هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "أوبزيرفر" في افتتاحيتها إن الوباء الذي ضرب العالم ووصل إلى بريطانيا كشف عن فشل حكومي في التعامل معه.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن الحكومة كانت تعلم أن وصول فيروس كورونا يعني زيادة الضغوط على النظام الصحي، إلا أنها كانت غير مستعدة على الإطلاق.
وتقول الصحيفة: "جلب الأسبوع الماضي أخبار أول ضحية للفيروس من القطاع الطبي في بريطانيا، ففي يوم الأربعاء توفي الدكتور حبيب زيدي، الطبيب العام (طبيب عائلة) في إيسيكس، فيما يعتقد أنه بسبب أعراض كوفيد-19، وتوفي الجراح المتخصص في زراعة الأعضاء عادل الطيار (سوداني) بعد إصابته بالفيروس أثناء عمله في مستشفى ويست ميدل إيسيكس".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "هناك احتمالا كبيرا لخسارة أطباء وممرضين وعاملين في الطواقم الطبية حياتهم نتيجة لعملهم الحيوي لفحص المرضى المصابين بالفيروس، وهذا تذكير مرعب بأن العاملين في الصحة الوطنية (أن أتش أس) والرعاية الاجتماعية يعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ الآخرين".
وترى الصحيفة أن "الجهود الحثيثة لزيادة معدلات استيعاب الخدمة الصحية، التي تمت خلال الأيام الماضية، مثيرة للإعجاب، ويجري العمل على بناء مستشفى في مركز (إكسل) للمعارض في لندن، سيبدأ عمله في الأسبوع المقبل باسم (مستشفى نايتنجيل) وسيوفر 500 سرير في المرحلة الأولى، ويحتوي على قدرات توسيع لاستيعاب 4 آلاف مريض، ويجري العمل على توسعة نطاق القدرات الصحية في أماكن أخرى، مثل بيرمنغهام ومانشستر".
وتستدرك الافتتاحية بأنه رغم هذا كله فإن الخدمة الصحية، بما فيها من أطباء وممرضين، تحتاج إلى جهود ضخمة لمواجهة حالات إصابة متزايدة ومنع الخدمات من الانهيار، وسيتم تجنيد الأطباء والممرضين من أنحاء البلاد كلها للمساعدة ومراقبة الأسرة الجديدة، وسيعمل الكثير منهم في الموقع، ويواجهون مناوبات متعبة ومجهدة عاطفيا في ظروف من الصعب تحملها".
وتلفت الصحيفة إلى أنه "في أنحاء البلاد كلها ودع الأطباء الأعزاء والمقربين منهم، وتركوا البيوت، أو نقلوا الأبناء للعيش مع أقاربهم، ربما لأشهر، لئلا يتعرضوا لخطر الإصابة بالمرض، وهو عمل مثير للإعجاب ويتوجب تقديم التحية لهم على التزامهم وتفانيهم في أداء الواجب، ولن ينسى أحد هذا الموقف لهم".
وتجد الافتتاحية أن "تكريس القطاع الطبي لأداء المهنة والواجب يتناقض مع موقف الحكومة التي أظهرت أنها ليست مستعدة، على سبيل المثال شراء أجهزة تنفس إضافية أو ملابس واقية للعاملين في القطاع الطبي، ولا حتى أجهزة فحص، وكان على الحكومة فهم الإشارات القادمة من الصين، التي بدأت في شهر شباط/ فبراير، وأظهرت احتمالات عالية لتحول المرض إلى وباء عالمي، وهذا يقتضي بالضرورة زيادة الاستعدادات الطبية، وتحضير الأجهزة والمعدات الإضافية، فنطام صحي يواجه ضغوطا عالية لن يكون قادرا على الصمود".
وتنوه الصحيفة إلى أن "وزير الصحة انتظر طويلا ودعا قبل أسبوعين الشركات للاتصال بالحكومة لمساعدتها على تصنيع أجهزة التنفس، واتضح، وهذا مثير للقلق، أن الحكومة ليست لديها القدرة الشرائية. ولم تشارك بريطانيا في المبادرة الأوروبية المشتركة لشراء أجهزة التنفس، لأنها كانت ستستفيد من هذه الكتلة الجماعية لزيادة مخزونها من أجهزه التنفس التي ستتوفر للخدمات الصحية".
وتفيد الافتتاحية بأن "الحكومة زعمت في البداية أنها قررت عدم المشاركة لأنها لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي، وقررت بذل الجهود لتوفير الأجهزة الضرورية، ثم عادت وقالت إن الحكومة فشلت في الانضمام في الموعد المحدد والسبب هو (مشكلة تواصل)، لكن بروكسل أعلنت عن المبادرة المشتركة قبل عدة أسابيع، وبأن ممثلا بريطانيا كان حاضرا عند مناقشة مبادرة الشراء المشتركة".
وتؤكد الصحيفة أن "مبررات الحكومة لم تخفف من الشكوك بأنها فشلت في الانضمام للمبادرة الأوروبية لأسباب أيديولوجية، علاوة على ذلك، قال مصنعو أجهزة التنفس البريطانيون إنهم اتصلوا بالحكومة وعرضوا المساعدة لزيادة أعدادها، إلا أن الحكومة لم ترد عليهم، واتصلت شركة (دايركت أكسس) مع وزارة التجارة بعد توفير 5 آلاف جهاز تنفس، لكنها لم تسمع أي رد من الحكومة، وبعد أيام تم توجيه الإمدادات لأماكن أخرى، وقال مورد آخر، وهي شركة (أم إي سي ميديكال)، إن الحكومة لم ترد على عرض لتوسيع نطاق معدلات الإنتاج".
وتذكر الافتتاحية أنه "تم الكشف عن أن الحكومة رفضت عام 2016 عرضا لزيادة مخزون الملابس الشخصية الواقية المستخدمة لمواجهة وباء الإنفلونزا نظرا لكلفتها، لكن القرار ترك تداعياته الخطيرة على الأطباء والممرضين العاملين على الخطوط الأولى، فقد طلبت بعض مؤسسات الصحة الوطنية من المدارس التبرع بالنظارات الواقية المتوفرة لديها، فيما قال البعض إنهم اشتروا الزي الواقي من أموالهم الخاصة".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "الضغوط التي يتعرض لها النظام الصحي نابعة من قطع النفقات وسياسات الدعم غير الكافية التي مارستها حكومات المحافظين منذ 2010، فمن المعلوم أن وباء كهذا كان سيضع ضغوطا شديدة على القطاع الصحي، لكن الأثر سيكون سيئا عندما تقوم الحكومة وعلى مدى عقد بتخفيض النفقات التي أدت إلى نقص الأسرة في المستشفيات، وبسبب هذه السياسات تم اليوم إلغاء العمليات اليومية بسبب عدم توفر القدرات، ووصلت العناية الطبية الضرورية لأدنى مستوياتها، وأقل مما هو موجود في الدول الأوروبية".
وتختم "أوبزيرفر" افتتاحيتها بالقول إن "نظاما صحيا دفع للعمل بأقصى ما لديه من قدرات سيكون ضعيفا أمام أزمة واسعة على القاعدة الحالية، ما سيؤدي إلى وفيات كان يمكن تجنبها، وفي الوقت الحالي يجب تقديم التحية للقطاع الصحي الذي يحضر نفسه لتسونامي من الحالات، وسيحين الوقت لمحاسبة السياسيين الذين استخدموا خفض النفقات للمستشفيات وسيلة لتحسين وضع حزبهم المحافظ، ودون الاهتمام لما تتسبب به هذه الأفعال من تداعيات قاتلة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)