هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت وتيرة تفشي فيروس "كورونا الجديد" بالصين تزداد سرعة، ما يطرح تساؤلات عن أسرار انتشار الأمراض، وكيفية تحولها إلى أوبئة كارثية.
ويشير تقرير نشره موقع "بي بي سي" البريطاني إلى أن المصابين لا ذنب لهم بذلك، لكنهم يشكلون عاملا حاسما في نشر المرض، لافتا إلى عدة مستويات لـ"التفشي".
وفي هذا الإطار، أشارت عدة تقارير إلى حالة يطلق عليها اسم "التفشي الفائق"، حدثت أثناء انتشار "كورونا الجديد" من مدينة ووهان في الصين.
فقد تبين أن هنالك صلة بين البريطاني "ستيف ولش"، الذي أصيب بالفيروس خلال وجوده في سنغافورة، وبين أربع حالات في المملكة المتحدة وخمس في فرنسا وربما واحدة في جزيرة مايوركا في إسبانيا.
ويعد المصطلح فضفاضا بعض الشيء، وليس له تعريف علمي محدد، ولكنه يستخدم لوصف حالة نقل أحد المرضى العدوى إلى عدد كبير من الأشخاص.
وعادة ما ينقل كل شخص مصاب بفيروس كورونا الجديد، العدوى إلى شخصين أو ثلاثة أشخاص آخرين بشكل عام، ولكن قد يكون حجم التفشي كبيرا جدا، ففي عام 2015، أدت حالة واحدة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تحمل بعض الشبه بفيروس كورونا، إلى إصابة 82 شخصا في أحد المستشفيات.
اقرأ أيضا: أمير قطر والرئيس الصيني يبحثان هاتفيا جهود مكافحة "كورونا"
وخلال انتشار وباء إيبولا في غرب إفريقيا، جاءت الغالبية العظمى من حالات الإصابة (61%) من عدد صغير جدا من المرضى (3%).
لماذا ينقل بعض الأشخاص العدوى أكثر من غيرهم؟
يختلط بعض المرضى مع عدد أكبر بكثير من الناس، إما أثناء العمل أو في مكان إقامتهم، وهذا يعني أنه يمكنهم نشر المرض على نطاق واسع، سواء كانت أعراضه ظاهرة عليهم أم لا.
ويقول الدكتور جون إدموندز من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "الأطفال يقومون ذلك بشكل جيد، ولذلك قد يكون إغلاق المدارس إجراء مناسبا".
ويعتبر البعض الآخر "ناشرين فائقين" للمرض، إذ ينشرون كميات كبيرة من الفيروسات بشكل غير عادي عبر أجسامهم، لذا فإن هناك احتمال كبير في إصابة أي شخص يحتك بهم.
وأصبحت المستشفيات التي تعالج متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارز) مراكز رئيسية لنشر المرض على نطاق واسع لأن المرضى الأكثر تأثرا بالمرض تحولوا إلى مصادر عدوى بشكل كبير واحتكوا بالعديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وقال الدكتور إدموندز لـ"بي بي سي": "يلعب ذلك دورا كبيرا في بداية أي انتشار فيروس، أي عندما يحاول الفيروس ترسيخ وجوده".