هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أقرّ مسؤول أمني إسرائيلي كبير، بوجود سلسلة تحريضات متنامية ضد العرب الفلسطينيين في إسرائيل، "تنم عن توجهات عنصرية تافهة ضد نصف مليون عربي فلسطيني، لديهم ممثلون في الكنيست"، وفق قوله.
وقال تامير باردو الرئيس السابق لجهاز
الموساد الإسرائيلي في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته
"عربي21": "إنني في هذه السطور أوجه اتهامات حادة وواضحة ضد أعضاء
الكنيست والوزراء الذين يعتبرون القائمة المشتركة تمثل تهديدا لأمن إسرائيل، لأنها
اتهامات ليست مسؤولة وغير مقبولة، وترتبط بصورة مباشرة بعنصرية فجة".
واعتبر باردو، عضو رابطة
"أمنيون لصالح أمن إسرائيل"، أن "الأوصاف التي يتم إطلاقها على
أعضاء الكنيست العرب مثل "داعمو الإرهاب، مخربون بربطات عنق"، إنما هي
مساع جدية لنزع الشرعية البرلمانية والدستورية عنهم، وتحويلهم شخصيات غير
قانونية".
وقال: "إنني أختلف مع أعضاء
الكنيست العرب من القائمة المشتركة في كل المسائل التي يعرضونها، وكذلك في ما يتعلق
بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن ما يحصل ضدهم في الآونة الأخيرة إنما هو
انتهاك لحقوقهم، فضلا عن كونه مخالفة لرأي لجنة الانتخابات المركزية التي لم تصدر
قرارا بحرمانهم من تأدية واجبهم القانوني، أو المحكمة العليا التي لم تر أنهم غير
مؤهلين لأن يكونوا أعضاء في البرلمان الإسرائيلي".
وأشار إلى أنه "رغم دعم أعضاء
الكنيست العرب من القائمة المشتركة للمنظمات الفلسطينية المسلحة، أو تأييدهم
للكفاح المسلح ضد إسرائيل، فإن الجهات القانونية والقضائية المخولة لم تتخذ ضدهم
أي إجراء ما، وبالتالي فليس من حق أي كتلة سياسية أو حزبية أن تواصل التحريض ضدهم،
مع أن إسرائيل فيها تشكيلة من المواطنين الذين يذهبون إلى الكنس والمساجد
والكنائس".
اقرأ أيضا: رئيس الشاباك: نتنياهو يحرض ضد العرب لإنقاذ نفسه من المحاكمة
وأوضح أن "أي محاولة إسرائيلية
لحرمان قرابة ستمائة ألف عربي من حقوقهم المدنية والسياسية لا يقل عن موجة التحريض
على مدار ساعات اليوم ضد جمهور كبير يعيش في إسرائيل، بات جزءا أساسيا من المجتمع
الإسرائيلي، وتتزامن هذه التحريضات الإسرائيلية صد المواطنين العرب في اسرائيل مع
دعوات نقل المثلث والجليل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية في المستقبل انسجاما مع
صفقة القرن".
وأكد أن "هذه الاتهامات
الإسرائيلية ضد العرب تنم عن عنصرية مقيتة، بل قد تمس بأمن الدولة الإسرائيلية،
ولعل التاريخ يعيد نفسه قبل أكثر من قرن من الزمن حين تم اتهام ضابط يهودي فرنسي هو "ألفريد درايفوس" بالخيانة، اليوم يعاد هذا الاتهام مع العرب
الفلسطينيين، وهم يشكلون خمس مواطني الدولة، وتحويلهم إلى دخلاء على الدولة، واتهامهم
بأنهم يشكلون خطرا على أمنها".
وتساءل باردو: "كيف سترد إسرائيل
على دولة أخرى إن تعاملت مع اليهود فيها بنفس منطق تعاملنا اليوم مع العرب
الفلسطينيين، الذين نتهمهم بالعداء والتعاطف مع أعداء الدولة؟ كل ذلك يؤكد أننا
أمام لحظة تاريخية تتطلب من الإسرائيليين التنبه والاستيقاظ على الواقع الصعب الذي
يحياه الإسرائيليون، في ظل تزايد مفاهيم العنصرية والكراهية، وغياب احترام دولة
المؤسسات والقوانين، وإلا فإننا أمام مس خطير بأمن الدولة".