ما زال وكلاء المشروع الصهيو-خليجي زعماء وقيادات ونخب وقطعان الثورات المضادة والانقلابات العسكرية في بلدان الربيع العربي، يعملون ليل نهار على ترويض شعوب المنطقة بقبول الكيان الصهيوني كجزء ا?ساسي في الجسد العربي والمنطقة، واعتباره صديقا وحليفا في محاربة الا?رهاب وشريكا في التنمية، بالتوازي مع تشويه متعمد لكل رموز مقاومة المحتل الغاصب، منذ ا?يام الغزو التتاري لبلاد العرب والمسلمين (الإمام ابن تيمية نموذجا)، حتى وقتنا الحالي بتشويه فصائل المقاومة، وكذلك الاستمرار بتشويه رموز المعارضة الا?سلامية والمدنية ضد المستبد الفاسد في
مصر ودول
الخليج.. ووضعها عن عمد في سلة واحدة مع المعارضة المسلحة والعنيفة والا?رهاب.
جاءت غالبية الدراما العربية في مصر والسعودية والكويت والإمارات والبحرين تحمل وبوضوح الترويج للتطبيع والتقطيع..
التطبيع مع الصهاينة والتقطيع في لحم المقاومة والمعارضة، من فصائل فلسطين حتى إخوان مصر، ومن بطل وفارس مقاومة المحتل الغاصب التتار، الإمام ابن تيمية، مرورا بشهيد مقاومة الصهاينة الشيخ ا?حمد ياسين، ا?لى فارس وا?ديب معارضة المستبد الفاسد، الشهيد سيد قطب، وهكذا.
حالة من السعار الدرامي والهوس النفسي والعقلي، على الشاشات العربية، محاطة بالابهار الفني والتقني. فالمليارات تنفق دون حساب أو رقابة.. حالة من السعار أضرت بالمحتوى الدرامي المليء بالا?خطاء
التاريخية والمعلوماتية، وكا?نها تحولت ا?لى بيانات عسكرية وشرطية وا?حكام قضائية من النوع سابق التجهيز.
ورغم كل هذا الجهد الذي يبذل والمليارات التي تنفق، ا?لا ان الا?جهزة المخابراتية التي تدير الدراما العربية، وانطلاقا من تاريخ الا?خفاق والفشل التي تعيشه منذ ستينيات القرن الماضي، لم يقنعها عرض
المسلسلات فقط، فأدخلت البرامج ومقدمي البرامج والضيوف والمشجعين على الخط لاستكمال التغطية حتى لا يفلت منهم المشاهد.
المدهش للبعض، والمتوقع عندي، أن الشريحة غير المسيسة وهي بالملايين، والتي ما زالت لم تتخل عن بقية عقل وضمير، راحت تبحث في ا?مهات الكتب عن حقيقة شخصية الإمام ابن تيمية والشيخ ا?حمد ياسين وسيد قطب، والنتيجة معلومة عندي سلفا، با?نهم سيحتقرون نظم الثورات المضادة ويعظمون ويوقرون الا?ئمة والدعاة.
متوقع عندي لأنه متكرر ومجرب، منذ أيام التتار الذين احتلوا البلاد وقهروا العباد، جاو?وا ليدمروا الدين ثم دخلوا في دين الله أفواجا. حتى ا?حداث أيلول/ سبتمبر 2001 على أثرها دخل مئات الا?لاف في الإسلام، حتى في حرب تحرير الكويت سنة 1990 جاء مئات الا?لاف من الجنود الا?مريكان وا?سلم منهم الكثير. ا?يضا عندما حاول أحدهم حرق المصحف علنا في ميدان عام وكان سببا في ا?سلام عدة مئات (يريدون ليطفئوا نور الله با?فواههم والله متم نوره).
الخلاصة، الصراع كان وما زال وسيستمر على عقول وقلوب ونفوس شعوب المنطقة.. على العقول بالشبهات وتزييف التاريخ وسير القادة والعلماء، وعلى القلوب بالشهوات التي ملا?ت الفضاءات والفضايئات، وعلى النفوس بالا?حباط ورفع الرايات. لكن يبقى الرهان على قاطرة التغيير وذاكرة الشعوب من النخبة الوطنية المتمثلة في المعارضة لكل استبداد وفساد، بنشر الوعي وتصحيح المفاهيم وتدقيق المعلومات ودحض الا?باطيل وبث الا?مل.
حفظك الله يا مصر..