هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في محاولة منها لاحتواء تصاعد الغضب بين صفوف الأطباء
لعدم توفير الحماية لهم، قررت وزيرة الصحة والسكان المصرية، هالة زايد، فتح تحقيق
عاجل وفوري في واقعة وفاة الطبيب وليد يحيى عبدالحليم، إثر إصابته بفيروس كورونا
المستجد.
وتسببت وفاة الطبيب الشاب في أزمة حادة بين وزارة الصحة
ونقابة الأطباء المصرية، وسط انتقادات حادة للحكومة المصرية على خلفية عدم توافر
أماكن خاصة بالأطباء المصابين بفيروس كورونا لتلقي الرعاية الطبية الملائمة، مما
دفع عددا من الأطباء إلى تقديم استقالات جماعية، احتجاجا على "ضعف الخدمات
الطبية" لمرضى فيروس كورونا من الفرق الطبية العاملة في مواجهة انتشار الفيروس.
وقالت وزارة الصحة المصرية، في بيان لها، مساء الاثنين:
"وجهت الوزيرة هالة زايد بفتح تحقيق عاجل وفوري في واقعة وفاة الدكتور وليد
يحيى عبدالحليم، الذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا بمستشفى المنيرة، وذلك فور
علمها بالواقعة، مؤكدة على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال وجود أي تقصير".
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "اليوم السابع"، المُقربة
من الأجهزة الأمنية، عن مصادر مطلعة قولها إن "التحقيق الذي فتحته وزارة
الصحة، في واقعة وفاة الدكتور وليد يحيى عبدالحليم، جاء بناء على تكليف من الرئيس
عبد الفتاح السيسي للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة".
اقرأ أيضا: "نقابة الأطباء" تحذر من انهيار المنظومة الصحية بالكامل بمصر
وقالت المصادر إن "السيسي سيتابع نتائج هذا التحقيق
وما سيتوصل إليه من نتائج، في ظل اهتمامه بتنفيذ أقصى درجات الرعاية الصحية
والسلامة لجميع أعضاء الأطقم الطبية المشاركين في مكافحة فيروس كورونا"، بحسب
ما نشرته "اليوم السابع".
كما أثارت وفاة الطبيب الشاب وليد يحيى ردود فعل واسعة
على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصة وأن وفاة الطبيب، تزامنت مع إصابة
الممثلة المصرية رجاء الجداوي التي تم نقلها لإحدى مستشفيات العزل الصحي، فيما لم
يتم نقل الطبيب لتلقي الرعاية.
وتعقيبا على تزايد أعداد وفيات ومصابي كورونا من الأطباء، حذرت
نقابة الأطباء المصرية من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء، مؤكدة أن "المنظومة
الصحية قد تنهار تماما، وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال استمرار التقاعس
والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية".
وأضافت، في بيان لها، الاثنين: "للأسف الشديد
تكررت حالات تقاعس وزارة الصحة عن القيام بواجبها في حماية الأطباء، بداية من
الامتناع عن التحاليل المبكرة لاكتشاف أي إصابات بين أعضاء الطواقم الطبية، إلى
التعنت في إجراء المسحات للمخالطين منهم لحالات إيجابية، لنصل حتى إلى التقاعس في
سرعة توفير أماكن العلاج للمصابين منهم".
وأشارت إلى أن عدد الوفيات بين الأطباء "وصل إلى
تسعة عشر طبيبا كان آخرهم الطبيب الشاب/ وليد يحيى الذي عانى من ذلك حتى استشهد،
هذا بالإضافة لأكثر من ثلاثمائة وخمسين مصابا بين الأطباء فقط".
وكانت "حملة باطل سجن مصر" قد أطلقت نداء
استغاثة قالت إنه قد يكون الأخير لمنظمة الصحة العالمية، مُحذّرة من أن تفشي فيروس
كورونا المستجد في مصر، سيجعل القاهرة مدينة ووهان جديدة، مشدّدة على أن
"الشعب المصري ليس هو وحده مَن سيدفع الثمن، بل العالم كله".
ووسط تشكيك واسع من قبل مراقبين ونشطاء بمواقع التواصل
الاجتماعي، أعلنت وزارة الصحة أن "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس
كورونا حتى الاثنين بلغ 17967 حالة من ضمنهم 4900 حالة تم شفاؤها
وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و783 حالة وفاة"، وذلك بحسب الأرقام
الرسمية.