قال خبراء
سياحة
ووكلاء شركات سياحية إن قطاع السياحة في
مصر، مثله مثل باقي دول العالم، مقبل على حالة
ركود غير مسبوقة، سوف تتلاشى معها غالبية مكتسبات القطاع، الذي يعد أحد أهم مصادر النقد
الأجنبي للبلاد.
وقال رئيس الوزراء
المصري، مصطفى مدبولي، في اجتماع السبت، إنه خلال الـ10 أيام الماضية ارتفعت حالات الإصابة
بفيروس
كورونا إلى 109 حالات، بعضها تم شفاؤها، مشيرا إلى أنه من بين الحالات المصابة
7 حالات لطلاب مدارس.
وفي محاولة لتدارك
آثار الأزمة، قررت مصر تعطيل الدراسة لمدة أسبوعين، ووقف جميع الأنشطة الرياضية والتجمعات
الخاصة، على الرغم من أنها لم تفرض أي قيود أو حظر على سفر السائحين إلى مصر وزياراتهم
داخل الأماكن السياحية والأثرية.
وتلقى منتجعا
شرم الشيخ والغردقة ضربة قوية جراء قرار أوكرانيا، أهم الأسواق المصدرة للسياحة، بتعليق
رحلاتها إلى مصر؛ خوفا من فيروس كورونا، لتفقد مصر نحو 1.5 مليون سائح.
"السياحة رافد مهم"
ومن المتوقع
أن يلقي قرار إلغاء نحو خمسة معارض دولية للسياحة، التي تسهم بشكل كبير في تنشيط حركة
السياحة على مدار شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، بظلاله على قطاع السياحة في مصر ودول
العالم، حيث كان من المقرر أن تشارك القاهرة في معظمها.
وارتفع عدد السياح
الوافدين على مصر بشكل مطرد من 5.3 مليون سائح في 2016 إلى 8.3 مليون في 2017، و
9.8 مليون سائح في 2018، وصولا إلى 12 مليون سائح في 2019، وكان متوقعا زيادة الرقم
بنسبة 30% وفق بيانات رسمية.
ويساهم قطاع
السياحة بـنحو 15% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، حيث حقق إيرادات بلغت نحو 12.6
مليار دولار في العام المالي 2018-2019، ويرتبط بالنشاط السياحي نحو ثلاثة ملايين مصري،
ويعمل في القطاع بشكل مباشر أكثر من ثلاثمئة
ألف شخص، وفق بيانات رسمية.
"70% تراجع بحركة السياحة"
قدر وكيل وزارة
السياحة الأسبق والخبير السياحي، مجدي سليم، حجم تضرر حركة السياحة المصرية بأكثر من
70 بالمئة، قائلا: "تضررت السياحة بجميع أنشطتها، كالفنادق وشركات السياحة وشركات
النقل والخدمات والطيران والبازارات".
مضيفا لـ"عربي21":
"الوضع ازداد سوءا مع زيادة انتشار الفيروس وإعلان أنه وباء وتعليق الرحلات الجوية
الدولية، ما أدى إلى تراجع حركة السياحة بأكثر من 70 بالمئة، وهذا نتيجة أن السياحة
قطاع حساس لأي أخبار سيئة؛ لأن سلامة الناس أهم من السياحة".
وبشأن عدم منع
مصر استقبال أي رحلات خارجية، قال: "إن لم تكن مصر ستمنع الرحلات فالدول ستمنعها،
فالسياحة الصينية 250 ألف سائح توقفت، والسياحة الإيطالية 500 ألف سائح متوقفة، وكذلك
الأوكرانية، كما أن السبب في منعها من الخارج يعود إلى أن انتشار كورونا لديهم أكثر
منه في مصر".
ورجح الخبير
السياحي أنه في حال تراجعت أزمة كورونا فإن "عودة قطاع السياحة ستكون بشكل تدريجي،
وتعافيها سيكون بطيئا"، مؤكدا أن "سياحة الآثار تضررت بشكل أكبر من السياحة
الشاطئية؛ لأن عدد الحالات في مدن ساحل البحر الأحمر كانت أقل منها في المناطق الأثرية".
"الحجوزات الجديدة صفر"
عضو مجلس الأعمال
المصري الروسي ورئيس شركة رويال مانتا ترافيل للسياحة، مصطفى خليل، وصف تأثير كورونا
على السياحة كتأثيرها على الإنسان "مميت"، مشيرا إلى أن "واقع الحجوزات
هو الآن صفر، والسياحة المتواجدة هم السياح المتواجدون بالفعل من قبل، لكن لا توجد
حجوزات جديدة، رغم أن مصر ليست مصنفة كدولة موبوءة".
وبشأن نسب إلغاء
الحجوزات السياحية وتأثيرها على العاملين في القطاع، أكد لـ"عربي21" أن نسبة
الإلغاء ليست لها إحصاءات رسمية، لكنها تتراوح بين 50 و60 بالمئة للحجوزات القديمة،
لكن الحجوزات الجديدة صفر"، داعيا شركات السياحة والعاملين "إلى أخذ الوضع
الراهن بعين الاعتبار، وتضامنهم معا في أزمتهم المشتركة، كتخفيض عدد أيام وساعات العمل
من ناحية، وتخفيض الأجور من ناحية أخرى".
وطالب خليل الحكومة
بأن تمهل شركات السياحة والفنادق وقتا كافيا فيما يتعلق بتحصيل فواتير الكهرباء والمياه
وغرامات الديون والمتأخرات والضرائب وليس إلغاءها، حتى يتسنى للشركات دفع أجور العاملين
بدلا من تسريحهم وإغلاق المنشآت".
"أوضاع
قاسية"
من جهته، قال
عضو نقابة السياحة والفنادق والمرشد السياحي محمد سعد: "لقد أصيبت السياحة في
مقتل، وجلسنا في البيوت، فلا يوجد عمل، ولا توجد رحلات".
وأضاف لـ"عربي21":
"توقفت كل روافد صناعة السياحة، بما فيها شركات النقل والخدمات الفندقية وفي مناطق
الآثار، وحتى البازارات لم يعد يدخلها أحد للشراء؛ خوفا من التجمعات، وربما يمر اليوم
واليومان دون دخول أحد من السياح البازار المجاور لمنزلي".
اقرأ أيضا: سيدة كندية تصف اختبار كورونا بمصر بالكارثة.. هكذا يفعلون