هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"
إن صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، جاريد كوشنر، أوكل عددا من المهام لشباب مقربين
منه لسد النقص في الأجهزة الطبية بسبب تفشي كورونا في البلاد.
وأشارت إلى أن أحد الأطباء في ساوث
كارولينا أرسل إلى وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية للإبلاغ عن نقص وحاجة ماسة في معدات
الوقاية من كورونا، وعرض المساعدة، لكن العرض تم نقله لعدد من المتطوعين جندهم
كوشنر رغم عدم وجود خبرة لديهم في هذا المجال.
وحصلت الصحيفة على قائمة تكشف عن
العملية، لافتة إلى أن الأسماء كلها لمقربين من ترامب ومشاركين في حملاته.
وتابعت: "كان من المتوقع قيام
المتطوعين بتطبيق طرقهم وخبراتهم في عقد الصفقات لاختيار الشركات الأفضل لكن
المسؤولين اعترفوا بأنهم وجدوا صعوبة في تحديد الأفضل".
وانتهت إحدى المقترحات بكارثة حيث عرض
مهندس في سيليكون فالي توفير ألف جهاز تنفس، وعرض عليه عقدا بـ69 مليون دولار، إلا
أنه لم يوفر أي جهاز، ويحاول المسؤولون الآن استعادة المال.
وتضيف الصحيفة أن بعض المقربين من
ترامب طلبوا معاملة خاصة من وكالة الطوارئ. فقد واصلت جينين بيرو المذيعة في فوكس
نيوز، والمؤيدة لترامب الاتصال مع الوكالة حتى تم إرسال 100 ألف قناع لمستشفى
اختارته بنفسها.
وتابعت: "ضغط الدكتور ألبرتو
هازوري، أحد زوار منتجع ترامب من أجل شراء معدات من شريك له".
وختمت بأن الجهود كلها أسفرت عن نتائج
ضعيفة، وتضييع للوقت، وعدم تقديم أي معلومة مفيدة.
ولم يسبق قط أن انتخب كوشنر في أي
عملية اقتراع، وهو لا يملك أي تدريب طبي أو خبرة في إدارة الأزمات، لكنه في خط
الدفاع الأول في الولايات المتحدة أمام تفشي فيروس كورونا المستجد.
وظهر كوشنر البالغ من العمر 39 عاماً
الذي يعمل أيضا مستشاراً لدونالد ترامب، بشكل مفاجئ في قاعة المؤتمرات الصحافية في
البيت الأبيض، تأكيداً لدوره في الخلية التي أنشئت في سبيل إدارة أكبر قوة في
العالم لأسوأ أزمات تاريخها.
ورغم تأكيده أن دوره هو مساندة نائب
الرئيس مايك بنس الذي يدير خلية الأزمة، لكن المستشار الشاب تحدّث بثقة، بل
بعنجهية الواثق من مدى القوة التي يملكها كما يقول منتقدوه.
مع دعوته لوصف مهمته بشكل واضح، قدّم
كوشنر نفسه على أنه الباحث عن الحلول الخلاقة بمواجهة الفيروس الذي زرع الخوف في
كافة أنحاء الولايات المتحدة.
ولخص دوره قائلاً: "تأكدوا أننا
سنكون قادرين على التفكير بحلول مبتكرة، وتأكدوا أننا سنطلب مساعدة أهم العقول في
البلاد، وسوف نستخدم أفضل الأفكار".
وكما جرت عليه العادة، نجح جاريد كوشنر
في استغلال اللحظة المناسبة.
موقع مميز
ليست هذه المرة الأولى التي يضع فيها كوشنر
نفسه تحت الأضواء في ظلّ أزمة حساسة.
أواخر كانون الثاني/يناير، كشف عن خطته
للسلام في الشرق الأوسط التي كان يعمل عليها منذ الانتخاب المفاجئ لوالد زوجته
رئيساً للولايات المتحدة.
والوثيقة التي تعطي إسرائيل الكثير من
التنازلات، رفضت بشكل كبير من جانب السلطات الفلسطينية، وبقيت بطبيعة الحال حبراً
على ورق.
لكن تلك التجربة أثبتت الدور الكبير الذي يلعبه
هذا الوريث الشاب من نيويورك داخل السلطة التنفيذية الأميركية.
وفي وقت يصطدم فيه حكام الولايات
ودونالد ترامب حيال توزيع مهام توفير المعدات الطبية، خصوصاً أجهزة التنفس
الاصطناعي، يتعهد كوشنر بتنظيم الأمور و"النجاح" بذلك.
مكرراً حجج والد زوجته الذي يعتبر أن
أوجه القصور الرئيسية في معالجة الأزمة هي من مسؤولية الولايات وليست مسؤولية
واشنطن، أكد كوشنر أن الولايات لا تملك حقاً تلقائياً بتلقي المساعدة.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: جاريد كوشنر سيتسبب بقتلنا جميعا
وقال: "فكرة المخزون الاتحادي (من
المعدات الطبية) هي أن يكون هذا المخزون لنا"، مضيفاً: "ليس هذا مخزوناً
للولايات تستطيع استخدامه كما تشاء".
وفي موقف أثار العديد من ردود الأفعال
الساخرة والغاضبة في وقت تثير فيه مقاربة دونالد ترامب لمواجهة الأزمة الانتقادات،
شدد كوشنر على أن أوقات الأزمة هذه تسهم في كشف جوهر المسؤولين المنتخبين بشكل لا
يرحم.
وقال: "ما يدركه العديد من
الناخبين اليوم، هو أنه حين يصوتون لرئيس بلدية أو حاكم أو رئيس، عليهم التفكير
بشأن ما إذا كان سيكون كفؤاً في وقت الأزمة".