حول العالم

كيف تحولت حياة "مصرفي بوتين" إلى تعاسة بعد زواجه ببريطانية؟

بوتين اعترض على زواج بوغاتشيف وتولستوي- بي بي سي
بوتين اعترض على زواج بوغاتشيف وتولستوي- بي بي سي

تحولت حياة أحد أثرياء روسيا، وصاحب نفوذ كبير وصل إلى حمله لقب "مصرفي بوتين"، إلى جحيم بعد دخوله في صراع مع الدولة الروسية، عقب زواجه بامرأة إنجليزية أرستقراطية تدعى ألكسندرا تولستوي.

وبدأت قصة الزوجين قبل خمس سنوات في العاصمة البريطانية لندن حيث كانا يعيشان في رفاهية وترف يحسدان عليهما في منزلهما الشاسع في حي تشيلسي الراقي مع أطفالهما الثلاثة الصغار.

تقول ألكسندرا: "كانت لدينا مرافقة، سائقان وعاملتا منزل، ومربية إنجليزية ومربية روسية بالإضافة إلى مدرس فرنسي للإشراف على تعليم الأطفال".

عاشت ألكسندرا طفولة مترفة، كان والدها أحد الأقارب البعيدين للكاتب الروسي الشهير ليو تولستوي. درست في مدرسة داخلية لأبناء الطبقة الغنية قبل أن تبدأ العمل في حي المال في لندن بحسب "بي بي سي".

لكن سرعان ما تركت عملها هناك وأنشأت شركة سفر وقامت بجولة لاستكشاف دول الاتحاد السوفييتي السابق مثل تركمانستان وقيرغيزستان، وتزوجت أحد الفرسان القوزاق أثناء إحدى رحلاتها هناك ولسوء الحظ، لم يعمر هذا الزواج طويلاً.

وبعد بضع سنوات، وعندما كانت ألكسندرا وزوجها يكافحان من أجل سد نفقات معيشتهما التقت بسيرغي بوغاتشييف، بعد تعيينها لتعليمه اللغة الإنجليزية.

تقول ألكسندرا: "عندما التقيت بسيرغي شعرت بما يشبه التيار الكهربائي يسير في جسدي. لقد وقعت في حبه فوراً، لقد كانت لحظة رومانسية للغاية، لم أشعر قط بمثل هذا الانجذاب لأحد سابقاً" وقررت ترك زوجها الأول.

في بداية الأمر كان كل شيء على ما يرام وكنا في أحسن حال حسب قولها، وما كان بالإمكان أن نعيش حياة أفضل من تلك.

في غضون عام من لقائهما أنجبت ألكسندرا طفلاً وكانت الأسرة تعيش حياة رفاهية تمضي أوقاتها ما بين موسكو ولندن وباريس.

وبينما كانت تتمتع بحياة سعيدة وباذخة، في روسيا بدأ المزاج يتغير. وبدأ الرئيس فلاديمير بوتين ينقلب على حلفائه من طبقة الأثرياء الجدد أمثال سيرغي بوغاتشييف.

 

اقرأ أيضا: بوتين يؤيد تعديلات دستورية تسمح له البقاء بالحكم حتى 2036


جمع بوغاتشييف ثروته التي بلغت ذات يوم 15 مليار دولار في روسيا خلال المرحلة التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي. ومن بين ممتلكاته منجم فحم، أحواض بناء سفن، ووكالات ماركات عالمية فاخرة وحتى أحد أكبر المصارف الخاصة في روسيا.

ويقول سيرغي إنه كان مقربًا من الرئيس الروسي. كانا يخرجان في عطلات سوية "طوال الوقت" وبات يلقب بـ "مصرفي بوتين" بعد منحه قرضاً للحكومة الروسية.

ويلفت سيرغي إلى أن بوتين لم يوافق على علاقته بألكسندرا تولستوي. ويقول: "لقد فوجئت، بوتين قال لي لماذا؟ إنها إنجليزية. غريب جداً.. هناك 140 مليون شخص في روسيا، إنها فكرة مجنونة".

وفي عام 2006، أصدرت روسيا قانوناً يمنح عملاءها الإذن بقتل "أعداء الدولة" في الخارج ولم يمر وقت طويل قبل أن يتحول انتباه روسيا إلى سيرغي بوغاتشييف وملياراته.

في عام 2008 عانى بنك بوغاتشييف من مصاعب مالية وتم إنقاذه من قبل الدولة الروسية بقرض بلغت قيمته مليار دولار. ورغم ذلك انهار البنك بعد عامين فقط.

ويشير بوغاتشيف إلى أنه باع البنك قبل ذلك بسنوات، لكن روسيا تنفي ذلك. ورغم ذلك يقول إنه تلقى تهديدات من وكالة التأمين على الودائع في روسيا إذ طالبته بسداد القرض المصرفي الذي حصل عليه من الدولة وكان بقيمة مليار دولار.

ويضيف: "دعوني إلى أحد المطاعم. قالوا لي: حسناً، يجب أن تدفع 350 مليون دولار وإلا سنقتلك أنت أو عائلتك. إذا أردت، بمقدورنا قطع إصبع ابنك وإرسالها إليك".

وفي العام 2015 كانت الحكومة الروسية تقترب من الإمساك بسيرغي بوغاتشييف، واستخدمت المحاكم البريطانية لملاحقته لاسترداد مبلغ المليار الدولار الذي حصل عليه من الدولة.

رأت المحكمة أن بوغاتشيف مسؤول عن خسائر البنك. ويقال إن أموال الإنقاذ التي حصل عليها أودعت في حساب مصرفي بسويسرا وبعدها تم تحويلها إلى جهات أخرى واختفى بعدها كل المبلغ البالغ مليار دولار.

وتم تجميد أصول بوغاتشيف في جميع أنحاء العالم، وصودرت منه جوازات سفره.

لكنه تمكن من الهرب إلى فرنسا حيث يعيش في قصره هناك. ودخل بوغاتشيف في مواجهة مباشرة مع الحكومة الروسية ورفع دعوى ضدها للمطالبة بأصوله التجارية التي خسرها.

مع تواري شريكها عن الأنظار بشكل تام وملاحقة الأسرة بدأت ألكسندرا تشعر بأن الأوضاع غير آمنة لها ولأطفالها، وبحلول 2016 تعرضت علاقتها بوالد الأطفال لضغوط شديدة.

وعندما طلب بوغاتشيف من شريكته الانتقال بشكل دائم إلى فرنسا مع أطفالها الثلاثة للعيش معاً هناك، ترددت ألكسندرا ولم تستطع القيام بذلك.

وتقول: "ثارت ثائرة بوغاتشيف واعتدى علي جسدياً، حبس الأطفال في غرفة منفصلة عني أخذ مني جواز سفري وجوازات سفر الأطفال ووضعها في خزنته".

وتضيف ألكسندرا: "شعرت أن شيئاً في داخلي تحطم، شعرت أننا لم نعد بأمان".

ويعيش بوغاتشيف حالياً لوحده في قصره الفرنسي، وهو قرار يقول إن الدولة الروسية أجبرته على اتخاذه وكل ما يملكه هو 70 مليون دولار فقط.

التعليقات (0)