إندبندنت: هل يتفق جونسون مع مستشار يعتقد أن السود أقل ذكاء؟

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا، تقول فيه إن مكتب الحكومة البريطانية رفض أن يقول ما إذا كان رئيس الوزراء، بوريس جونسون، يتفق مع مستشار يقول بأن السود أقل ذكاء من البيض، ويدعو إلى منع حمل إلزامي لمنع وجود "طبقة دنيا بشكل دائم".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه تم توجيه السؤال بشكل متكرر للمتحدث باسم الحكومة في 10 داونينغ ستريت، إن كان رئيس الوزراء يرغب في النأي بنفسه عن عدد من التعليقات المثيرة للجدل الصادرة عن أندرو سابيسكي، الذي قام كبير المستشارين، دومينيك كامينغز، بتوظيفه.

وتفيد الصحيفة بأنه عندما عرضت مجموعة من تعليقات سابيسكي على المتحدث باسم الحكومة، وسئل عما إذا كان رئيس الوزراء يؤيد أو يشجب هذه التعليقات، فإن المتحدث رد بالقول: "آراء رئيس الوزراء معلن عنها وموثقة بشكل جيد".

ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من الطلب من المتحدث باسم الحكومة عدة مرات لأن يشير إلى مثال واحد يعبر فيه رئيس الوزراء عن رأيه في تحسين النسل أو ذكاء السود، فإنه لم يستطع ذلك، واكتفى بالقول للمراسلين إن آراءه "موثقة بشكل جيد" في السجل العام.

وتلفت الصحيفة إلى أنه رفض أن يقول إن كانت آراء جونسون حول الموضوع تنعكس في مقال في مجلة، فأشار رئيس الوزراء إلى السود بأنهم “picaninnies” (وهي كلمة تستخدم من سكان ويست إنديز لوصف مواليدهم، وتعني بالبرتغالي الصغار جدا، لكنها تستخدم في أمريكا الشمالية بصفتها شتيمة عنصرية)، و“watermelon smiles” (ابتسامة البطيخة).

وينوه التقرير إلى أنه عندما كان جونسون محررا لمجلة The Specator فإنه نشر مقالا لكاتب عمود يكتب باسم تاكي، يقول فيه: "بالمعدل، فإن الشرقيين أبطأ نضوجا، وأقل ميلا للجنس وأقل خصوبة وأكبر عقولا ويحرزون نقاطا أعلى في اختبارات الذكاء، أما السود فهم في القطب الآخر، ويأتي البيض في الوسط، لكنهم أقرب إلى الشرقيين من السود"، مشيرا إلى أنه عندما سئل جونسون لاحقا عن هذا المقال فإنه وصف تاكي بأنه "كاتب عمود متميز".

وتقول الصحيفة إن هناك ضغوطا متزايدة على رئيس الوزراء ليقيل سابيسكي بسبب تعليقاته قبل تعيينه، التي تضمنت:

-دعوة الشباب للخضوع لعملية منع إجباري للحمل لمنع نشوء "طبقة دنيا دائمة".
-المقارنة باستخفاف بين رياضة النساء والألعاب الأولمبية للمعوقين.
-الإشارة إلى أن السود أكثر احتمالا من البيض لأن يكونوا "قريبين من التخلف العقلي".

ويشير التقرير إلى أن سابيسكي البالغ من العمر 27 عاما قد استجاب لدعوة من كامينغز لـ"غرباء الأطوار وغير الأسوياء" ليقدموا للعمل في 10 داونينغ ستريت، إلا أن آراءه المتطرفة أثارت مباشرة غضبا على الإنترنت بعد أن تبين أنه علق على مستوى ذكاء السود في مقال نشره عام 2014 في إحدى المدونات.

وتورد الصحيفة نقلا عن سابيسكي، قوله في ذلك المقال: "إن كان معدل الذكاء لدى الأمريكي الأسود (على أفضل تقدير بناء على بيانات قرن من الزمان) حوالي 85، مقارنة مع الأمريكي الأبيض الذي يصل إلى 100، وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن نسبة الذكاء موزعة توزيعا طبيعيا، فإننا سنجد نسبة أكبر من السود منها من البيض بمستوى ذكاء 75 أو أقل، عند تلك النقطة نكون قريبين من التخلف العقلي الخفيف، وهذا.. يوضح معدلات التشخيص الأعلى للتخلف العقلي بين السود".

وبحسب التقرير، فإن سابيسكي هوجم بسبب أنه قال سابقا بأن الكثير من "الضجة والاحتجاج" ضد تطهير الإناث "يبدو بشكل أكبر على أنه ذعر أخلاقي"، وأقترح أيضا إعطاء الأطفال أدوية محسنة للأداء الذهني حتى وإن كانت هذه الأدوية تهدد حياتهم، فقال إنها تستحق أن "يموت بسببها طفل في العام"، وجادل خريج جامعة كامبريدج،في عام 2016، لصالح تحسين النسل الذي يهدف إلى تحسين النوعية الجينية للشعب باستثناء مجموعات تعد "ذات مستوى أدنى"، فكتب: "علم تحسين النسل (Eugenics) هو عملية اختيار للأفضل".

وتذكر الصحيفة أن المتحدث باسم داونينغ ستريت رفض تأكيد تعيينه أو القول إن كان يعمل مستشارا خاصا لرئيس الوزراء على حساب دافع الضرائب، مشيرة إلى أن المتحدث بدا كأنه يبتعد عن محاولة من وزير المواصلات غرانت شابس أن ينأى بنفسه عن سابيسكي، حين أشار إلى تعليقات سابيسكي المذكورة في التقارير، قائلا: "لا أشاركه أنا ولا الحكومة فيها بأي شكل من الأشكال". 

ويلفت التقرير إلى أنه عندما سئل المتحدث إن كان شابس يتحدث باسم الحكومة، فإنه أجاب باسم 10 داونينغ ستريت، قائلا: "لم أسمع بالضبط ما قاله وزير المواصلات، إنه كان يتحدث بصفته وزيرا للمواصلات، وأنا أجبت السؤال نيابة عن رئيس الوزراء". 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول المدير التنفيذي لحزب العمال ايان ليفري: "من المثير للاشمئزاز أن الحكومة لم تشجب تعليقات سابيسكي المروعة، لكن يبدو أنها أيدت فكرة أن البيض أكثر ذكاء من السود.. كان يجب على بوريس جونسون أن يكون شجاعا ويصرح هو وبكلامه عن سبب هذا التعيين، وإن كان يدعمه، وعن رأيه الخاص في موضوع تحسين النسل". 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)