هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب البريطاني "جوناثان فريدلاند"، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، إن جائحة فيروس كورونا المستجد العالمية منحت من وصفهم بـ"المستبدين والطغاة والمتعصبين" ما يريدونه تماما: "الخوف وغطاء الظلام".
واعتبر الكاتب أن الجائحة "سمحت للأقوياء والطغاة بالإفلات من العقاب عن القتل والفوضى بينما ننظر نحن في اتجاه آخر".
ويشير الكاتب إلى العديد من الأمثلة على انتهاز عدة أطراف للظروف التي هيأتها الجائحة على مستوى العالم، سواء للإفلات من العقاب أو المضي في ممارساتها.
ويقول: "شاهد الأدلة الناشئة على أن بشار الأسد في دمشق وشي جينبينغ في بكين يسمحان للمرض بإحداث دمار بين تلك الجماعات التي لا يعتبرها حكامهم بشرا، ولا تستحق حياتهم الحماية الأساسية. فالأسد يتعمد ترك السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أكثر عرضة للوباء، بحسب ويل تودمان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية".
وينقل الكاتب عن "تودمان" قوله إن "كوفيد- 19 أعطى الأسد فرصة جديدة لاستغلال المعاناة".
اقرأ أيضا: الغارديان: يجب أن لا يؤثر "كورونا" على حرية التعبير
وفي ما يتعلق بالصين، يقول جوناثان إنها "تواصل احتجاز مليون مسلم من الأويغور في معسكرات الاعتقال، حيث أضيفت إلى الظروف اللاإنسانية التي يعيشونها مخاوف كورونا".
ويزعم الكاتب أن تلك المعسكرات "ضيقة وتفتقر إلى الصرف الصحي الملائم ولديها مرافق طبية ضعيفة"، وهي الظروف الأكثر ملاءمة لانتشار الفيروس.
وأكثر من ذلك، فإن مسلمي الأويغور يجبرون على العمل كعمال بدلاء لغير المسلمين المسموح لهم بالبقاء في المنزل وحماية أنفسهم، بحسب "جوناثان"، وهو ما "يعكس كيف تنظر جمهورية الصين إليهم على أنهم ليسوا سوى سلع يمكن التخلص منها".
ويشير جوناثان إلى أن هناك من يستغل "الفرصة" لتوسيع سلطاته، ويقول: "في مكان آخر، أعطى الوباء للديكتاتوريين المحتملين ذريعة للاستيلاء على المزيد من السلطة".
ومن الأمثلة على ذلك، بحسبه، إقناع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان برلمان بلاده بمنحه سلطات أكبر، بحجة الحاجة إلى القدرة على إصدار قرارات طارئة في إطار مكافحة المرض.
ويوضح جوناثان: "ولكن، لم يتم تحديد تلك السلطات زمنيا، وسوف تظل بيده حتى بعد انتهاء التهديد"، وهي تشمل الحق في اعتقال الذين "ينشرون معلومات كاذبة".