هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذي هيل" المتخصص في نشر أخبار أروقة صنع القرار في واشنطن، مقالا للخبير بشؤون النفط والخليج بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، يتساءل فيه عن ما إذا كان قرار سحب قوات وقدرات عسكرية من السعودية محاولة من إدارة الرئيس دونالد ترامب للي ذراع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أو إعادةالتذكير "بمن هو السيد في اللعبة".
وأشار الكاتب إلى تقرير وكالة "رويترز" للأنباء في 30 نيسان/إبريل الذي كشفت فيه عن تهديد ترامب لابن سلمان ومطالبته السعودية بالتوقف عن زيادة مستويات إنتاج النفط، وهي الخطوة التي أدت لانهيار أسعار الخام العالمية.
وجاء في التهديد: "خفّض إنتاج النفط وإلا فستخسر الدعم العسكري".
وبحسب الكاتب، فقد جاء تطبيق ذلك سريعا، إذ كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس عن سحب البنتاغون لبطاريات باتريوت من السعودية بالإضافة لمقاتلات من طراز "أف-15" أرسلت إلى المملكة بعد الهجوم الذي تعرضت له منشآت نفطية العام الماضي.
وبدأت حرب أسعار النفط في بداية آذار/مارس عندما قرر محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلد رفع مستويات الإنتاج بشكل قاد عمليا إلى انهيار أسعار النفط.
وتزامنت "الحرب" مع بطء النمو الاقتصادي بسبب انتشار فيروس كورونا. ولكن ترامب كان قلقا على صناعة النفط الصخري الأمريكية، وحاول التأكيد أنه يتحرك على عدة مجالات في الشرق الأوسط وأماكن أخرى لضبط الموقف.
ويذكّر هندرسون بأن ترامب قال في إحدى تصريحاته: "من الناحية العسكرية حققنا مكاسب في كل أنحاء العالم وهذا لا علاقة له بالسعودية".
ويعقب الكاتب بالقول إن الضربات التي تعرضت لها منشآت النفط السعودية كانت دقيقة بطريقة أدهشت العالم، وكانت دقتها سببا في تجنب أمريكا والسعودية تحميل إيران المسؤولية مباشرة.
اقرأ أيضا: "ذي سبيكتاتور": حلف النفط السعودي الأمريكي يبدو قد انتهى
وكان رد الولايات المتحدة هو إرسال نظام باتريوت وسربين من أف-15 وثلاثة آلاف من الجنود الأمريكيين الذين تم نشرهم في قاعدة الأمير سلطان الجوية، جنوب الرياض.
وللمفارقة، بحسب الكاتب، فإن تلك هي القاعدة الجوية نفسها التي طلبت المملكة من واشنطن إخلاءها بعد هجمات أيلول/سبتبر 2001، عندما كانت الرياض تحاول إسكات المشاعر المعادية لأمريكا في السعودية.
وحدثت الكثير من التطورات منذ الخريف الماضي، ولكن من الجيد تذكر ما قاله الرئيس ترامب في تشرين الأول/أكتوبر، بأن السعودية وافقت على دفع كلفة نشر القوات الأمريكية في صفقة "لم تستغرق سوى ثواني" كما قال.
وبحلول كانون الثاني/يناير قال مسؤولون أمريكيون إن السعودية دفعت 500 مليون دولار.
ومن الناحية الاستراتيجية فإن المبرر وراء القرار الأخير هو أن التهديد الإيراني تم احتواؤه وأن بطاريات باتريوت بحاجة لصيانة فيما يحتاج الجنود لفترة راحة بعد أشهر في الصحراء.
لكن هذا القرار قد يكون مخاطرة، ففي الشهر الماضي لاحقت الزوارق الإيرانية البوارج الأمريكية في الخليج.
وفي آذار/مارس دعم الإيرانيون الحوثيين في اليمن في هجمات صاروخية على السعودية، ويقوم المبدأ الإيراني ضد السعودية ودول الخليج الأخرى على استمرار تغير التكتيكات، بحسب الكاتب، وهي جميعها أدلة على وجود حسابات مختلفة للانسحاب الأمريكي، غير احتواء الخطر الإيراني.