هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لجأ أطفال فلسطين إلى وسيلة غير تقليدية لمحاولة كسر روتين الحجر الصحي، الذي فرضه فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وبدأوا بتشكيل عشرات الطائرات الورقية ومن ثم إطلاقها بألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة في سماء مخيم الأمعري للاجئين وسط الضفة الغربية المحتلة.
ورسمت هذه الطائرات الورقية لوحة فنية يتنافس الأطفال
على تشكيلها، في محاولة لكسر روتين الحجر الصحي، وتتشكل هذه اللوحة الفنية مساء كل
يوم بعد انطلاق الطائرات الورقية من أسطح عشرات المنازل في مخيم الأمعري، الذي تعلو
في أرجائه ضحكات وأصوات الأطفال فرحا بتحليق طائراتهم.
ويسكن في مخيم الأمعري، الذي تبلغ مساحته نحو كيلومتر
مربع واحد، قرابة الـ9 آلاف لاجئ فلسطيني.
ويقول أحمد طمليه، مسؤول لجنة الطوارئ لمواجهة كورونا
في المخيم، للأناضول: "باتت الأطباق (الطائرات الوقية) مشهدا يوميا. يتسابق الأطفال
لإطلاق طائراتهم في سماء المخيم".
ويضيف طمليه: "يحاول الأطفال الترفيه عن أنفسهم
وسد أوقات فراغهم الطويلة الناجمة عن الحجر الصحي بفعل انتشار كورونا".
اقرأ أيضا: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب الخليل
ويتابع: "تخلق هذه الطائرات أجواء جميلة داخل المخيم،
الأطفال يتحدثون بسعادة غامرة مع بعضهم عن بعد من على أسطح المنازل، ويتسابقون من تحلق
طائرته أبعد".
ويفتقر مخيم الأمعري مثل معظم المخيمات الفلسطينية، إلى
الساحات والملاعب وأماكن الترفيه، لذلك لم يجد الأطفال سوى أسطح منازلهم مكانا مناسبا
للعب وإطلاق الطائرات الورقية.
صانع الطائرات الورقية محمد أبو عودة، يقول للأناضول،
إن معظم الأطفال في المخيم اشتروا منه طائرات على خلاف الأعوام الماضية، التي كان يبيع
خلالها أعدادا قليلة.
لا يوجد ملاعب
ويضيف أبو عودة: "الناس تقضي معظم أوقاتها داخل
المنازل، وهناك وقت فراغ كبير، لذلك باتت الطائرات الورقية وسيلة للترفيه عن الأطفال".
ويبيع الشاب الفلسطيني طائراته التي يصنعها بأشكال وألوان
مختلفة، بنحو 5 دولارات.
وفيما كان ممسكا بخيط يتحكم من خلاله بطائرته الورقية
التي تحلق في السماء، يقول الطفل إبراهيم رياض (13 عاما) للأناضول: "لا يوجد لدينا
ملاعب بالمخيم والمدرسة تعطلت. الشيء الوحيد الذي يرفه عنا هو الطائرات الورقية".
ويضيف رياض: "يوميا أمضي ما يزيد على الساعتين باللعب
في الطائرة".
ولا يقتصر اللعب بالطائرات على الأطفال، فالشاب إبراهيم
محمد (30 عاما) يمضي نحو 3 ساعات يوميا في مشاركة أطفاله ومساعدتهم على إطلاق طائراتهم
والتحكم بها.
ويقول محمد للأناضول: "صناعة الطائرات الورقية واللعب
بها هوايتي منذ كنت طفلا، واليوم أحاول كسر الروتين الممل لدى أطفالي بمشاركتهم اللعب".
"تغمر
الأطفال سعادة كبيرة خلال رؤيتهم الطائرات الملونة تحلق في السماء. إنها الوسيلة الأمثل
للترفيه عنهم"، يضيف الشاب الفلسطيني.
وحتى الثلاثاء، سجلت فلسطين 375 إصابة بالفيروس، فيها حالتا وفاة، فيما تعافى 301، بحسب بيانات وزارة الصحة.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية منذ مطلع آذار/ مارس الماضي،
حالة طوارئ شملت فرض حظر تجوال ليلي وعزل المحافظات عن بعضها وإغلاق المساجد والكنائس
والمدارس والجامعات، ضمن تدابير منع تفشي كورونا.