هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة رئيس برلمان "طبرق"، عقيلة صالح إلى القاهرة في هذا التوقيت ولقائه بمسؤولين في المخابرات المصرية، تساؤلات حول الأهداف التي تحمله الزيارة التي جاءت بدعوة من النظام المصري، وما إذا ستناقش معه مستقبل الجنرال العسكري، خليفة حفتر بعد تعثر هجومه على العاصمة الليبية طرابلس، والخسائر التي مني بها مؤخرا.
ومن المقرر أن يلتقي "صالح" عددا من المسؤولين المصريين على رأسهم، رئيس المخابرات العامة ومدير مكتب "السيسي" السابق، اللواء عباس كامل، لبحث عدة موضوعات ومنها المبادرة التي أطلقها رئيس البرلمان الليبي والتي تتعارض مع خطوة "حفتر" التي نصب نفسه فيها حاكما للبلاد.
بدائل عن حفتر
مراقبون للزيارة توقعوا أن تكون الزيارة بمثابة بحث عن بدائل حقيقية لحفتر، خاصة مع وجود خلافات بينه وبين صالح الذي التقى مؤخرا بقيادات عسكرية في قوات حفتر دون حضور الأخير الذي يتجاوز البرلمان ورئيسه في كل تحركاته، أو ربما تكون الزيارة لحل الخلاف وتوحيد صف معسكر الشرق الليبي، وفق تصوراتهم.
اقرأ أيضا: عقيلة يلتقي قادة بقوات حفتر.. والجيش الليبي يحرز انتصارات
ورغم أن الزيارة معلنة إلا أنه لم تصدر أية بيانات حتى اللحظة سواء من الجانب المصري أو برلمان طبرق عن أهدافها أو طبيعة المسؤولين الذين التقى بهم صالح والتي تم بعضها بشكل سري بعيدا عن الكاميرات.
لكن تحركات عقيلة صالح الأخيرة ورفضه لخطوات حفتر العسكرية ولخسائره المتتالية أثارت عدة تساؤلات حول دلالة زيارة القاهرة الآن وما تحمله من رسائل وخطوات جديدة، وهل يبحث الطرفان عن بدائل حقيقة للجنرال الليبي أم يبحثون عن تجديد دعمه؟.
رهان جديد
من جهته، أكد رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بالبرلمان المنعقد في "طرابلس"، محمد راشد أن "النظام المصري يحاول بكل جهد أن يكون له دور في رسم الخارطة السياسية لليبيا بما يخدم مصالحه، ويبذل كل طاقاته في ذلك من خلال رموز من المنطقة الشرقية المتاخمة لها".
وفي حديث لـ"عربي21" أوضح أن القاهرة بدأت بورقة حفتر بصفته عسكريا فقدمت له كل الدعم طيلة مدة السنوات الست الماضية لفرض سيطرته على الدولة الليبية ولم يفلح بذلك رغم استعمال كافة الوسائل العسكرية في الجبهات والوسائل القمعية لأي صوت يعارضه"، وفق كلامه.
وتابع: "ولما لم يفلح الحليف العسكري في السيطرة وكذلك ارتكابه الكثير من المخالفات وفقد رصيد صنعه بسياسة الأمر الواقع على المستوى الدولي والشعبي، هنا رأت مصر بإحلال عقيلة صالح بدلاً عنه لأنها تعتقد أن الوزن القبلي يلعب دورا في الشرق وكون الأخير حضر للمشهد السياسي عن طريق انتخابات ديمقراطية لأعلى مؤسسة تشريعية"، كما رأى.
وحول دلالة لقاء صالح بعباس كامل، قال راشد: "مقابلة عقيلة مع مدير المخابرات المصرية ليس لها دلالة عسكرية لأن هذا ما دأبت عليه حكومة "السيسي" في لقائها بنواب "طبرق" كون "عباس كامل" هو الذي يتولى الملف الليبي وهو المالك الحصري لكل أمور النواب في إقامتهم في "شرم الشيخ"، وفق معلوماته.
نجاح مصري بامتياز
في حين رأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أن "مصر إذا أرادت حلا سياسيا في ليبيا فإن هذا الأمر سيتحقق بأسرع مما نتصور، لكن للأسف الواقع غير ذلك، لأن الواقع يخبرنا أن مصر ترى أن استقرار ليبيا لن يكون إلا من خلال السيطرة على البلاد بقوة السلاح ظنا منها أن هذه المواصفات تنطبق على زعيم المليشيات حفتر غير أن الأمر ليس بهذه السهولة".
اقرأ أيضا: هل بدأت الدول الداعمة لحفتر البحث عن شخصية بديلة؟
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "القيادة في مصر لو أرادت الحل السياسي بعيدا عن حفتر ستنجح وبامتياز فيما فشلت فيه الأمم المتحدة فبإمكانها دعوة أطراف الاتفاق السياسي للحوار برعايتها دون تدخل من أحد وقد سبق وأن نجحت مصر في مساعيها لتوحيد المؤسسة العسكرية وتوصلت إلى مشروع تم التوافق عليه من الجميع إلا أن هذا المشروع أجهض بسبب أحلام حفتر"، وفق رأيه.
وتابع: "نتمنى أن يكون لمصر العروبة والشقيقة موقف جدي داعم للحل السياسي بعيدا عن المشروع العسكري الوهمي"، كما وصف.
فشل عسكري
الأكاديمي الليبي، مفتاح شيتوان رأى من جانبه أن "المبادرة السياسية التي أطلقها عقيلة صالح جاءت أصلا بالتنسيق مع المخابرات المصرية، وأن هدف هذه الخطوة والمبادرة هو الاستغناء واستبعاد حفتر من المشهد بعد أن تبين أخيرا للمخابرات المصرية عدم نفعه وتأكّد لهم فشله عسكريا، مضيفا: لذا الزيارة وما بها من لقاءات خاصة مع رئيس المخابرات العامة المصرية يحمل عدة دلالات سياسية وعسكرية"، وفق تصريحه لـ"عربي21".