هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "ما تشهده حدود قطاع غزة في الأيام الأخيرة أشبه ما يكون بلعبة خطرة، رغم أن الجانبين؛ حماس وإسرائيل، يطلقان صواريخهما بهدف عدم القتل، لكن النتيجة أن المستوطنين في النقب الغربي يعانون على كل الأحوال".
وأضاف رون بن يشاي، في صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "أسئلة عديدة تطرح حول استمرار حماس في إطلاق البالونات الحارقة والقذائف الصاروخية، وعدم وقفها، ومدى علاقتها بصفقة القرن، والانتخابات الإسرائيلية، مع أن تصعيد الأيام الجارية استمرار لحالة باتت تشهدها حدود قطاع غزة في العام الأخير، رغم أن كل الأطراف يعرفون قواعد اللعبة، ولديهم مصلحة بالعمل وفقها: حماس وإسرائيل ومصر وقطر".
وأشار بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن "الأخطر من ذلك أنه بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية الشهر القادم، فلن يتغير شيء في هذا الوضع القائم، لكنه قد يشهد تدهورا متصاعدا نتيجة خطأ تقني ميداني، وهذا التصعيد التدريجي قد يتحول فجأة إلى أيام قتال دامية، يقع فيها قتلى وجرحى من الجانبين، مع أنهما ليسا معنيين بتصعيد كبير، واندلاع معركة عسكرية في الجنوب".
وأوضح بن يشاي، الذي غطى معظم الحروب الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية، أن "حماس التي تسيطر على قطاع غزة تسعى للحفاظ على سلطتها، في ظل وضع اقتصادي صعب، وحياة مليوني إنسان داخل إغلاق مطبق؛ لذلك فإنها تسعى لتحصيل هدنة حقيقية مع إسرائيل، التي لا تريد، ولأسباب مختلفة، منح غزة وحماس التي تسيطر عليها المزيد من الامتيازات المعيشية، كما تسعى إليه الحركة".
وأكد أن "هناك آلاف العمال الفلسطينيين من غزة يعملون في إسرائيل، وحركة صادرات وواردات، لكنها ليست بالحجم الذي تريده حماس، والمال القطري يجد طريقه إلى غزة، لكن ليس بالكمية التي تريدها حماس، وما زاد الطين بلة أن مصر التي تتوسط دائما بين إسرائيل وحماس تصب جام غضبها هذه المرة على الحركة عقب زيارة زعيمها إلى إيران".
وأضاف أن "إسرائيل لا تريد تصعيدا في فترة الانتخابات؛ لأن أي تصعيد قد يؤدي إلى معركة عسكرية مستمرة في الجنوب، وفي هذه الحالة يصبح من الصعب خوض الجولة الانتخابية، وقد لا يكون نتنياهو بحاجة لأن يبلغ رئيس الأركان وقادة الجيش بهذا التوجه؛ لأنهم يفهمونه جيدا، دون الحاجة لقوله مباشرة، وأي مواجهة عسكرية مستمرة في غزة قد تزيد من أزمات إسرائيل المالية والاقتصادية، فضلا عن الشلل الحكومي الذي تحياه".
واستدرك بالقول إن "الجيش الإسرائيلي رغم كل ضوابطه هذه، لكنه يواصل ضرب أهداف حماس النوعية في عزة عقب كل قذيف صاروخية تسقط في مستوطنات الغلاف، مع الحرص على ضرب هذه الأهداف في ساعات الليل المتأخرة حين تكون فارغة من مقاتلي حماس، منعا لأي تصعيد مترتب عليه".
وختم بالقول إنه "رغم كل ذلك، فإن المستوطنين يواصلون معاناتهم، وبما تسفر واحدة من الجولات القصيرة عن إيقاع خسائر بشرية في أحد الجانبين بصورة غير مقصودة، وحينها سوف تندلع مواجهة قاسية، وربما تكون قبل الانتخابات المقبلة، صحيح أن وقوع مثل هذا الحدث غير التقليدي ليس كبيرا، لكنه قائم، ويجب أن تكون إسرائيل مستعدة له".