هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "دوائر صنع القرار الإسرائيلي تقوم بعملية قياس للآثار الاستراتيجية لأزمة فيروس كورونا، وذلك بفعل غياب الرؤية الواضحة بشأن التوترات مع الدول المجاورة.
وفي هذا الإطار، أضاف بن كاسبيت في مقال أوردته صحيفة "المونيتور" وترجمته "عربي21" أن جهاز جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" كلف فريقًا خاصًا بتحديث التقييم المخابراتي المقدم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصناع القرار الآخرين".
وذكر بن كاسبيت أنه "مع بروز أزمة كورونا التي أرسلت موجات صدمة في الشرق الأوسط، فإن التقييم الاستخباري السنوي الإسرائيلي يحلل التهديدات الاستراتيجية، ويتنبأ بها، خاصة تلك التي تواجه إسرائيل على جميع الجبهات، ومع انتشار الوباء بأنحاء المنطقة، فمن الواضح أن الأزمة لم تعد فقط صحية وطبيعية اجتماعية اقتصادية، بل امتدت لساحة الدفاع العسكري".
وأكد مقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وله عمود يومي في الصحافة الإسرائيلية، أن "إسرائيل هي الوحيدة في العالم التي تلعب فيها أجهزة الأمن والاستخبارات دوراً هاماً في الجهود المبذولة للقضاء على الفيروس، حيث يرأس رئيس الموساد يوسي كوهين فريقًا متعدد الوكالات ينسق جهود الاستحواذ في حالات الطوارئ لأجهزة التنفس والمسحات ومعدات الحماية والمزيد في جميع أنحاء العالم".
اقرأ أيضا: هآرتس: وحدة سرية بالجيش منعت عصيانا مدنيا بسبب كورونا
وكشف النقاب أن مركز "شيفا" الطبي الإسرائيلي، ويعد أكبر منشأة في الشرق الأوسط، لتجميع ومراجعة المعلومات حول الفيروس، ويعمل 400 خبير ومحلل استخباراتي في الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة تحت قيادة الفرع التكنولوجي في مديرية المخابرات، يدرسون المعلومات المتدفقة والخبرة التراكمية المجمعة حول العالم، يحللونها ويدمجونها ويترجمونها لأوراق استراتيجية تخدم صانعي القرار".
وأوضح أنه تم حشد أكثر الوحدات المرموقة في الاستخبارات الاسرائيلية بأقصى طاقتها للقيام بمهام إضافية، وتعبئة قوة الكوماندوز النخبة "سييرت متكال" لجهود اختبار الفيروسات في إسرائيل، مع الاستفادة من مهاراتها ومرونتها في تنفيذ المهام غير العادية، وتم وضع وحدة استخبارات الإشارة 8200 للمساعدة بمراقبة عشرات الآلاف من الاختبارات الأسبوعية.
وأضاف أنه "في الوقت نفسه، تواصل الاستخبارات الإسرائيلية مهامها الروتينية في جمع المعلومات الأمنية، مسترشدة بافتراض أن أزمة الفيروس ستستمر حتى 2021، بغرض بحث الآثار القصيرة والمتوسطة المدى للأزمة على الملف الاستراتيجي لإسرائيل، وعلى التهديدات التي تواجهها، وتحديد أعدائها، حيث يعمل فريق الاستخبارات العسكرية على تحديد هذه العوامل".
اقرأ أيضا: MEE: لماذا أقحم نتنياهو الموساد في حرب كورونا؟
ونقل عن أوساط إسرائيلية قولها، إن رئيس الموساد قدّر عدد المصابين في لبنان والعراق وسوريا وإيران بأكبر بكثير من التقارير السابقة، وأن التقارير الرسمية مزيفة، والضرر الحقيقي أكبر من الأرقام المنشورة، ويحاول محللو الاستخبارات العسكرية فهم كيف يمكن أن يؤثر كل ذلك على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل".
وأشار إلى أن "جهاز الاستخبارات الإسرائيلية يدرس ثلاثة سيناريوهات لتبعات الفيروس على إسرائيل: الأول يتنبأ بأن الوباء لن يؤثر على القوى المصنفة ضد إسرائيل، والثاني يتوقع أن يكون للمرض تأثير مروع، ويخفض مستوى التهديد، ويقلل من الاستثمار في محاربة إسرائيل لفترة، والثالث يتوقع العكس أنه بدلاً من التأثير المهدئ على أعداء إسرائيل، فإن الوباء سيؤثر عليهم".
وختم بالقول أنه "وفقًا للعديد من مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، فلا يزال المرض في هذه المرحلة له تأثير مهدئ على الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، وفي الوقت ذاته لا تتوهم فروع المخابرات في الجيش الإسرائيلي بالاعتقاد أن هذا الوباء سينهي الصراع في الشرق الأوسط، لكنه قد يؤثر على وتيرة تصعيده، ومستوى اللهب، وهو ما تحاول إسرائيل قياسه من خلال المنظومة الأمنية وأدواتها الاستخبارية".