هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسببت أسماء وزراء حكومة مصطفى الكاظمي، التي تسربت إلى وسائل
الإعلام، بإرباك شديد في المشهد السياسي العراقي، ولا سيما أنها شكّلت صدمة لمعظم
القوى والأحزاب المؤيدة لتكليفه بتشكيل الحكومة.
وتداولت وسائل إعلام عراقية، خلال اليومين الماضيين، أكثر من قائمة
تضمنت أسماء شخصيات عراقية، وقالت إنها مرشحة للمناصب الوزارية في حكومة رئيس
الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي.
"فاجأ الجميع"
وكشفت مصادر سياسية لـ"عربي21"، طالبة عدم كشف هويتها، أن "رئيس
الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة مصطفى الكاظمي، باغت القوى السياسية بأسماء
وزارته التي تسربت إلى وسائل الإعلام".
وأضافت المصادر أن "الأسماء جرى التعديل عليها بنسبة كبيرة، لأن
ما تسرب قائمتان، حيث جرى التعديل على الأولى ورفعت منها عدد من الشخصيات واستبدلت
أخرى، ثم سربت مرة أخرى إلى الإعلام، وأيضا رفضتها القوى السياسية الشيعية والسنية
أيضا".
المصادر لفتت إلى أن الكاظمي فاجأ الجميع بالأسماء التي رشحها
للوزارات، والبعض من القوى السياسية وصف التشكيلة الحكومية بأنها ليس لها هوية
محددة تسمى بها، فلا هي من المستقلين أو التكنوقراط، ولا هي من الأحزاب والكتل
البرلمانية.
ونوهت إلى أن الكاظمي تمارس عليه ضغوط شديدة للتراجع عن هذه التشكيلة
الحكومية، لأنه حتى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وضعه حرج من مما طرحه رئيس
الوزراء المكلف، ولا سيما ما يخص تمثيل تحالف القوى (أكبر ممثل للسنة في البرلمان)
الذي يترأسه الحلبوسي نفسه".
وأكدت المصادر أن "القوى السياسية الشيعية اتفقت مع الكاظمي في
اجتماعها، مساء الجمعة، على تعديل قائمة التشكيلة الوزارية التي جرى تسريبها إلى
وسائل الإعلام".
"خلل بالتفاوض"
من جهته، أبدى النائب كاظم الشمري عن ائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي
السابق إياد علاوي، تحفظه على طريقة الحوار والنقاش مع القوى السياسية، التي
يديرها الكاظمي لتشكيل الحكومة.
وأوضح الشمري لـ"عربي21" أن "الكاظمي لم يشكل حتى
اللحظة فريقا تفاوضيا للتفاهم من الكتل السياسية، وأنه باغت جميع القوى، ولا سيما
الشيعية عندما عرض عليهم التشكيلة الوزارية المسربة للإعلام".
وعزا النائب سبب ذلك إلى أن "معظم الأسماء المعلنة لم تناقش حتى
داخل كتلها السياسية، وإنما جرى تشريحها بشكل شخصي، فلذلك فاجأ الكتل السياسية
بعرضها، والكثير منها متحفظ عليها".
وقال: "نحن اطلعنا على الأسماء من خلال وسائل الإعلام"، لافتا
إلى أنه "كان يفترض بالكاظمي أن يعقد اجتماعات مغلقة مع اللجان المفاوضة
للكتل السياسية، ويعرض عليهم الأسماء ويستطلع آراءهم".
وشدد الشمري، قائلا: "لا يحق للكاظمي أن يطلع المكون الشيعي فقط
علي أسماء التشكيلة الحكومية، وكأن الشيعة يتحدثون بالنيابة عن باقي الكتل
السياسية".
وأردف: "ليس من مسؤولية
المكون الشيعي البت في التشكيلة الحكومية، وإنما مسؤوليتها كونها الكتلة الأكبر أن
ترشح رئيس الوزراء".
ورأى النائب أن "طريقة الكاظمي بعرض الأسماء الوزارية على القوى
الشيعية، وعد اطلاع الآخرين بأنه خلل، ولا يمكن القبول به، لأنه لا يجوز قطعا
اختزال القوى السياسية على المكون الشيعي".
وأكد الشمري أن المطلوب من الكاظمي هو "عقد اجتماعات مع الكتل
السياسية واطلاعهم على الأسماء، وحتى الآن لم يتواصل معنا، لأنه المسؤول عن تمرير
كابينته الوزارية، يفترض أن يطرق الأبواب ويعرض ما لديه".
اقرأ أيضا: عقبات تواجه الكاظمي في تشكل حكومة العراق وتؤخر إعلانها
"تبدل المواقف"
وبخصوص موقف القوى السياسية الشيعية واجتماعها، الجمعة، مع الكاظمي، قال
الشمري: "الاجتماع جاء حتى يسمع الكاظمي منهم رأيهم بالتشكيلة الحكومية التي
عرضها عليهم قبل يومين، وتسربت إلى وسائل الإعلام".
وأعرب الشمري عن اعتقاده بأن "50 بالمئة من الأسماء التي عرضها
الكاظمي، سيجري استبدالها، لأنها لم تلق ترحيبا من القوى السياسية، ولا سيما
التابعة للمكون الشيعي".
وأكد النائب أن "هناك موقفا جديدا من تحالف الفتح بزعامة هادي
العامري، وائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي، ضد الكاظمي، وهناك تلويح بسحب
التأييد عنه إذا استمر بطريقته هذه في تشكيل الحكومة".
وتضمنت الأسماء التي رشحها الكاظمي ضمن تشكيلته الحكومية، شخصيات سبق
لها أن تقلدت مناصب وزارية، وعلى رأسها وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم،
ووزير العمل محمد شياع السوداني، ووزير الزراعة فلاح حسن زيدان، ووزيرا الصحة
والمالية الحاليين، جعفر علاوي، وفؤاد حسين.
وعلى إثر ذلك، انتقد تحالف
"سائرون" بزعامة مقتدى الصدر قائمة المرشحين للتشكيلة الوزارية التي
طرحها الكاظمي، واعتبر أنه لم يتبع آلية واضحة في اختيار الأسماء المرشحة، بل جاءت
نتيجة ضغوط حزبية مورست عليه.
وقال النائب عن التحالف بدر الزيادي
لوكالة الأنباء العراقية، إن "التشكيلة المقترحة يصعب تمريرها داخل البرلمان"،
مشددا على ضرورة "اختيار شخصيات ذات كفاءة، وقادرة على التعامل مع الظروف
الصعبة التي يمر بها العراق".
وفي السياق ذاته، قال رئيس كتلة
"الفتح" النيابية محمد الغبان في تغريدة على حسابه في
"تويتر"، إن "الكابينة المقترحة التي قدمها الرئيس المكلف غير مكتملة،
وأن الكتل السياسية المجتمعة تقيّم المنهج وآلية الترشيح التي اعتمدها الكاظمي، وتدرس
أسماء المرشحين الذين تم تسميتهم لبعض الوزارات".
الكابينة المقترحة التي قدمها الرئيس المكلف اليوم غير مكتملة، والكتل السياسية المجتمعة تقيم المنهج وآلية الترشيح التي اعتمدها رئيس الوزراء المكلف، وتدرس أسماء المرشحين الذين تم تسميتهم لبعض الوزارات وفق المعايير والمواصفات التي تم الاتفاق عليها
— محمد الغبان (@mrghabban) April 22, 2020