هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الدورية الأولى المشتركة لتركيا وروسيا على الطريق الدولي السوري "M4" (حلب-اللاذقية) التي تم تسييرها يوم أمس الأحد، عرقلة من المدنيين والأهالي الرافضين لمرور المركبات الروسية من المنطقة.
وسيرت القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية أول دورية لها على "M4" في الشمال السوري، تنفيذا لاتفاق الزعيمين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو المتعلق بوقف إطلاق النار في إدلب.
ولكن الدورية شهدت عرقلة أمس، ما أثار تساؤلات حول فشلها من عدمه، وتأثير رفض سوريين لها.
مهلة روسية
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن مسار الدورية تقلص بناء على قرار تم اتخاذه بمشاركة القوات التركية، وأنه جاء "نتيجة الاستفزازات" التي قام بها من أسمتها بـ"المجموعات الإرهابية".
وقالت الدفاع الروسية إنها منحت تركيا وقتا إضافيا من أجل "تصفية الإرهابيين وتوفير الظروف الآمنة لتسيير الدوريات على طريق حلب-اللاذقية (M4)"، بحسب تعبيرها.
أما وزارة الدفاع التركية، اليوم، فلم تشر إلى تقليص مسارها، واكتفت بنشر صور تظهر تسيير الدورية، بعد مناقشة خرائط للطريق من ضباط روس وأتراك.
اقرأ أيضا: أهالي إدلب يواصلون قطع "M4" رفضا لـ"الدوريات المشتركة" (صور)
وأكد الناشط السوري مراد زريق لـ"عربي21" نقلا عن مصادر في المعارضة، أن روسيا أمهلت تركيا بالفعل لإخلاء المنطقة من المعترضين على تسيير الدوريات، وإنهاء تواجد تحرير الشام والمجموعات المتطرفة على الطريق "M4".
ولكن المصادر لم تذكر مدة المهلة الروسية لتركيا، ولم تعلق أنقرة على بيان وزارة الدفاع الروسية بهذا الخصوص.
خطورة تعطيل الدوريات
من جهته، قال الخبير العسكري السوري، أحمد الرحال لـ"عربي21"، إن "الرفض الشعبي الذي قام به الناس يجب أن يكون محسوبا جيدا، فالخطورة المرتبطة به، تدفعهم إلى أن يعودوا إلى بيوتهم، وعدم عرقلة تسيير الدوريات".
وأكد أن على الأهالي في تلك المناطق، أن يعرفوا في الأول مصير جبل الزاوية وجبل الأربعين وجبل شحشبو وغيرها، وعند الحديث عن كل جبل فإننا نتكلم عن عشرات البلدات والقرى ومصيرها مهدد، مثل جبل الزاوية- 43 قرية وبلدة، وجبل الأربعين- 15 قرية، وكذلك الجبال الأخرى المهددة".
وقال: "بالتالي فإن كل هؤلاء الناس المعترضين على تسيير الدوريات، يجب أن يعرفوا أهميتها، وأهمية الالتزام بالاتفاق الأخير".
وأضاف: "قد تكون هناك عند الأتراك رؤية ما أو لديهم تفاصيل لا يعرفها عامة الناس، ولكن عليهم أن يعرفوا خطورة الاعتراض عليها".
ولفت الرحال إلى أن هناك مؤشرات سلبية كانت في اعتراض الأهالي، أبرزها تأييد هيئة تحرير الشام والمليشيات الأوزبكية والتركستانية للاعتراض ودعمه، واستغلال الحالة الشعبية.
هل فشلت الدوريات؟
وتعليقا على اختصار طريق الدورية التركية-الروسية يوم الأحد، رأى الرحال أنه من المبكر الحكم عليها بالنجاح أو الفشل.
وقال لـ"عربي21": "لم تبدأ الدورية بعد بشكل حقيقي، فقد تم منح تركيا فرصة أخرى لترتيب الوضع، وإعادة تسيير الدوريات".
وقال: "دعونا نعطي فرصة لتمر هذه الدوريات، ولنر هل سيكون بعدها انسحاب للنظام وعودة اللاجئين، ففي هذه الحالة لا بأس، ولكن في حال مرت الدوريات وقام النظام بعدها بابتلاع المناطق، ففي حينها فليعودوا إلى التظاهر".
وتواصلت "عربي21" مع المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين، ولكنه فضل عدم تناول الموضوع.
اقرأ أيضا: تسيير أول دورية تركية روسية على "M4" وفق اتفاق إدلب الأخير
وواجه تسيير الدوريات الروسية-التركية على طريق "M4" رفضا شعبيا، من مدنيين في إدلب، حيث نظموا اعتصاما مفتوحا تحت اسم "اعتصام الكرامة"، على الطريق لمنع مرور الدوريات الروسية، وبدأ قبل أربعة أيام.
وبرزت بلدة النيرب، لا سيما أنها شهدت الاحتشاد الأكبر للمعترضين على تسيير الدوريات. وتجمع المحتجون على الطريق في البلدة، وحاولوا عرقلة سير الدوريات.
وانطلقت الدوريات من بلدة ترنبة الواقعة على بعد كيلومترين من مدينة سراقب، وكان يتوقع أن تصل إلى بلدة عين الحور، إلا أن الأهالي عرقلوا مرورها واستكمال طريقها.
— T.C. Millî Savunma Bakanl??? (@tcsavunma) March 15, 2020
وتأتي الدوريات المشتركة التركية-الروسية باتفاق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 5 آذار/ مارس الجاري في موسكو.
واتفقت روسيا وتركيا على إنشاء مراكز تنسيق مشتركة يتم من خلالها إدارة العمليات المشتركة في إدلب، لا سيما على خط التماس الذي يقع 6 كيلومترات شمالي الخط ومثلها على جنوبيه المقام على الطريق "M4" الدولي.