هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها الجمعة، تعيين زعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس في منصب رئيس الكنيست الخميس، وما يبدو أنها صفقة سياسية مع خصمه بنيامين نتنياهو، بأنه "السيناريو الأكثر إهانة، لقائمة نشأت كبديل لحكم نتنياهو الفاسد والمفسد"، بحسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة، إن "معظم الإسرائيليين حتى أمس
الخميس، كانوا يعتقدون أن غانتس، يتنافس على رئاسة الوزراء، بهدف استبدال نتنياهو"،
مستدركة بقولها: "لكن غانتس تبين أنه مرشح الليكود لمنصب رئيس الكنيست،
ولاحقا وزير الخارجية".
وتابعت: "بدلا من أن يكون غانتس خليفة نتنياهو،
اتضح أنه خليفة يولي أدلشتاين رئيس الكنيست السابق، وإسرائيل كاتس وزير
الخارجية"، مشددة على أن غانتس اختار "الإهانة والزحف إلى حكومة
نتنياهو"، رغم أنه كان بيده خطاب التكليف لتشكيل الحكومة، ونجح لأول مرة منذ
أكثر من عقد بتحدي حكم نتنياهو.
ورأت الصحيفة أن غانتس كان مصدر أمل لملايين الإسرائيليين، الذين يتطلعون لوضع حد لحكم نتنياهو، الذي يفكك الديمقراطية، ويمزق المجتمع بشكل كبير، مؤكدة أن "هذا الأمل تحطم أمس، على مسمع ضحك أعضاء المعسكر الآخر"، في إشارة إلى تكتل الأحزاب اليمينية.
واعتبرت الصحيفة أن "استعداد غانتس للدخول في
حكومة نتنياهو، كجزء من صفقة مع الليكود، وبخلاف رأي شريكه المركزي في قيادة أزرق
أبيض، يئير لبيد، هو مثل على فكر سياسي أخرق"، على حد وصفها.
اقرأ أيضا: انهيار بحزب "أزرق أبيض" الإسرائيلي.. انفصال لبيد ويعلون
وذكرت "هآرتس" أن نتنياهو نجح الآن في
إضافة جندي آخر إلى صفوفه، وأدى إلى تفكيك البديل (أزرق أبيض)، منوهة إلى أن غانتس
سيحصل على "رزمة كبيرة من المناصب، بما في ذلك وزارة العدل، التي أصبحت في
الولاية الأخيرة جبهة المعاركة المركزية بين المعسكرين".
واستدركت: "غير أن غانتس يعرف جيدا بأن نتنياهو
ورفاقه في تجمع اليمين، سيفعلون كل ما يستطيعون، كي يواصلوا قضم أجهزة سلطة
القانون، انطلاقا من الإيمان بأن الديمقراطية تعتمد على حكم الأغلبية، وأن حقوق
الأقليات والمساواة المدنية، هي شعارات عديمة القانون والوزن".
وبحسب الصحيفة، فإن "حقيقة أن غانتس عيّن في
منصب رئيس الكنيست بتأييد من كتلة نتنياهو، وضد إرادة الكتلة التي وقفت خلف
ترشيحه، تدل على كبر الالتفافة"، مضيفة أن "نتنياهو يحافظ على تجمعه
قريبا من الصد، وترك غانتس ورفاقه لمصيرهم، ووضع حدا للبديل الوحيد الذي نشأ لحكم
نتنياهو السيئ".
إلى ذلك
إلى ذلك قالالنائب الفلسطيني في الكنيست يوسف جبارين،انتخاب غانتس رئيسًا للكنيست بدعم من معسكر اليمين، إنه "تبنّى أطروحات يمينية خلال حملته الانتخابية، وذلك من خلال المقولة العنصرية حول أغلبية يهودية ودعمه للاستيطان ولسياسات الضم".
وقال جبارين: "هو يضع اليوم الختم النهائي على فشله بطرح بديل لنتياهو ويمهّد الطريق لإقامة حكومة يمينية برئاسة نتنياهو، وليس حكومة طوارىء".
وأضاف: "لقد أكّدنا خلال أيام الحملة الانتخابية أنه في ظل كل المتغيرات السياسية المتعاقبة، فإن التعويل الاساسي يبقى فقط على أنفسنا في القائمة المشتركة وعلى جماهيرنا الأبية الّتي أعطتنا ثقتها الغالية ورفعت من قوتنا البرلمانية، وهكذا فرضنا أنفسنا أكثر على الخارطة السياسية".
وأشار إلى أن "القائمة المشتركة ستكون القوة الأساسية في المعارضة ضد التحريض والعنصرية، وضد السياسات الضم والاحتلال والاستيطان، وسنواصل في القائمة مسيرتنا من أجل السلام، المساواة والعدالة الإجتماعيّة، بقوة وبهامة مرفوعة وبثقة أصحاب الحق".