هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "حركة حماس تعلن أمام بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، ونفتالي بينيت وزير حربه، أنها لا تخاف الحرب، ردا على التهديدات التي أطلقاها ضد قادة الحركة، رغم أنها أخذتها على محمل الجد، لكن في المقابل فإن الحركة، التي تسيطر على قطاع غزة، تبدو مستعدة لأخذ المخاطرة أمام إسرائيل، ومن يعتقد في إسرائيل أن حماس قابلة لاستلام الرسالة بنقل التهديد عبر المصريين فإنه مخطئ".
وأضاف شلومي ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "مجيء الوفد المصري إلى عزة للقاء قادة حماس غاب عنه يحيى السنوار زعيم الحركة في القطاع، حيث يخشى كبار قادة الحركة من الجناحين السياسي والعسكري من الاغتيال".
وأوضح ألدار، الذي يغطي الأحداث الفلسطينية منذ 20 عاما، ومؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أنه "في اليوم ذاته، أعلن وزير الحرب نفتالي بينيت خلال جلسة تقدير موقف لفرقة غزة في الجيش أن السلوك المستفز لقادة حماس يقربنا من عملية فتاكة ضدهم، ولن يكون أحد منهم محصنا، وقد فهم قادة حماس الرسالة جيدا بأنها تتعلق بتهديد حياتهم في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية من غزة باتجاه إسرائيل".
وكشف النقاب أن "المصريين حين وصلوا إسرائيل التقوا رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك نداف أرغمان، ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، ومنسق شؤون المناطق الفلسطينية بوزارة الحرب كميل أبو ركن، ونقلوا إلى حماس رسالة واضحة من نتنياهو شخصيا مفادها أنه في حال لم يتوقف إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة، فإن إسرائيل ستوجه ضربة صعبة على القطاع، تحظى بغطاء أوروبي وأمريكي".
وأشار إلى أن "حماس أبلغت المصريين بأنه لن تكون هناك هدنة مجانية، طالما أن إسرائيل لم تلتزم بتنفيذ التفاهمات الإنسانية المتفق عليها؛ لأن استمرار الضغط الاقتصادي على سكان القطاع من شأنه إحداث توتر شديد على الحدود، وكل عمل أحمق من طرف إسرائيل، بما في ذلك اغتيالات كبار قادة الفصائل الفلسطينية في القطاع، سوف يتسبب بحرب كبيرة".
وأكد أن "حماس تعتقد أن تهديدات نتنياهو وبينيت لم تنزل على آذان صماء، بل أخذت على محمل الجد، ومن الناحية العملية فإن يحيى السنوار غاب عن الأضواء، ولم يلتق مع المصريين الذين زاروا غزة، ومع ذلك فيبدو أن حماس مستعدة لتحمل المخاطرة القادمة".
وبين أن "حماس تعمل وفق قاعدة باتت معروفة للجميع، وتتلخص في أنه كلما زاد الضغط على الحركة من سكان القطاع، فإنها على الفور تصدر أزمتها الداخلية إلى الخارج عبر تسخين الجبهة مع إسرائيل، وهي طريقة أثبتت جدواها في السابق".
وختم بالقول إن "إسرائيل أدركت جيدا أن استئناف إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة تعبير عن وصول الوضع المعيشي في غزة إلى ذروته، ما يعني أن حربا بين غزة وإسرائيل باتت مسألة وقت ليس أكثر، لأن كبار ضباط المنظومة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أن غزة تلعب بالنار، ولم يعد لديها مزيد من الوقت لانتظار ما تسفر عنه الانتخابات القادمة في مارس".