سياسة تركية

أردوغان يكشف عن تطرق مباحثاته مع بوتين لملف "فاغنر" بليبيا

بشأن قضية اللجوء اتهم أردوغان الغرب بـ"النفاق" وكشف عن رفضه لقاء رئيس وزراء اليونان- الأناضول
بشأن قضية اللجوء اتهم أردوغان الغرب بـ"النفاق" وكشف عن رفضه لقاء رئيس وزراء اليونان- الأناضول

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، عن تطرق مباحثاته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بموسكو، الخميس، لملف مرتزقة "فاغنر" الروسية، المتواجدة في ليبيا، دعما للواء المتقاعد خليفة حفتر.

 

وفي حديث مع الصحفيين، أثناء عودته إلى البلاد، أعرب أردوغان عن اعتقاده بأن بوتين "سيقدم على خطوات إيجابية" بهذا الشأن.


وقال الرئيس التركي إن "موقف حفتر غير التوافقي واضح للجميع علاوة على تأجيجه الحرب وعدم التزامه بالتعهدات".


وأضاف: "هذا الأمر باتت تشاهده الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا. بحثنا مع بوتين هذه الأمور، وخاصة موضوع فاغنر، أعتقد أنّ بوتين سيقدم على خطوات إيجابية بخصوصها".

وأكد أنه تلقى أنباء إيجابية بخصوص مرتزقة فاغنر، دون الإفصاح عن تفاصيل، قائلا: "نتمنى تطبيق هذه الأمور على الأرض، وفي حال طبقت سيكون عملنا وعمل (فائز) السراج يسيرا في ليبيا".

 

ومنتصف شباط/ فبراير الماضي، هاجم أردوغان روسيا بشدة، معتبرا أنها تدير الحرب في ليبيا من أعلى مستوى.

وأضاف الرئيس التركي، آنذاك، أن لدى بلاده طاقما تدريبيا واستشاريا في طرابلس، ولكن على الجانب الآخر يقف مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر نحو 2500 من المرتزقة الروس "فاغنر".

وعقب أردوغان على صورة تظهر اجتماع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف، وآخرين من مجموعة فاغنر، إلى جانب حفتر، قائلا إن هؤلاء هم من يديرون مجموعة "فاغنر"، بالإضافة لشخص مقرب جدا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

 

"الغرب منافق جدا"

 

وفي سياق آخر، قال أردوغان في تصريحاته، الجمعة، إن الغرب "منافق جدا" في موضوع اللاجئين، حيث سارع لمد يد العون إلى اليونان، بينما يتجنب تقاسم الأعباء مع تركيا.

وأضاف أردوغان، حول تدفق طالبي اللجوء: "الغرب مع الأسف منافق جدا فقد وعدوا اليونان على الفور بتقديم 700 مليون يورو".

ولفت إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت وعدت بتقديم 25 مليون يورو لتركيا لدعم اللاجئين، ولم يتم تنفيذ ذلك بعد. 

وأضاف: "دعكم من 700 مليون يورو، المستشارة كانت تحدثت عن تقديم 25 مليون يورو لنا، لكننا للأسف، لم نتلقَ بعد أي شي منها أيضا".

 

"قرار نهائي"

وردا على سؤال فيما إذا كانت تركيا ستعيد النظر في قرار فتح أبوابها أمام طالبي اللجوء الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، قال أردوغان إن الأمر قد بات محسوما.

وتابع: "ليس لدينا وقت للنقاش مع اليونان في هذه المرحلة فيما إذا كنا سنغلق الأبواب المفتوحة أم لا، الأمر بات محسوما، فقد فتحنا الأبواب حاليا، وسيذهب اللاجئون إلى حيث استطاعوا، ونحن لا نجبرهم على مغادرة بلادنا".

ولفت أردوغان إلى أن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي قدموا لتركيا مؤخرا بعض الوعود، عقب تدفق طالبي اللجوء بكثافة، واستدرك: "لكني لا أعلم إن كانت ستتمخض عنها نتائج ملموسة أم لا".

وأوضح أن تركيا ستواصل دعم النازحين في الجانب السوري، حتى لو لم تصل مساعدات من الاتحاد الأوروبي، وأنها عازمة على استكمال المساكن المؤقتة من الطوب، لإيواء النازحين، في ظروف أفضل، بأسرع وقت.

ووجه الرئيس التركي انتقادات لاذعة إلى اليونان، قائلا: "حسب متابعتي بلغ عدد الذين قتلوا (برصاص الأمن اليوناني) خمس حالات".

