هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة الغارديان،
إن الصحف البريطانية، لم تعط فرصة التعافي لرئيس الوزراء بوريس جونسون، وبدأت في
شن "هجوم مدمر" عليه بسبب ما وصفته بـ"فشله" في التعامل مع
فيروس كورونا.
وأوضحت الصحيفة أن
روايات المطلعين على ما قام به جونسون، في أزمة فيروس كورونا "مدمّرة" وتتناغم مع "ما يعرفه
الجميع عن شخصيته" ونقلت عن مستشار كبير للحكومة لم تسمه قوله: "ما
تتعلمه عن بوريس هو أنه لم يترأس أيا من الاجتماعات، ويحب استراحاته في الريف ولا
يعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع. كان الأمر كأنك تعمل مع مدير على الطريقة القديمة
في سلطة محلية قبل 20 عاما، وكان هناك شعور حقيقي بأنه لم يقم بتخطيط طوارئ للأزمة.
إنه كان بالضبط كما خشي الناس أن يكون".
وأوضحت الصحيفة أن رئيس
الوزراء قضى أسبوعي إجازة في "تشيفننغ بمنطقة كينت" مع بداية انتشار
الفيروس في المملكة المتحدة وهو أمر سيلتصق في ذاكرة الشعب.
وتابعت: "لا أحد
ينسى تبجحه في 3 آذار/مارس بأنه لا يزال يصافح المصابين بالفيروس. ولا حضوره
مباراة رغبي حاشدة في تويكنهام في 7 آذار/مارس. ليس ذلك فحسب بل إنه لم يحضر جميع
اجتماعات كوبرا (الحكومة المصغرة) المتعلقة بأزمة فيروس كورونا".
وقارنت الصحيفة بين
جونسون وسلفه غوردون براون، الذس ترأس كل اجتماعات "كوبرا"، بشأن الحمى
القلاعية، رغم أن المرض يتعلق بصحة الحيوانات، متهمة جونسون بالتأخر لمدة 38 يوما،
قبل اتخاذ أي فعل جاد تجاه الوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن
جونسون كان يعيش في مخيلته أن الصين بعيدة، وحتى عندما عانت إيطاليا من الرعب رغم
جاهزيتها الأفضل من ناحية عدد وحدات العناية المركزة والأسرة بالمستشفيات، كان
الأمر بالنسبة له شأنا يتعلق بإيطاليا فقط.
وتابعت: "لا أحد
انتخب جونسون للتعامل مع وباء، فالمجموعة الصغيرة من الناشطين المحافظين المسنين،
انتخبوه بسبب حماسه للبريكست، وأحبوا أسلوبه المرح والمتفائل والشعبي، فضلا عن
انتصاره في مسألة التصويت، في حين وصفه مايكل غوف بأنه في معنويات مرحة" متسائلة: "مرح حول ماذا؟ لعبة الكريكت على أعشاب حدائق المنزل الريفي، بينما هناك
العديد من الأطباء والممرضين من بين 20 ألف مواطن ماتوا والعدد في تزايد؟".
وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفيروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا
وشددت على أن جونسون
"الرجل الخطأ، في الوظيفة الخطأ والوقت الخطأ كذلك، وهو على العكس تماما من
وصول تشيرتشل إلى السلطة".
وقالت الصحيفة إن ما يجعل جونسون "غير
مناسب أبدا لهذه الساعة المظلمة، هو كراهيته الطبيعية للدولة"، وفي خطاب له حول بريكست بشكل رئيسي في
غرينيتش في 3 شباط/ فبراير، هاجم الإغلاق على غرار ووهان فقال: "لقد بدأنا
نسمع كلاما غريبا عن الاكتفاء الذاتي عندما تتسبب مخاطر انتشار الأمراض، مثل فيروس
كورونا بالرعب، والرغبة بوقف الأسواق".
وأضاف جونسون:
"تحتاج البشرية إلى حكومة في مكان ما مستعدة على الأقل أن تتبنى بقوة حرية
التبادل التجاري"، ولفتت الصحيفة إلى أنه كان يؤيد توجهات ترامب، وذهب
جونسون إلى سياسة "مناعة القطيع"، حتى أصبحت غير ممكنة سياسيا.
