من هو "الإصلاحي" السعودي عبد الله الحامد (فيديو)

يعرف بوصفه إصلاحيا وحقوقيا وعاشقا نهما للغة العربية، بداياته كانت تشي بولادة شاعر شغوف بالقصيدة العمودية (قصيدة التفعيلة).

كان يقرأ في الثقافة الدينية واللغة العربية والأدب معا، وتردد عند إتمام الدراسة الثانوية بين "الشريعة" و"اللغة العربية"، ثم آثر "اللغة العربية" لأنها أميل إلى الانفتاح. بحسب أقوال سابقة له.

ميله باتجاه اللغة، دفعه للتوسع في القراءة لعدد من المفكرين والكتاب الإصلاحيين العرب، فاستحوذت على اهتماماته بشكل مبكر، كتابات محمد رشيد رضا وأحمد أمين ومحمد الغزالي وأمين الخولي.

نشأ عبد الله الحامد "أبو بلال" المولود عام 1950 في أسرة متوسطة الحال، من أبناء مدينة بريدة أكبر مدن منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

حصل على شهادة البكالوريوس عام 1971 ثم شهادة الماجستير عام 1974 والدكتوراه عام 1978 من "جامعة الأزهر" تخصص الأدب والنقد.

عمل بداية حياته مدرسا في التعليم المتوسط والثانوي. كما عمل في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. عين فيما بعد محاضرا في قسم الآدب في كلية اللغة العربية برتبة أستاذ .

درَّس الأدب والنقد والنصوص والأدب العربي والحديث والأدب المقارن، واختص في مجال تعليم اللغة العربية لغير العرب، وكانت حصيلتها إدراك أهمية إنتاج مشروع تعليم العربية لغير الناطقين بها، الذي أشرف عليه، في أثناء عمله عميدا لمعهد تعليم اللغة العربية في الجامعة، وشارك فيه أكثر من 50 أكاديميا.

درَّس في قسم الشريعة من كلية الشريعة واللغة العربية بالقصيم، وكانت حصيلة ذلك الاهتمام المبكر بعلم الاجتماع السياسي، وتحديدا في مجال المجتمع المدني الأهلي في الإسلام.

كان أحد المؤسسين الستة لـ"جمعية حقوق الإنسان" عام 1992.


اقرأ أيضا : وفاة الحامد تعيد أوضاع معتقلي السعودية للواجهة بظل كورونا

سجن عدد من المرات بسبب حظر الدولة لنشاط الجمعية وطرد أيضا من الجامعة، ومنع من السفر أكثر من خمس سنوات.

وسيشارك فيما بعد مع عديد من "الإصلاحيين" في تشكيل "تيار الدعوة إلى الإصلاح السياسي الدستوري"، من خلال البيانات الثلاثة: "خطاب رؤية لحاضر الوطن ومستقبله"، و"خطاب نداء إلى القيادة والشعب معا: الإصلاح الدستوري أولا "، و"خطاب رؤية لاستقلال القضاء".

وسجن على أثرها من جديد عام 2004 في ما عرف بقضية "الإصلاحيين الثلاثة".

وطالب الحامد منذ تسعينيات القرن الماضي، بـ"ملكية دستورية"، ومن أبرز ما قاله في كتاب "حقوق الإنسان"، عبارة "لا صاحب سمو ولا صاحب دنو في الإسلام".

اعتقل للمرة الخامسة عام 2008 على خلفية موقفه المؤيد لعدد من نساء بريدة للاعتصام السلمي، وحكم عليه بالحبس مدة 6 أشهر.

أسس عام 2009 ومجموعة من الحقوقيين السعوديين "جمعية الحقوق المدنية والسياسية" المعروفة اختصارا بـ"حسم"، وأصدرت محكمة سعودية عام 2014 قرارا بحل الجمعية ومصادرة أموالها وإغلاق نشاطاتها لعدم الحصول على ترخيص.

اقرأ أيضا : وفاة الحامد تعيد أوضاع معتقلي السعودية للواجهة بظل كورونا

اعتقل الحامد للمرة السادسة عام 2013 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، وإكمال ما بقي من الحكم السابق في قضية "الإصلاحيين الثلاثة"، ليكون المجموع إحدى عشرة سنة، ومنعه من السفر خمس سنوات أخرى.

وبحسب منظمة القسط لحقوق الإنسان السعودية (غير حكومية تعمل بالخارج)، فقد عانى الحامد في أيامه الأخيرة الإهمال الصحي ووضعه بأسوأ العنابر في السجن، الأمر الذي سبب له جلطة في المخ لعدم تحمله الظروف المحيطة بسبب كبر سنه، مما أدى إلى وفاته بعد إصابته بجلطة دماغية.

وكان الصحفي جمال خاشقجي قد تحدث في مقابلة تلفزيونية قبل اغتياله عن "الحركة الدستورية" التي كان الحامد ضمنها، وقال إنها كانت "حركة متقدمة"، داعيا السعوديين إلى القراءة عن ما وصفه بـ"الإبداع الدستوري" الذي أسسه الحامد.

وسبق أن كشف المعارض السعودي يحيى عسيري، العام الماضي، عن محادثة سابقة بينه وبين الكاتب جمال خاشقجي، ذكر له الأخير خلالها مساعيه إلى ترشيح المعتقل عبد الله الحامد لجائزة "نوبل".