصابية والانفتاح (ويقصد بالأخيرة مدى الاستعداد لتجربة خبرات وأفكار جديدة
ولا يقصد بها الانبساطية في العلاقات).
وتقول كيرن إن "البحث أظهر
توافقا مذهلا بين شخصيات لاعبي التنس، استنادا إلى ما عكسته مشاركاتهم الرقمية،
كذلك توافقت شخصيات العلماء أيضا، وكان الاختلاف بين مهنة وأخرى واضحا".
وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي" أن "النتائج كثيرا ما جاءت متوافقة مع المتوقع، فلم يكن
من المفاجئ أن يتحلى كبار الرياضيين بالالتزام والدقة؛ إذ إن التفوق الرياضي يتطلب
بذل جهد حثيث، أما عدم "انفتاحهم" بدرجات كبيرة فيرجح قناعتهم بالمألوف
وأنهم يعمدون لتكرار نفس الشيء.
أما العلماء فيتفوقون في سمة
الانفتاح، بينما لا تتمتع شخصياتهم بدرجات كبيرة من القبول، فهم يحبون تحدي
الأفكار السائدة بالابتكار والنقد. أما الأدوار الأكثر "التزاما" فيقول
ماكارثي إنها كانت من نصيب المسؤولين في وظائف عامة، مثل المحامين والسياسيين،
بينما برزت سمة العُصابية لدى العاملين بالمجال المصرفي.
اقرأ أيضا: هاشتاغ "فلسطين الحرة" يتصدر الترند عالميا في "تويتر"
ودمج الباحثان هذه المعلومات في ما
أسمياه "البوصلة المهنية"، مستخدمين الذكاء الاصطناعي لتحديد ألف مهنة
مختلفة بحسب السمات الشخصية الغالبة في كل واحدة.
ومن خلال اختبار الأداة المستخدمة
وجد الباحثان أن بإمكانهما التكهن بمهنة مستخدم "تويتر" استنادا إلى
تحليل لغته المنشورة على "تويتر" وجاءت النتائج دقيقة بنسبة 70 في المئة.
ويقول الباحثان إن تلك "البوصلة
المهنية" قد تساعد الأشخاص كثيرا في معرفة أكثر الوظائف التي تناسبهم.
وتقول كيرن: "الكثير من
الشباب يتحدثون عن حياتهم عبر منشورات كثيرة على الإنترنت، وإذا سمحوا لنا
باستخدام منشوراتهم فسنرصد أي وظائف قد تناسبهم، وقد تكون مناسبة لهم أكثر من
الوظائف التي يرغب الأهل في التحاقهم بها أو التي قد يلتحقون هم أنفسهم بها لمجرد
أنهم سمعوا عنها".
ويبحث ماكارثي حاليا مع الحكومة
الأسترالية مبادرة لاستخدام أداة اختيار المهن تلك لمساعدة الطلبة الملتحقين
بالجامعات والمعاهد، بحيث يملأ الطلاب استطلاعا للرأي على الإنترنت ويأذون
بالدخول على حساباتهم على "تويتر" أو "فيسبوك" ثم يُجرى تحليل
يوفق بينهم وبين الخارطة الوظيفية ويخرج بمقترحات حول المهن التي تناسب شخصياتهم.