سياسة عربية

ما دلالات دعم قطر لمصر بأزمة المياه عبر الجامعة العربية؟

سد النهضة  مصر  إثيوبيا  السودان- جيتي
سد النهضة مصر إثيوبيا السودان- جيتي

في الوقت الذي تحفظ فيه السودان على قرار جامعة الدول العربية الداعم لموقف مصر بمفاوضات سد النهضة؛ أثار الموقف القطري الداعم للقاهرة إعجاب بعض السياسيين المصريين السابقين لعدم استخدامها الكيد السياسي وتأييدها مصر في الظرف الصعب.

والأربعاء، أكدت الجامعة العربية رفضها المساس بالحقوق التاريخية لمصر بمياه النيل، ورفض أي إجراءات إثيوبية أحادية بينها بدء ملء خزان سد النهضة دون اتفاق شامل.

القرار العربي الداعم لمصر يأتي إثر الرفض الإثيوبي لوثيقة أمريكية برعاية البنك الدولي وقعت عليها مصر وسط غياب أديس أبابا عن آخر جولات المفاوضات بواشنطن نهاية الشهر الماضي.

ومر الموقف القطري دون إشادة مصرية به أو الإشارة إليه؛ بل إن الإعلام المصري ذهب لأبعد من ذلك، حيث دعا الإعلامي نشأت الديهي، بفضائية "TeN" الممولة إماراتيا، لطرد قطر من الجامعة العربية، متهما إياها بأنها "جاسوس" بالمنظومة العربية لصالح تركيا وإيران، وغير مؤتمنة على الأمن القومي العربي.


إلا أن آخر سفير مصري لدى قطر، السفير محمد مرسي، أشاد عبر صفحته بـ"فيسبوك" بموقف قطر، قائلا: "علمت، وكما كنت أتوقع أن قطر لم تتحفظ على القرار، بل أيدته".

وأضاف: "وتقديري أنه موقف قطري عملي عاقل"، موضحا أن "قطر تدرك مدى حجم وتأثير قرارات الجامعة العربية بهذه الحقبة السوداء، ولم تشأ الدخول بتراشقات سياسية إضافية لا مبرر لها، وتركت مهمة الرفض والتحفظ للسودان".

وختم بقوله: "هو موقف يحسب لقطر أيا ما كانت التفسيرات".


خلط المصيري بالهزلي

 
وحول دلالات الموقف القطري يرى الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، أنه "يتسق تماما مع عقلية المسؤولين والقيادات بالدوحة، كما نعرفهم، ويعرف المنصفون بالعالم".

نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا، جزم بحديثه لـ"عربي21"، أن "مسؤولي قطر لا يخلطون الأمور المصيرية المهمة والأمور الهزلية والشخصية الأقل أهمية".

وقال: "الشاهد هو نجاح القطريين، قيادة وحكومة وشعبا، باجتياز أزمة الحصار وسط أمواج سياسية دولية وإقليمية شديدة الاضطراب، بسبب الحصافة السياسية والذكاء الذي مكنهم من الصمود بمواجهة الأزمة والتعامل مع تداعياتها بحكمة وهدوء وثقة حتى تم عبورها".

وتابع الشرقاوي: "وعلى العكس منهم، تجد مسؤولين آخرين لا يجيدون قراءة الواقع الدولي ولا يلقون الأوراق السياسية والاستراتيجية والعسكرية بالوقت المناسب، هذا بافتراض حسن النوايا، مما يجعلهم يخسرون معاركهم ومنها معارك مصيرية كمعركة مياه النيل".

ويعتقد الباحث والمحلل السياسي عزت النمر، أن "الموقف القطري متماه تماما مع السياسة القطرية العامة، ويعبر بصدق عن سلوك الدوحة وقيادتها بكل القضايا".

النمر، أضاف لـ"عربي21"، أنها "حقيقة أشهد بها ويشهد بها كل سياسي حر أن قطر لا تمارس المكايدة ولا تعرف المغامرات السياسية، وإنما تعتمد سياسة موزونة ورزينة، وتقدم مصلحة الشعوب ولا تفضل المشاكسة مع أي نظام سياسي".


ويرى أن "التضامن القطري مع مصر بملف سد النهضة؛ يمثل موقفا أصيلا ومشكورا لقطر، وهو إمتداد لكل مواقف الدوحة تجاه مصر وشعبها".

وحول رد الفعل المصري، يعتقد الباحث المهتم بالشأن الخليجي، أن "قطر اتخذت هذا الموقف كونه الواجب، وأنها لا تنظر إلى رد فعل النظام المصري، إن كان له رد فعل".

ولا يتوقع النمر، "أن يثمن السيسي ونظامه أي موقف قطري، وللأسف السلوك السياسي لمصر الإنقلاب يقوم على المكايدة ويمارس مغامرات رخيصة ولا يعرف قدر مصر وحجمها حتى أصبح القرار المصري مرهونا لرعاة الإنقلاب بالخليج الإمارات والسعودية".

وأكد أن "موقف النظام المصري من قطر مبني بالأساس على القرار الإماراتي ومن بعده السعودي، وبالتالي المغالاة فيه أو التقليل من حدته ليست لمصر ولا لأكبر رأس فيها، بل في أبوظبي والرياض للأسف".

وبشأن تجاهل إعلام مصر الموقف القطري، أشار إلى أنه "إعلام خارج سياق التاريخ والجغرافيا، ولا يعدو عن أبواق تافهة للنظام، مدفوع من السعودية والامارات ولا يستحق أن يسمى إعلاما ولا يزيد عن الذباب الإلكتروني".

الإمارات والسعودية

وفي رؤيته قال السياسي المصري عز الكومي: "هذا موقف صحيح يتوافق مع نهج قطري، يؤكد أنه ليس لديه مشكلة مع مصر التي انضوت بالحلف السعودي الإماراتي، وهما كدول خليجية عندما يفرضون الحصار على قطر قد يكون لهم مبرراتهم".

وأضاف بحديثه لـ"عربي21"، "ولكن مصر ما تبريرها للحصار، وخاصة أن زعم تعامل الدوحة مع إيران تكشفت حوله الأمور بأن هناك تعاملا إيرانيا تحتيا وفوقيا مع الإمارات والسعودية والبحرين بل هي أهم شركاء أبوظبي".

ويعتقد البرلماني السابق، أن "قطر ليس بينها وبين مصر عداء؛ ولكن الإعلام المصري يزج بها في كل مشكلة، وآخر ما تمخض عنه الهراء الإعلامي ويثير السخرية أن قطر صنعت فيروس كورونا بالصين، ولذلك فالموقف القطري ليس بجديد ولا يثير الاستغراب لأنه الطبيعي من الدوحة".

ويرى أن "الموقف القطري لن يؤثر كثيرا ولا في المنظور القريب بالعلاقات بين مصر وقطر، لأن موقف الانقلاب ليس نابعا من إرادة مصرية بل هي الإرادة الإماراتية لدولة أسست عام 1970، على دولة لها 7 آلاف سنة حضارة، ويتوقف على تغير موقف الرياض وأبوظبي".

وأكد الكومي، أن "قطر تعاملت مع الموضوع بذكاء ولم ترد صناعة مهاترات مع الإعلام المصري، ولو أنها تحفظت مع رفض السودان كانوا سيتركون الخرطوم وينتقدون الدوحة ويروجون أنها مؤامرة كونية تقودها قطر وتركيا والإخوان المسلمون".

التعليقات (1)
feras
الجمعة، 06-03-2020 08:38 م
love you Qatar