هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل التطورات المتسارعة بالشمال السوري، قتل وأصيب العشرات من عناصر حزب الله اللبناني، خلال قصف استهدفهم بأرياف إدلب، وفق ما كشفته مصادر صحفية إيرانية مقربة من الحرس الثوري الإيراني.
وقال الصحفي الإيراني البارز حسين دليران على قناته
الرسمية على موقع "تلغرام" الجمعة: "تعرض عناصر حزب الله في إدلب
إلى غارات عنيفة للجيش التركي وقتل عشرة منهم"، مشيرا إلى أن أكثر من خمسين عنصرا من حزب الله جرحوا بالغارات
التركية، إلى جانب تدمير مكان تواجد الحزب بالمنطقة.
وادعى دليران، المقرب من الحرس الثوري، أن حزب الله
بعث برسالة إلى الحكومة التركية قائلا: "التطورات في إدلب وسوريا دخلت مرحلة
جديدة، و الحزب سوف ينتقم بشدة لمقتل عناصره في الغارة الجوية التركية".
وأمام هذا التصعيد اللافت، يتبادر للأذهان تساؤلات
مهمة؛ أبرزها، ما تأثير ذلك على العلاقات بين أنقرة وطهران؟ وهل تؤسس هذه الحادثة
لتغير استراتيجي من الممكن أن يفتح صرعا مفتوحا بين حزب الله وتركيا؟.
اقرأ أيضا: مصادر: مقتل وإصابة العشرات من حزب الله بإدلب بقصف تركي
ويجيب على ذلك المختص بالشأن الإيراني طلال عتريسي
قائلا: "القصف الذي طال عناصر من حزب الله، يأتي في إطار الاشتباك الأوسع مع
النظام السوري وحلفائه"، مستبعدا أن "يؤثر هذا القصف على جوهر العلاقة
بين إيران وتركيا".
ويشير عتريسي في حديث لـ"عربي21" إلى أن
"إيران لغاية الآن لم تتحدث بشكل بارز عن العملية، وحتى إعلام حزب الله لم
يتحدث بشكل رسمي، ولم يشن هجوما على تركيا، ولا تزال الأمور تحت الضبط
والسيطرة"، وفق تقديره.
ويؤكد عتريسي أنه "لن يكون تغيير في التوجهات
الاستراتيجية في العلاقة بين تركيا وإيران، تحت سقف التفاهم وفهم المصالح
المشتركة، أكثر من الذهاب نحو الصدام المباشر"، معتقدا أن "حزب الله لن
يدخل في صراع مفتوح مع تركيا".
جبهة القتال
ويرجع ذلك إلى أن "حزب الله ليس لديه مشكلة مباشرة
مع أنقرة، ولا يحتاج إلى دولة جديدة ليشتبك معها"، مضيفا أن "ما حصل
سيبقى في إطار وجود حزب الله كجزء من جبهة القتال في سوريا، وكحليف ومساعد للنظام،
وليس كطرف مستقل اصطدم مع الجيش التركي".
ويشدد عتريسي على أن "حزب الله لم يطرح حتى الآن
خطاب مباشر ضد تركيا، على عكس النظام السوري الذي يهاجم تركيا بعنف (..)، وبتقديري
لن يكون هناك صراع مفتوح بين حزب الله وتركيا".
وفي الإطار ذاته، يعتقد المختص بقضايا إيران والشرق
الأوسط محجوب الزويري، أن الطرف التركي والإيراني سيتجنبان أي تصعيد فيما يتعلق
بالملف السوري، نظرا لحاجة كل طرف للآخر، موضحا أن "الطرفين يعترفان بمصالح
بعضهما البعض، بدليل العمل بين هذه الدول وروسيا في سوتشي والمؤتمرات الأخرى التي
انعقدت خلال الفترة الماضية".
اقرأ أيضا: مراسلات لـ"حزب الله" بإدلب: روسيا خذلتنا والنظام هرب
ويرجح الزويري أن "تشكل الحادثة عامل تأزيم، لكن
دون قيادتها إلى نوع من التطور الكبير بين البلدين"، مبينا أن "تركيا
ضربت أهدافا وفق روايتها مشروعة، لأنها مرتبطة بالنظام السوري، وبالتالي فإنه وفق
الوراية التركية، لا يوجد تمييز للقوات على الأرض".
ويعتقد الزويري أن "الحادثة ستكون تماما مثل
الضربات الإسرائيلية ضد القوات الموالية لإيران بسوريا"، موضحا أن
"الأطراف التي تساند النظام السوري، تحاول عدم التصريح والاعتراف بوجودها".
ويتابع قائلا: "الضربات التي قامت بها إسرائيل ضد
القوات الموالية لإيران، لا تدفع الأخيرة للاعتراف بخسائرها ولا تقوم بأي رد فعل،
وهو نفس السيناريو الذي سينطبق على ما يحصل الآن من قبل تركيا"، مؤكدا أن "هذه
الأطراف ستحاول أن تقول إنه ليس لها علاقة ولم يحصل شيء، لإبعاد نفسها قدر الإمكان
عن الصراع الإقليمي، ومحاولة إبقائها في قضية دعم النظام بشكل أساسي".
وبحسب تقدير الزويري، لن تذهب تركيا إلى توترات جديدة
مع إيران أو حزب الله، باعتبار أن معركتها الأساسية مع النظام السوري، لعدم
احترامه للأمن التركي، مضيفا أن "أنقرة تحاول إرسال رسالة لروسيا، بأنها لم
تحترم التوافقات التي جرت بينهما في كثير من الملفات وخاصة فيما يتعلق بالشمال
السوري".