هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
للسنة التاسعة على التوالي، يقضي ملايين السوريين العيد بعيدا عن ديارهم بين نازحين ولاجئين، بسبب استمرار الأزمة السورية.
ويستقبل النازحون السوريون، عيد الفطر بعيدا عن ديارهم التي غادروها، هرباً من قصف النظام السوري وحلفائه، في وقت يهددهم كذلك تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ولا يحظى العديد من النازحين بمأوى، بل يعيشون تحت سياط الفقر والغلاء، ويأتي العيد عليهم بلا إمكانية لرسم الابتسامة على وجوه أطفالهم.
ويأتي العيد هذا العام مجددا، ومئات الآلاف من الأطفال محرمون مرة أخرى من ثياب جديدة وألعاب كما يحتفل باقي أطفال المسلمين بعيدا عن الحروب والمجاعات.
اقرأ أيضا: تحذيرات من كارثة في المخيمات السورية إذا وصلها كورونا
والأسوأ حالا هم النازحون الذين لجؤوا إلى المناطق الحدودية شمالي سوريا، فإضافة إلى عدم توفر مأوى لهم سوى الخيام في أحسن الأحوال، فإن غلاء المعيشة والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، بعد انخفاض غير مسبوق في سعر الليرة مقابل الدولار الأمريكي، صعب حياتهم أكثر وجعل الفرحة بقدوم العيد غير ممكنة.
ولجأ النازحون إلى المناطق الحدودية بعد سنوات قضوها تحت قصف النظام وحلفائه في محافظتي حمص (وسط) ودرعا (جنوبا) ومنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق وريف حماة (شمالا).
"ليس للنازحين عيد"
"أبو حمود" نازح من محافظة إدلب (شمالا) منذ 9 سنوات، يقول إنه يعمل في مجال غسيل السيارات وأن ربحه اليومي لا يتجاوز 6 آلاف ليرة سورية (حوالي 4 دولارات).
ويلفت "أبو حمود" إلى أن الحياة مع هذا المبلغ القليل يزداد صعوبة مع تواصل ارتفاع الأسعار.
ويشير إلى أن "الأسعار ارتفعت من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مع اقتراب العيد"، وأن "وجبة طعام عادية واحدة باتت تكلف وسطياً 4 آلاف ليرة (دولارين ونصف)".
ويستدرك: "وإذا أرادت عائلة أكل وجبة من الدجاج، فإن ذلك سيكلّف على الأقل 15 ألف ليرة (حوالي 10 دولارات)، أما لحم الغنم فقد ارتفع من 8 آلاف (5 دولارات) للكيلو غرام إلى 12 ألف (8 دولارات)".
ويضيف قائلا: "لو عملت ليل نهار فإنني لن اتمكن من تأمين الاحتياجات الأساسية لعائلتي، فنحن نازحون وليس للنازحين عيد".
اقرأ أيضا: عقبات تواجه عودة نازحي إدلب.. هذه خريطة انتشار كورونا بسوريا
وأما "أبو فهد" من حماة، أب لـ 7 أطفال بينهم توأم، أفاد بأنهم باتوا عاجزين عن شراء ألبسة جديدة لأبنائهم، بعد أن اعتادوا في السابق قبل النزوح على شراء أكثر من بدلة للطفل في العيد، في حال اتسخت إحداها يلبس الأخرى.
ويلفت إلى أن نقوده لم تكفِ قبل فترة لشراء أحذية لتوأمه، فأجّل الأمر ليتفاجأ فيما بعد أن سعر الأحذية ارتفع 3 أضعاف.
وأما "أبو عبدو درويش"، الذي فقد زوجته وابنته في قصف للنظام، فيقول إن شهر رمضان كان صعبا عليهم بسبب الغلاء في الأسعار.
ويوضح أنه محتار بالطريقة التي سيؤمّن فيها ألبسة العيد لأطفاله الذين نجوا، مضيفا: "هذا هو حالنا في المخيم وفي كل المخيمات الأخرى".
ويختم قائلا: "أدعو الله أن يعود الجميع إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجّرهم منها نظام الأسد".