بات
الدوري الألماني لكرة القدم، السبت الماضي، أول بطولة أوروبية محلية كبرى، تستأنف نشاطها منذ تعليق النشاطات الرياضية بشكل شبه كامل في مارس بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
وبحسب "أ ف ب" فإن الفارق بين بايرن ميونخ وغريمه ومطارده المباشر بوروسيا
دورتموند بقي أربع نقاط، بعد فوزهما على أونيون برلين (2-صفر)، وشالكه (4-صفر) تواليا، ضمن المرحلة السادسة والعشرين التي أقيمت جميع مبارياتها خلف أبواب موصدة.
وعادت الحركة إلى الملاعب الألمانية، حتى ولو غاب عنها صخب المشجعين، بعد أكثر من شهرين على تعليق منافسات
كرة القدم، بسبب "كوفيد-19"، وسط إجراءات صحية صارمة مفروضة من قبل الحكومة.
وتفرض الإجراءات الصحية، فحص اللاعبين بشكل دوري، ومنعهم من العناق أو الاحتكاك فيما بينهم عند الاحتفال بتسجيل الأهداف. وإلزام أعضاء الطاقم التقني واللاعبين الموجودين على دكة البدلاء بوضع الكمامات الطبية.
وبالفعل فقد تحولت احتفالات اللاعبين المعهودة سابقا عند تسجيل الأهداف، لتفادي الاحتكاك بأداء الرقصات أو ضرب الكوع بالكوع.
واستخلصت "فرانس برس" خمسة أشياء من تجربة الاستئناف الألمانية، هي:
"إدارة سهلة للحكام"
أصبح الحكام أكثر سيطرة على المباريات، مع إقامتها أمام مدرجات فارغة، وعدم وجود الضوضاء الصادرة عن المشجعين.
وقال غيدو فينكمان، حكم مباراة كولن وماينتس (2-2) الأحد: "لم يعد اللاعبون يندفعون على الفور نحو الحكم في حال اتخاذ قرار مثير للجدل - لا يشكلون مجموعات للاحتجاج".
وأضاف: "ربما الانفعالات أقل لأنه لا يوجد مشجعون".
واعتبر لوتز فروهليخ، رئيس لجنة حكام البوندسليغا، أن هناك "قبولا أكبر عندما يتخذ الحكام قراراتهم".
ورأى فروهليخ البالغ من العمر 62 عاما أن اللاعبين يميلون إلى التركيز أكثر "على مهامهم في المباراة" بدلا من الاحتجاج على قرارات الحكام.
"لا امتياز لفريق على أرضه"
بدون وجود جماهير شغوفة خلف الفريق المحلي، وحده دورتموند حقق الفوز على أرضه من ضمن المباريات التسع التي أقيمت يومي السبت والأحد، بعد أن حسم "دربي الرور" لصالحه برباعية نظيفة.
وقال يوليان ناغلسمان بعد تعادل فريقه لايبزيغ 1-1 على أرضه مع فرايبورغ السبت: "لم تعد هناك أي ميزة بأن تلعب على أرضك".
وتابع: "بالطبع، كمستضيف لديك عوامل الأرض وما إلى ذلك، لكن في ظل غياب المشجعين، فإن ميزة المباريات على أرضك باتت معدومة".
"اللعب بالكرة لمدة أطول"
وكان اللافت خلال المباريات التي أقيمت على مدار يومين، أنه تم اللعب بالكرة لمدة أطول من ذي قبل، ووفقا لقاعدة البيانات "ديلتايتر" فإن متوسط اللعب بالكرة بلغ 59 دقيقة، وبالمقابل فقد بلغ المتوسط خلال الموسم 57.05 دقيقة.
ورغم انتهاء مباراة فريقي فورتونا دوسلدورف وبادربورن اللذين يحاربان من أجل الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية، بالتعادل السلبي، فإنها كانت الأعلى نسبة في المدة التي تم فيها اللعب بالكرة، حيث بلغت 62.28 دقيقة. في المقابل كانت مباراة كولن وماينتس (2-2) الأدنى، بـ 52.23 دقيقة.
"أهداف أقل.. جري أكثر"
إحصائيا، كان هناك عدد أقل من التسديدات، 24.3 تسديدة مقارنة مع 26.8 في بقية الموسم.
وسُجل 27 هدفا في المباريات التسع، ما جعل متوسط الأهداف ثلاثة أهداف في كل مباراة، في مقابل 3.25 قبل تعليق البطولة، رغم أن اللاعبين عملوا بجد كما كان الحال قبل الاستراحة القسرية.
وتقارب عدد الركضات السريعة التي قام بها كل فريق مع العدد السابق الـ 220.1 مقابل 220.3.
وتجاوزت إحصاءات المسافة التي يقطعها الفريق خلال المباراة مع الفترة السابقة، إذا بلغ متوسط المسافة حاليا 116.4 كلم، في حين كانت 116.2 سابقا.
وركض لاعب وسط بايرن ميونخ يوشوا كيميتش خلال مباراة أونيون برلين 12.93 كلم.
"المحافظة على التباعد (الاجتماعي)"
لم تمر عطلة نهاية الأسبوع الناجحة من دون مطبات، لاسيما لدى بعض اللاعبين الذين تغافلوا عن التوصية بتجنب الاحتفال بطريقة فيها احتكاك عند تسجيل الأهداف.
وسجل مهاجم بروسيا دورتموند النرويجي الشاب إرلينغ هالاند أول هدف في البوندسليغا بعد استئناف المنافسات، في مرمى
شالكه.
وركض هالاند إلى المنطقة القريبة من راية الركنية، واحتفل وهو يرقص وحيدا وسط تصفيق زملائه.
لكن ذلك لم ينطبق على الجميع، إذ رُصد مدافع هرتا برلين البلجيكي ديدريك بوياتا وهو ممسك بوجه زميله الصربي ماركو غرويتش هامسا في أذنه ليعطيه التعليمات، في المباراة التي فاز فيها فريق العاصمة على مضيفه هوفنهايم 3-صفر، ليعتذر بوياتا لاحقا عن ما قام به قائلا: "يجب علينا بالتأكيد أن نكون حذرين الآن ونحن نلعب في هذه الظروف (...) علينا أن نتأقلم مع طريقتنا في اللعب أو الاحتفال".
ولفت روبرت كلاين، الرئيس التنفيذي للذراع الدولية لرابطة الدوري الألماني، أول أمس الاثنين، إلى أنه يجب على الأندية تذكير اللاعبين بـ"توجيهات الاحتفال ضمن معايير التباعد الاجتماعي".