مصر.. نداء العقل

لا شك في أن معتقلي مصر من شتى التيارات يزيدون عن 100 ألف معتقل يقوم بتسيير أمورهم الأمنية والحياتية بشكل مباشر؛ ما لا يقل عن ثلاثة آلاف فرد شرطة، من ضباط وصف وجنود، وهناك من يسيرون أمورهم بشكل غير مباشر، وعددهم يصل إلى عشرة آلاف من الأجهزة المختلفة، من شرطة وجيش وقضاء ومدنيين بوزارة العدل ومحامين وغيرهم.. كل هؤلاء المصريين مجتمعين معرضين للموت المحقق خلال أيام بل قل ساعات.

والجميع يعلم أن في سجون مصر يقبع أكثر من ثلاثة آلاف طبيب، ومصر في أشد الحاجة إليهم، ومثلهم من أساتذة الجامعات وكثير من العلميين. بل يقبع في السجون المصرية من كل التخصصات الحياتية.

إذا نحن أمام كارثة إنسانية حقيقية قادمة لا محالة، ولا شك ولا جرم ولا ريب في ذلك، فتعالوا إلى كلمة سواء..

هيا جميعا إلى طوق النجاة.. علينا جميعا أن ننحي المكايدة السياسية ونعلي الشأن الإنساني.

علينا جميعا أن ننظر أننا أبناء وطن واحد.. لا وقت الآن لمن المنتصر ومن المهزوم ومن المقهور.. علينا جميعا أن ننظر بعين الرحمة في تلك الظروف إلى أبناء مصر دون تصنيف، فننظر جميعا إلى أبناء الجيش والشرطة والمعتقلين أو قل إن شئت المحبوسين على ذمة قضايا.. لا وقت الآن للخلاف أو السفسطة.. الآن الجميع بتطلع إلى سفينة النجاة..

فهيا أصدروا القرارات والمراسيم، وقيدوها إن شئتم بإجراءات احترازية ومنع من السفر أو ضمانات مالية وشخصية.. الوقت قارب على النفاد والانتهاء.. الوطن هو الخاسر أولا، والمواطن المصري هو الخاسر الأعظم..

كل إلى زوال.. هيا اعملوا من أجل الوطن من أجل الإنسانية..

وأخيرا، أطالب بأن يطال الإفراج الشرطي كل المحبوسين، لا فرق بين سياسي وجنائي.

نداء العقل هو النداء الأخير لكل صاحب عقل..