وتقلت
"الغارديان" تحليلا لصحيفة "فايننشال تايمز"، أشارت فيه إلى
محاولة فاشلة للحكومة البريطانية للحصول على أجهزة التنفس الصناعي، وقالت إنها استدعت
شركات غير مختصة لتعويض النقص في الأجهزة، وانتهى بها الأمر بالحصول على أجهزة غير
صالحة لمرضى فيروس كورونا، وكشفت الغارديان أنه تحت اجراءات التقشف، كان هناك
تخفيض متعمد بنسبة 40% لمعدات السلامة الشخصية المخزنة في حالة تفشي وباء.
وقالت الصحيفة إن وزير
الصحة في حكومة الظل العمالية، جوناثان أشويرث، دعا إلى نشر نتائج محاكاة أجريت
عام 2016 لتفشي وباء، حيث كشفت المحاكاة عن نقص في أسرة العناية المكثفة وامكانيات
المشارح ومعدات السلامة الشخصية.
ولفتت إلى أن الحكومة رفضت طلبات توفير المعلومات التي يجب
توفيرها بموجب قانون حرية المعلومات، ولذلك قد نضطر للانتظار حتى يتم اجراء تحقيق
عام.. بالإضافة لتفاصيل الفشل في الفحص والتعقب والحجر والعلاج لكل حالة إصابة
بالمرض، وهو ما تقول منظمة الصحة العالمية إنه يجب أن يتوفر قبل أن تخفف البلدان
من قيود الحركة، ولا شيء من هذا متوفر في المملكة المتحدة، ولا حتى ما يقارب
ذلك.
وأشارت إلى أن اتحاد
الصحة ومقدمي الخدمات الصحية فقدوا أمس صبرهم أخيرا، وطلبوا من الحكومة حقائق
واضحة بدلا من مجرد آمال وخطط.
ورغم أن الصحيفة قالت
إنه لا يمكن لأي حكومة أن تكون مستعدة لمثل ما جرى، "لكننا نعرف أيضا أن
حكومتنا بالذات غير مناسبة للمهمة ولا تخدم الهدف. وفي غيابه، يعكس نقص جدية
جونسون في اختياره الأشخاص للحكومة للأسباب الخطأ، فقد تم اختيار كل من دومينيك
راب وبريتي باتل وإليزابيث تراس والبقية، لأسباب تتعلق ببريكسيت.
ولفتت إلى أن جونسون استعمل
دومينيك كامنغز كمستشار خاص ليوجه كرة الهدم إلى وايتهول، والمجالس المحلية والبي
بي سي وأي شيء قد يؤدي إلى حكم رشيد. وليس مفاجئا أن أولئك الذين لا يؤمنون
بالدولة أدوا أداء سيئا في إدارة الأزمة.
وقالت الصحيفة إن
بريكسيت "كانت هي المسيطرة على عقليتهم بالانفصال والتخريب والتعطيل. وعندما
يعود رئيس الوزراء سيكون أفضل عمل يقوم به لطمأنتنا هو تمديد الفترة الانتقالية
لبريكسيت، مع أن الحكومة صرحت الأسبوع الماضي بأنها سترفض التمديد حتى لو عرضه
الاتحاد الأوروبي. وإن استمر جونسون في الأخطاء بينما الاقتصاد ينهار، حينها سوف
ندرك أن مصيرنا بأيدي متعصبين".
وشددت
"الغارديان" على أنه في المحصلة فإن التحقيق العام سيدرس وضع البلد عندما
وصلها الفيروس. وكيف أدت عشر سنوات من التقشف إلى شل كل الخدمات المصممة للحماية
والدفاع. وكيف أدت إصلاحات أندرو لانسلي إلى تشظي الخدمة الصحية الوطنية إلى
أجزاء، وتمت تعرية الرعاية الاجتماعية وتمزيق الحكومات المحلية المسؤولة عن الصحة
العامة، وحتى الجيش أصبح متعثرا.
وسخرت من جونسون وقالت: "يمكن لرئيس الوزراء أن يتحدث بدفء عن خدمة الصحة الوطنية وخاصة بعد مغادرته
المستشفى، ولكن الخدمة هي أحد أوردة الخدمات العامة التي تعتبر شريانا للحكم
الرشيد. ومع عودة البرلمان إلى الانعقاد فإنه يجب على أعضاء البرلمان أن يتحدوا فشل
هؤلاء".