ملفات وتقارير

الوفاق تطلق عملية عسكرية ضد حفتر.. ما النتائج المتوقعة؟

الوفاق أطلقت عملية عاصفة السلام للرد على خروقات قوات حفتر- جيتي
الوفاق أطلقت عملية عاصفة السلام للرد على خروقات قوات حفتر- جيتي

أطلقت القوات التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية عملية عسكرية جديد تحت اسم "عاصفة السلام" ردا على ما قام به طيران اللواء، خليفة حفتر من قصف للعاصمة "طرابلس"، ما طرح تساؤلات عن تداعيات ونتائج هذه الخطوة، وما إذا كانت الحكومة قد أغلقت الباب أمام أي هدنة واختارت الحل العسكري وفقط.


وأعلن المتحدث باسم الجيش الليبي التابع للحكومة، عقيد محمد قنونو "إطلاق عملية عسكرية تحت اسم عاصفة السلام، ردا على القصف المتواصل لأحياء طرابلس من قبل قوات "حفتر"، وأن هذه العملية بدأت بالهجوم على قاعدة "الوطية" الجوية وأسر مجموعة كبيرة من العسكريين هناك.


تضارب

 
ورغم تأكيدات عملية "بركان الغضب" التابعة للوفاق على لسان آمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة جويلي سيطرتها على القاعدة الجوية التابعة لحفتر (الوطية) واعتقال ضباط فيها، إلا أن قوات الأخير وإعلامه ينفون الأمر ويؤكدون أنه مجرد هجوم وتم التصدي له ورد قوات الحكومة.

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تسيطر على قاعدة لحفتر وتعلن بدء عملية عسكرية

وشهدت العاصمة اشتباكات شرسة منذ مساء الثلاثاء، رغم إعلان قوات حفتر قبولها وقف القتال وهدنة إنسانية للتفرغ لمواجهة وباء كورونا المستجد إلا أنه سرعان ما انهارت هذه الهدنة المزعومة، لتبدأ عمليات القتال وتطلق الحكومة عملية جديدة لتطرح سؤال، ما نتائج هذا التصعيد على المشهد العام في ليبيا؟.


معاقبة وعمل مضاد

 
من جهته، أكد الضابط الليبي وعضو مجلس الدولة، إبراهيم صهد أن حفتر وميليشياته لم تلتزم يوما بأي هدنة أو وقف إطلاق نار، لذا كان لزاما أن تواجه قوات الوفاق هذا التصعيد بعمل مضاد يوقف التصعيد ويبعد القصف عن الأحياء السكنية وإجبار هذه الميليشيات على التراجع".


وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "ليس هناك هدنة سابقة حتى نتحدث عن هدنة جديدة فوقف إطلاق النار وقعت عليه الحكومة منفردة ورفض حفتر التوقيع عليه والمجتمع الدولي سواء في برلين أو في مجلس الأمن لم يكن له الموقف المطلوب في دعم "الوفاق" للموافقة على وقف إطلاق النار ومعاقبة حفتر على رفضه"، حسب كلامه.


خطوة استراتيجية

 
ووصف عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، عبدالرحمن الديباني عملية الحكومة الجديدة بأنها "تغير استراتيجي هام، كون قوات الوفاق تحولت من الدفاع إلى الهجوم في سياق أزمة عالمية (كورونا) تكبل وتقيد المساعدة الدولية لحفتر".

 

اقرأ أيضا: خبير: حفتر يستغل "كورونا".. ويصعد هجماته على طرابلس

وفي تصريحات لـ"عربي21" قال: "أما القناعة بوجود تسوية سياسية فقد تحول الآن إلى حالة غير منطقية، وعسكريا يجب أن تحسم الحرب رغم وجود أطراف تحاول تكييف وتطويع الحرب لأغراض تقاسم هش لسلطة أيضا أصبحت أكثر هشاسة، وكل ذلك ينبئ بوجود مشهد جديد رغم أنف الموجودين في المشهد الحالي، ساهمت كورونا في وضع إطاره وهيكلته"، بحسب تقديراته.


حفتر يسيطر

 
لكن عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة أكد أن "ما يحدث الآن ليس إلا معارك كر وفر دلالته سيطرة "الجيش الوطني" (قوات حفتر) على أجزاء من العاصمة وأن القتال يمتد على عدة محاور لتحقيق السيطرة الكاملة ووضع حد لهيمنة "المليشيات" المدعومة من قطر وتركيا تحت ذريعة حكومة الوفاق".
وتابع: "الحرب هي أسوأ الخيارات وأنها فرضت على الجيش، لذا نرجو أن يوضع حد لهذا القتال ونصل إلى خيار بديل لحل الأزمة وإقامة دولة المؤسسات"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".


إغلاق باب الهدنة

 
وبدوره أوضح المدون والناشط السياسي الليبي، علي فيدان أن "دلالة إطلاق هذه العملية من قبل الحكومة هو إيذان بالولوج إلى مرحلة جديدة من المشهد العسكري بعدما ضاقت الوفاق وقواتها ذرعا بتمادي حفتر المتكرر حتى في فترة خطورة انتشار فيروس كورونا، والذي يجب أن يكون مناسبة لوقف إطلاق النار واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع وصوله".


وأضاف لـ"عربي21": "ما حدث يؤكد أنه كان لابد من إغلاق باب الهدنة لأن التزام طرف "الوفاق" به فقط يعني كمن يأتي بالسكين إلى رقبته، وأثبتت الأيام أن "حفتر" لا يعرف إلا لغة القوة وأنه خرق كل هدنة تمت من قبل، أما نتائج هذه الخطوة فتتلخص في تقدم أكثر لقوات الوفاق باتجاه قاعدة "الوطية" وهي موقع استراتيجي للطرف الآخر وكذلك أخذ المزيد من المساحات على الأرض"، وفق تصوره.

التعليقات (0)