هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على آخر القضايا التي يحاكم فيها
نجلا الرئيس المخلوع حسني مبارك، على مدار نحو 9 سنوات؛
حيث قضت المحكمة صباح السبت، ببراءة علاء وجمال مبارك و7 آخرين بالقضية المعروفة إعلاميا
بـ"التلاعب في البورصة".
كما حددت المحكمة جلسة 11 آذار/ مارس المقبل للنطق بالحكم في أمر منع
المتهمين السبعة من التصرف في أموالهم بالقضية.
والمتهمون هم: أيمن فتحي سليمان، ياسر الملواني، حسن محمد حسنين هيكل،
عمرو محمد القاضي، حسين لطفي، وأحمد نعيم بدر، ونجلا مبارك.
المتهمون التسعة كانت قد جرت وقائع محاكمتهم على مدار 9 سنوات بتهم
الحصول على مليارين و51 مليونا و28 ألفا و648 جنيها بطريقة تخالف القانون، فيما أسندت
النيابة لجمال مبارك تهمة الحصول على 493 مليونا و628 ألفا و646 جنيها، في بيع البنك
الوطني، والاستحواذ على حصة به.
وفي أول تعليق له على الحكم، قال علاء مبارك عبر صفحته بـ"تويتر":
"تعلمت والحمد لله إنك لو على حق، وضميرك مرتاح، ونيتك التي لا يعلمها إلا الله
سليمة، وإيمانك قوي تستطيع أن تواجه وتتحمل أي شيء مهما كان".
"لا يمكنهما تحدى العسكر"
وحول ما تمثله تبرئة علاء وجمال مبارك لمستقبلهما السياسي ومدى اعتباره
تأشيرة اعتماد لهما من جديد، قال السياسي المصري عبد الموجود الدرديري إن "العسكر
لا يعرفون شيئا اسمه المنافسة الشريفة في الانتخابات؛ لأنهم لم يتربوا على ذلك، ولا يفهمونها".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين: "جمال أو علاء، بالرغم من أنهم قد يمثلون
الدولة العميقة، لكنهما لا يمكنهما مفردين أن يتحديا السلطة العسكرية".
وأوضح أن "جمال وعلاء، لا يوجد لهما تاريخ سياسي حتى يصبح لهما
مستقبل"، لافتا إلى أنهم "لا يعرفون من السياسة إلا أنهم من أبناء المخلوع".
ويعتقد الدرديري أنهما "لا يمثلان أي قلق للعسكر، إلا إذا تحالف
معهم بعض العسكر للتخلص من السيسي، مع توظيف الدولة العميقة لصالح هذا الطرف".
وختم البرلماني السابق حديثه بالقول إن "العسكر لا يخاف إلا من
شيئين: الخارج الداعم، والشعب الواعي، وإذا ما استيقظ الشعب فلن يقف في وجهه أحد".
اقرأ أيضا: مصر: براءة نجلي "مبارك" و7 آخرين بقضية "التلاعب بالبورصة"
"تسوية قسرية"
وفي رؤيته، يعتقد الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي أن تبرئة نجلي مبارك
محاولة للتهدئة من جانب نظام السيسي، "وأنها جزء من (تسويات قسرية) تمت بعد تظاهرات 20
أيلول/ سبتمبر 2019 داخل الدوائر العليا للنظام العسكري، التي كان من بينها خروج الفريق
سامي عنان من السجن، وعودة الفريق أسامة عسكر لمناصبه الفعلية في الجيش وغيرها".
نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية سابقا أضاف لـ"عربي21"
أن الحكم يمثل "رغبة في عدم الربط بين تلك التسويات في الطبقة العسكرية الحاكمة
من ناحية، وبين أبناء مبارك (المدنيين) من ناحية أخرى، تأجلت الخطوة لعدة أشهر قليلة، لكن تقديري أنهما يرتبطان ببعضهما البعض".
وختم حديثه بالقول: "لا يمكن أن يقوم النظام بتلك الخطوة إلا مجبرا
ضمن حزمة من التسويات أو المواقف التي يتعين عليه سدادها بعد التزامه بها في حينه".
"تفاهمات"
من جانبه، يرى السياسي المصري عماد صابر أن تبرئة علاء وجمال بقضية
التلاعب بالبورصة، "تأتي في سياق مسلسل تبرئة كل أركان نظام مبارك، فيما الإدانة
والحبس يبقيان من نصيب من ثاروا عليه".
عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري سابقا أكد بحديثه لـ"عربي21"، أن "إدانة الثورة هي الخلاصة"، مشيرا أيضا إلى أن "القضاة الذين يحاكمونهم
هم من إنتاج نظام مبارك نفسه".
وفي تقديره، فإن "نجلي مبارك ليس لهما تطلع للرئاسة أو خوض أي انتخابات،
وليس هناك فرصة لهما، لا سيما بعد ما حدث للفريق سامي عنان والفريق أحمد شفيق"،
لافتا إلى أن "السيسي اتخذ قراره وبدعم دولي أنه طالما يحكم سيبقى، ولن يكون رئيسا
سابقا، وهذا ما دفعه لتعديل الدستور".
وأشار صابر إلى أن تبرئة جمال وعلاء، وقبلها إخلاء سبيل عنان، وعودة
بعض قيادات الجيش الذين تم تغيبيهم عمدا عن المشهد، "تأتي في سياق التحولات الكثيرة
المتسارعة التي تشهدها المنطقة، ولتبريد صراع الأجنحة داخل النظام وفق تفهمات بينية".
ويرى السياسي المصري أنه "من ضمن هذه التفاهات قد يُسمح لعلاء
وجمال خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بديلا عن الانتخابات الرئاسية؛ أي أن استراتيجية
نظام السيسي مع رموز نظام مبارك قد تغيرت الآن من أقصى ضغط دون تفاهمات إلى أدنى ضغط
مع بعض التفاهمات".
وحسب رؤية صابر، فإن "الأمر يتم تحت رعاية القوى الدولية والإقليمية
الراعية للانقلاب، والتي على ما يبدو أنها بعد تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر 2019، استشعرت
أن فكرة غياب السيسي واردة لأي سبب من الأسباب -بحسب ما يرفع لها من تقارير- ولا بد أن يكون البديل حاضرا حتى لا تدخل مصر بطريق
الفوضى عند غيابه".
"إدانة
الثورة.. وسجن الأحرار"
وأشار الحقوقي المصري هيثم أبو خليل، إلى أن البراءة شملت جميع قتلة
الثوار، وأن بعضهم ما زال في مناصب عليا، قائلا عبر "تويتر": "مبارك ورموز
حكمه البغيض ما زالوا يرفلون في المال الحرام الذي جمعوه من دم المصريين، وما زال الأحرار
الشرفاء في المعتقلات".