هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصاعد الخلاف التاريخي بين أنقرة وأثينا، في الآونة الأخيرة، بسبب التحركات التركية في شرق المتوسط.
وكشفت صحيفة تركية، أن اليونان تخطط لإنشاء تحالف جديد، مع قبرص اليونانية، ومصر ولبنان، في مواجهة المشاريع التركية في شرق المتوسط، واتفاق "المنطقة الاقتصادية الخالصة" بين أنقرة وطرابلس.
وذكرت صحيفة "DUVAR"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن اليونان تخطط لعقد اتفاق "منطقة اقتصادية خالصة" مع قبرص اليونانية ومصر في شرق البحر الأبيض المتوسط، فيما ستزيد من تعاونها مع لبنان والنظام السوري.
وأشارت إلى أن حكومة "كيرياكوس ميكوتاكيس" أدرجت في جدول أعمالها قضية شرق البحر المتوسط في المحافل الدولية، وتستعد لتوسيع تحالفتها في مواجهة تركيا.
وأوضحت أن إحدى مراحل إستراتيجية أثينا الجديدة هو التحرك الدولي، وتحشيد "قوى" لديها اهتمام بشرق المتوسط، منها الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
ولفتت إلى أن اليونان، في حراكها الدولي، ستشكك بالأطروحة التركية في شرق المتوسط، خلال الأيام المقبلة.
اقرأ أيضا: اليونان تصعّد ضد مساعي تركيا التنقيب بالمتوسط
وأضافت أن إحدى مراحل الخطة اليونانية ضد تركيا في شرق المتوسط، هي خوض مفاوضات تحالف مع بلدان المنطقة.
ونقلت الصحيفة من مصادر في نيقوسيا وأثينا، أنها تسعى لتكثيف التعاون مع بلدان مجاورة بشأن التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت أن قبرص اليونانية، هي وجهة اليونان في شبكة مخططاتها في شرق المتوسط، وستعمل على تحديد المناطق الاقتصادية الخالصة بين البلدين، وتوقيع اتفاقية جديدة بينهما في أقرب وقت، وكشفت الصحيفة، أن أثينا بدأت بالفعل مشاروات مكثفة بشأن هذه المسألة مع نيقوسيا.
وأوضحت أن اليونان تسعى لاتخاذ خطوات مماثلة مع بلدان أخرى بالمنطقة، وفي هذا السياق، أدرجت أيضا على جدول أعمالها مفاوضات بشأن اتفاق آخر مع مصر التي تتطلع لذلك في ظل خلافاتها مع تركيا.
وبالإضافة لمصر، كثفت اليونان من اتصالاتها مع لبنان والنظام السوري، اللذين لهما سواحل على شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتة إلى أن الدبلوماسيين اليونانيين والقبارصة عادوا إلى دمشق في الأسابيع الماضية، وفقا للصحيفة التركية.
الخلافات بين أنقرة وأثينا، لم تكن وليدة اللحظة، بل هي تاريخية، في ظل تشكيك تركي في شرعية سيادة اليونان على الجزر في بحر إيجة وشرق المتوسط، وخاصة تلك القريبة من السواحل التركية.
وتشكل القضية القبرصية منذ عام 1974، وأزمة اللاجئين، والحدود البرية والبحرية، ومسجد "آيا صوفيا"، أهم القضايا الجوهرية في الخلافات بين أنقرة وأثينا، ولكن الأبرز وخاصة بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس، هي منطقة شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: بهذه العبارة ردت بحرية تركيا على اليونان بعد توترات بحر إيجة
وبسبب الاختلاف، في وجهات نظر وتوجهات البلدين المجاورين، على ما يبدو فإن التوتر بينهما سيزداد بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، وخاصة بعد إصرار تركيا المتزايد على التنقيب في شرق الموسط وقبالة السواحل الليبية.
وأمس الثلاثاء، نشرت وزارة الخارجية التركية، خريطة تظهر الحقول الجديدة شرقي البحر المتوسط، والتي تقدمت أنقرة بطلب للأمم المتحدة، للحصول على رخصة التنقيب عن الطاقة فيها.
وتتواصل "الاستفزازات" بين البلدين في بحر إيجة، وشرق المتوسط، بشكل مستمر، كان آخرها قيام تركيا بتدريبات في أربعة مواقع قبالة جزيرة كريت في ذكرى فتح "القسطنطينية"، وأصدرت إعلانا من بند واحد عبر النداء البحري "نافتكس"، أعطى رموزا للمواقع تحمل كلمات جملة "يا لسعادة من يقول إنني تركي".
وفي 14 أيار/ مايو قامت زوارق خفر السواحل اليونانية، بإطلاق النار بالقرب من يخت تركي في المياه الإقليمية التركية، وأجبرته على التوجه لجزيرة "كوس" اليونانية، بحجة أنه انتهك المياه الإقليمية اليونانية، فيما أدان وزير الدفاع خلوصي أكار، تصرفات اليونان التي وصفها بـ"الاستفزازية" في بحر إيجة في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أنها خطيرة للغاية، وغير قابلة للتفسير في ظل الصبر التركي.
وقبل أيام، استنكرت اليونان نية تركيا بدء عمليات تنقيب جديدة عن النفط شرق البحر المتوسط بعد تصاعد حدة التوتر في الأشهر الماضية بين البلدين، واصفة تلك المساعي بـ"الاستفزاز الجديد".
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، في بيان، إن بلاده "مستعدة للتصدي لمثل هذه الاستفزازات الجديدة إذا أقدمت تركيا على تنفيذ ذلك".
والثلاثاء، استدعت الخارجية اليونانية، سفير أنقرة لديها، براق أوزوغرغين، على خلفية تقدم شركة بترول تركية، بطلب الحصول على رخصة التنقيب في حقول إضافية بـ"المتوسط".
اقرأ أيضا: أنقرة تنشر خريطة لحقول التنقيب الجديدة شرقي المتوسط (صور)
واليوم الخميس، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن تركيا لا تعترف بأي اتفاق شرقي البحر المتوسط، طالما لم تكن طرفا فيه.
وقال تشاووش أوغلو، إن "أي اتفاق في شرق المتوسط، تركيا ليست طرفًا فيه يعد باطلًا، وفي نهاية المطاف لن تتحقق أي نتائج بغياب تركيا".
وشدد قائلا: "تركيا لن تسمح بفرض أمر الواقع، وبيّنا ذلك عبر اتخاذنا خطواتنا، إذا رغبتم بالتعاون في شرق المتوسط فعليكم التواصل معنا".