 

اقرأ أيضا: هكذا اعتدى الأمن اليوناني على مهاجرين.. والأمم المتحدة تنتقد

كما استنكر أردوغان محاولات خفر السواحل اليوناني إغراق قوارب اللاجئين، وأشار إلى أنها ممارسات وحشية عديمة الرحمة.

وأشار إلى أن اليونان نظمت في الأيام الأخيرة جولات تفقدية للوفود الأوروبية - على الشريط الحدودي مع تركيا- بينما واصلت أثينا تعاملها اللاانساني مع طالبي اللجوء بعيدا عن أعين تلك الوفود.

 

مقترح بلغاري

وأوضح أن رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، اقترح عليه عقد اجتماع في صوفيا، بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الأمر الذي قابله الرئيس التركي بالرفض.

وأفاد أنه في ذلك اليوم قتل الأمن اليوناني اثنين من طالبي اللجوء، وأنه بعد تلك الحادثة، قال لبويكوف: "لا أذهب إلى مكان يتواجد فيه ميتسوتاكيس، ولا أرغب في الظهور معه في أي صورة".

وأكد الرئيس أردوغان على أن "حياة الانسان ليست رخيصة لهذه الدرجة، ويتعين على هؤلاء الساسة إدراك ذلك".

وأوضح أن هناك محاولات أوروبية لاستغلال مسألة إدلب لمآرب خاصة، وأكد أن الاتحاد الأوروبي في الواقع غير مهتم بهذه المسألة، ويتهرب من تقاسم الأعباء فيما يخص النازحين واللاجئين. 

واستشهد بهذا السياق بهرولة عدة قادة أوروبيين لعقد قمم بهدف سرقة الأضواء والترويج لأنفسهم.

وقال إنه مثلما طرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقد قمة برلين حول الشأن الليبي، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للقيام بشيء مماثل في مسألة إدلب. 

وأعرب أردوغان عن تمنياته في أن يشرع الأوروبيون أيضا باتخاذ مواقف جادة وإيجابية أكثر، لاسيما عقب قرار اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي تم التوصل اليه بين روسيا وتركيا.

إحياء أستانة وسوتشي

وفي سياق التصريحات الرسمية الصادرة عن أنقرة بشأن اتفاق موسكو، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، الجمعة، إن التفاهم من شأنه "إحياء" مساري أستانة وسوتشي حول سوريا.

وأعرب أوقطاي عن تطلع بلاده من روسيا القيام بما يقع على عاتقها باعتبارها دولة ضامنة، من أجل وضع حد لعدوانية النظام السوري في إدلب، وإيقاف إراقة الدماء.

 

وأشار نائب الرئيس التركي إلى أن بلاده ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة السورية (عام 2011) لم تقف إلى جانب الحرب والألم والصراع.

وأضاف: "بل على العكس تماما، نريد مستقبلا آمنا وسلميا ومزدهرا لأنفسنا ولأشقائنا السوريين".

ولفت أوقطاي إلى أن تركيا قدمت دروسا في استضافة اللاجئين، وكانت ميناء آمنا، ووفرت الخدمات الأساسية للشعب السوري المضطهد. 

وأكد أن عملية درع الربيع التي أطلقتها تركيا في منطقة إدلب، تنفذ وفقا لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات المبرمة ذات الصلة.


وأوضح أوقطاي أنه لا حل عسكري للمأساة الإنسانية الحاصلة في سوريا، مبنيا أن تركيا مع مسارات الدبلوماسية والمفاوضات والحل السياسي.


وأكد أن تركيا بالتزامن مع ذلك "لم ولن تترد" في استعمال القوة لحماية حدودها وفي مكافحة الإرهاب، ومنع المأساة الإنسانية "إذا استدعت الضرورة".


وشدد أوقطاي على أن بلاده ردت بعنف على هجمات "النظام الإرهابي" ضد نقاط المراقبة والمواقع العسكرية التركية، وستواصل الرد إن تعرضت لهجمات جديدة.

التعليقات (1)
بين إرهاب روسيا و أمريكا
الجمعة، 06-03-2020 05:20 م
ما هو الفرق بين مرتزقة فاغنر التي جائت بهم المخابرات الروسيا و داعش التي جائت بهم السي أي إيه ،كلاهما إرهاب و خارج القانون و هكذا تسير الدول المستعمرة الحروب بالارهاب.