هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
امتدح زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، المشاركة التركية في معارك أرياف إدلب وحلب، ضد النظام السوري، متحدثا عن أسباب انتصارات قوات بشار الأسد، في مقدمتها مسار "أستانا".
جاء ذلك في مقابلة للجولاني عبر "تلغرام"، السبت، رحب فيها بالدور التركي في معارك أرياف إدلب وحلب، ورأى أنها ضرورية من أجل صالح الشعبين التركي والسوري.
ويعد هذا الظهور الثاني للجولاني منذ بدء المعارك العسكرية في إدلب وريف حلب، إذ ظهر لأول مرة خلال مبايعة هجوم "العصائب الحمراء" التابعة للهيئة على حي الزهراء في حلب.
— Lindsey Snell (@LindseySnell) February 15, 2020
اقرأ أيضا: بـ"عصبة حمراء".. الجولاني يظهر لأول مرة منذ بدء حملة النظام
وحول موقف الهيئة من تواجد القوات التركية في إدلب، قال الجولاني إن "الشعب التركي معني بالمعركة لأن نتائجها في حال كانت سلبية ستنعكس عليه اقتصاديا وأمنيا وعسكريا".
واعتبر أن المعركة في إدلب مع روسيا إذا انتهت بشكل إيجابي لصالح المعارضة السورية، فإن ذلك سينعكس إيجابيا على الشعب التركي.
ويأتي مديح الجولاني لتركيا في إدلب، في وقت تطالب فيه روسيا أنقرة، بالتحلص من تحرير الشام في إدلب، التي تعتبرها سبب تقدم النظام السوري في إدلب.
أسباب تقدم النظام
وتحدث الجولاني عن ثلاثة أسباب أدت إلى تقدم قوات النظام، وجاء في مقدمتها، اتفاقيات محادثات "أستانا".
واعتبر أن "أستانا" عملت على "تجميد مناطق والتفرد بمناطق أخرى، ما أدى إلى السيطرة عليها مثل الغوطة وريف حمص والجنوب السوري ومنطقة شرق السكة في ريف إدلب".
وقال الجولاني إن "النظام بعدما تفرغ من كل المناطق المتواجدة في سوريا، أتى بكامل قوته إلى الشمال السوري، بمساندة روسيا والميليشيات الإيرانية".
اقرأ أيضا: ما هي "العصائب الحمراء" لـ"تحرير الشام".. ودلالة ظهور الجولاني؟
وأضاف: "إذا رفعت روسيا وإيران يدها عن النظام السوري سيتم تحرير المناطق كافة خلال أسبوعين"، مشيرا إلى أن "المعركة تحولت من ثورة شعبية ضد نظام مستبد إلى مواجهة احتلال وهذا يحتاج إلى صبر طويل".
ضعف التنسيق العسكري
أما السبب الثاني بالنسبة للجولاني، يعود إلى "ضعف التنسيق العسكري لدى كثير من الفصائل المتواجدة في المنطقة، لما لها من دور كبير في السيطرة على العناصر وتدريب النخب".
وأشار الجولاني إلى أن الفصائل بما فيها الهيئة، بحاجة إلى التنظيم، إذ إن "الهيئة منظمة بنسبة 70 في المئة، في حين أن هناك فصائل متفاوتة في التنظيم، بعضها بنسبة 80 في المئة وبعضها بنسبة 10 في المئة".
وأكد الجولاني أن "النظام السوري فتح عشرة محاور في جبهات إدلب وريف حلب، ثمانية منها تدافع عنها الهيئة، في حين لم تتمكن من تغطية كل المحاور، وأدى توزيع القوات أدى إلى ضعف إحدى الجبهتين"، وفق قوله.
وشهدت الأيام الماضية تقدم قوات النظام بشكل سريع في ريف إدلب الشرقي، إذ سيطر على كامل الطريق الدولي دمشق- حلب (M5)، في حين شهدت جبهات ريف حلب الغربي تصدٍ قوي للفصائل والهيئة، وسط اتهامات للهيئة بسحب سلاحها الثقيل من إدلب إلى ريف حلب.
"السبب الثالث"
أما السبب الثالث، بحسب الجولاني، "يعود إلى كسر خطوط الدفاع من قوات النظام".
وأوضح الجولاني إن هناك "خطوط دفاعية كانت متقدمة وفيها خط دفاع ثانٍ وثالث، لكنها انهارت بسرعة ولم تتمكن الفصائل إنشاء خط دفاعي في وجه النظام الذي لم يكن يعطي فرصة للفصائل بتنظيم خطوط الدفاع"، بسبب القصف المستمر.
وأكد الجولاني أن الفصائل الآن رفعت التنسيق فيما بينها، واستطاعت تشكيل خط دفاعي، مطالبا جميع الفصائل بتنظيم عسكري وقيادة عسكرية موحدة.
يشار إلى أن النظام السوري تقدم في أرياف حلب وإدلب، وسط انهيار سريع للمعارضة وتحرير الشام أمامه، وسط انتقادات متبادلة بينهما.