WP: قسيس يعد كورونا صديقا وآخر يعده مؤامرة ضد ترامب

انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها قرارات كنائس بتقديم قداس يوم الأحد، وسط انتشار واسع لفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، التي أصبحت الدولة الأولى من ناحية عدد الحالات. 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "أكثر من 550 من أتباع كنيسة تايبرنكل لايف احتشدوا وسط بلدة لويزيانا، فيما أعلنت الكنائس الكبرى في كل من أوهايو وفلوريدا عن قاعاتها المزدحمة بالزوار، وفي فيرجينيا، رحبت جامعة ليبرتي الإنجيلية بعودة 1900 طالب من عطلة الربيع إلى حرمها في لينشبيرغ".

وترى الصحيفة أن "هذه القرارات الحمقاء وغير المسؤولة لا تعرض أصحابها من زوار الكنيسة ورواد الجامعة للخطر فحسب، بل أيضا تعرض آخرين لا حصر لهم لخطر انتقال فيروس كورونا الجديد لهم ولعائلاتهم".
 
وتشير الافتتاحية إلى أن "الجهود المبذولة لوقف انتشار الفيروس سريع العدوى، الذي يحذر الخبراء من قدرته على قتل ما بين 100 ألف إلى 200 ألف أمريكي، قادت إلى إعادة ترتيب الحياة العامة، فقامت المدارس والشركات والحكومات المحلية بالإغلاق، في ظل قيام عدد متزايد من المسؤولين -كما العامة- باحترام ومراعاة نصائح خبراء الصحة، وتجنب التجمعات وممارسة العزلة الاجتماعية".

وتعبر الصحيفة عن أسفها من تجاهل البعض للنصائح والأدلة العلمية، أو اعتقادهم أنها لا تنطبق عليهم، مشيرة إلى أن رد القس في كنيسة "تابرنكل لايف" بخصوص الإصابة بالعدوى، كان من خلال وصف الفيروس بأنه "صديق ليس مصدر قلق.. نعتقد أن الفيروس يحمل دوافع سياسية، ونتمسك بحقوقنا الدينية، وسنلتقي بغض النظر عما يقوله الناس".

وتلفت الافتتاحية إلى أن رئيس جامعة ليبرتي، جيري فالويل جي آر، حمل وسائل الإعلام المسؤولية لمبالغتها في نقل خطر كوفيد-19 لإلحاق الأذى بالرئيس دونالد ترامب، وقال إن قراره إعادة فتح الكلية الإنجيلية يصب في مصلحة الطلاب. 

وتنقل الصحيفة عن رئيس الجامعة، قوله: "أعتقد أن لدينا مسؤولية تجاه طلابنا -الذين دفعوا المال ليكونوا هنا، والذين يحبون المكان- وتوفير الفرصة لهم ليكونوا مع أصدقائهم، وليكملوا دراستهم"، وأضاف أنه من حقهم أيضا "الاستمتاع بسكنهم والمأوى الذي دفعوا من أجله، وألا تتم مقاطعتهم بهذا الخصوص"، كما قال لصحيفة "نيوز أند ادفانس" في لينشبرغ.

وتنوه الافتتاحية إلى أن هناك أصواتا تعالت ناقدة للقرار، فأخبر أحد الطلاب صحيفة "نيويورك تايمز" قائلا: "لا يسمح لي بالتحدث إليكم لأنني موظف هنا... نحتاج المساعدة للعودة إلى المنزل"، وقال والد ثلاثة طلاب في تغريدة على "تويتر": "نحن مع اليمين المتطرف في الظروف كلها، عزيزي، لكن كوننا أهلا لثلاثة طلاب، أعتقد أن هذا الأمر جنوني، وغير مسؤول".
 
وتفيد الصحيفة بأن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت، يوم الاثنين، أيضا أنه تم الإبلاغ عن مجموعة من 12 طالبا "مرضى بأعراض توحي بأنها كوفيد-19"، مشيرة إلى أن فالويل جادل في صحة هذه الأرقام، إلا أنه كشف أيضا عن حالة أحد الطلاب، من مقاطعة خارج الولاية انتشرت فيها الكثير من الحالات، وظهرت عليه الكثير من الأعراض، مثل الحمى والسعال، فتم اختباره ونصحه بالعزل الذاتي بانتظار نتائج التحليل، لكنه اختار العودة إلى مقر إقامته الدائم بدلا من ذلك.

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "يبذل معظم الناس قصارى جهدهم لاتباع القواعد، في معظم الكنائس والجامعات وفي كل مكان آخر، وعلينا ألا نحمل هذه الأغلبية مسؤولية تصرفات الأقلية".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)