سياسة عربية

دولة جنوب السودان تنفي رسميا منح مصر قاعدة عسكرية

عضو مفاوضات دول حوض النيل سابقا أحمد المفتي أكد أن الخيار العسكري أصبح أكثر صعوبة وخطورة- جيتي
عضو مفاوضات دول حوض النيل سابقا أحمد المفتي أكد أن الخيار العسكري أصبح أكثر صعوبة وخطورة- جيتي

في ظل توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا على خلفية أزمة "سد النهضة"، نفت حكومة جنوب السودان صحة الأنباء التي ترددت بشأن إلى موافقتها على طلب القاهرة بإنشاء قاعدة عسكرية قرب حدودها مع إثيوبيا.


وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جنوب السودان، في بيان لها، الأربعاء، وصل "عربي21" نسخنة منه، إن "المعلومات التي تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن هذا الخبر لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد شيء من هذا النوع".

وأشارت إلى أنه "لم يتم التوصل إلى أي اتفاق على الإطلاق لتخصيص قطعة أرض للقاعدة العسكرية المصرية في أراضي جمهورية جنوب السودان".

وتابعت: "كلا البلدين، إثيوبيا ومصر، صديقان حميمان لجنوب السودان. لقد كانا يتعاونان في عملية تنفيذ الاتفاق المُعاد تنشيطه لحل النزاع في جمهورية جنوب السودان(R-ARCSS) ، وخاصة في الفصل الثاني الذي يتناول الترتيبات الأمنية، فضلا عن المساهمة في مواجهة جائحة كوفيد-19".

وأكدت وزارة الخارجية بجنوب السودان إلى أن "إثيوبيا تساعد أيضا في الحفاظ على السلام والأمن في منطقة أبيي من خلال قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي"، مضيفة: "هذه الادعاءات والدعاية المزيفة يشنها أعداء السلام في البلاد من أجل إساءة علاقاتنا مع دول الجوار والمنطقة بأسرها".

واختتمت بيانها بالقول إن "جنوب السودان بلد محب للسلام، وسيستمر دائما في دعم التعايش السلمي مع جيرانه والمنطقة والعالم بأسره من أجل المنفعة المتبادلة للجميع".

 

وكانت أنباء متضاربة قد أشارت إلى موافقة جنوب السودان على طلب القاهرة بإنشاء قاعدة عسكرية قرب حدود جنوب السودان مع إثيوبيا.


ففي الوقت الذي أفاد فيه موقع تلفزيون جوبا، الثلاثاء، نقلا عن مصادر عسكرية أن حكومة جنوب السودان وافقت على طلب مصري بإنشاء قاعدة عسكرية في مدينة "باجاك" بمقاطعة مايوت بولاية أعالي النيل، نفت صحيفة "ذا ناشونال كارير" الأمريكية التوصل لاتفاق مع مصر يسمح لها ببناء قاعدة عسكرية في منطقة باجاك، وذلك نقلا عن مصادر عسكرية بجنوب السودان.

ويُشكل "سد النهضة" الذي أطلقته إثيوبيا عام 2011، مصدرا لتوتر إقليمي خصوصا مع مصر التي يمدها النيل بنسبة 90% من احتياجاتها المائية.

وكانت البداية من موقع ينشر أخبارا متخصصة عن أفريقيا يصدر من باريس، يسمى "الاستخبارات الأفريقية"، إذ نشر الموقع في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أن رئيس جنوب السودان سيلفا كير يساعد القاهرة في نشر قوات لها على الأرض في بلاده على الحدود مع إثيوبيا.

وأمس الثلاثاء، أفاد موقع تلفزيون جوبا أن حكومة جنوب السودان وافقت على إنشاء قاعدة عسكرية مصرية، مؤكدا أن القاعدة سوف تستضيف 250 عنصرا من القوات العسكرية المصرية، وذلك في استعداد واضح لكل الاحتمالات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه مصر خاصة مع دخول إنشاءاته مراحلها الأخيرة.

 

اقرأ أيضا: "سد النهضة".. خبير سوداني: الخيار العسكري بات أكثر خطورة

وذكرت "صحيفة أخبار جنوب السودان" أن "حكومة جنوب السودان وقوات الدفاع الشعبي وافقا على تخصيص أرض لإخواننا المصريين الذين طلبوا قطعة أرض في شرق جنوب السودان، لوضع قوات لهم فيها"، مضيفة بأن "الموافقة جاءت بسبب مواقف مصر السابقة في مساعدة التنمية في البلاد".

ولفتت صحيفة "أخبار جنوب السودان"، نقلا عن مصدر بوزارة خارجية جنوب السودان، أن "الأرض التي حصلت عليها مصر لن تستخدم إلا لأغراض التنمية التي تعهدت مصر بتوفيرها"، مؤكدة أن "مصر كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التي وقفت بجانب جنوب السودان منذ استقلاله عام 2011 عن السودان".

وبحسب تقارير صحفية، تبعد القاعدة العسكرية المزعومة، والتي لم تبن حتى الآن على ما يبدو من صور الأقمار الصناعية، عن سد النهضة مسافة أكثر من 350 كيلو مترا في منطقة "باجاك"، وهي منطقة تمتزج فيها الغابات بالجبال ودرجة الحرارة فيها مرتفعة.

وكانت "باجاك" معقلا للمعارضة المسلحة في مقاطعة مايوت بولاية أعالي النيل، بحسب صحف جنوب سودانية.

وبشأن فرص اللجوء للخيار العسكري في أزمة سد النهضة، قال عضو مفاوضات دول حوض النيل سابقا، وخبير القانون الدولي للمياه المعروف، الدكتور أحمد المفتي: "لم يكن الخيار العسكري سهلا منذ البداية، لكن عندما يمتلئ السد بالفعل سيصبح الأمر أكثر صعوبة، وأكثر خطورة".

ولفت المفتي، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أنه "بعد الملء الكامل للسد سوف تكون هناك خطورة كبيرة على السودان، وبالطبع ستأخذ مصر تلك الخطورة في الاعتبار حال لجوئها للخيار العسكري".

وتعليقا على ما تردد بشأن موافقة حكومة جنوب السودان على طلب مصري لبناء قاعدة عسكرية في باجاك بمقاطعة مايوت بولاية أعالي النيل، ذكر أن "جمهورية جنوب السودان دولة حرة، لكن وجود قاعدة عسكرية مصرية يعني أنها أصبحت عدوة لإثيوبيا".

والشهر الماضي، أرسل الجيش المصري إلى جوبا طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات الطبية، في وقت كانت بجنوب السودان 481 إصابة بكورونا.

وخلال شهر آذار/ مارس الماضي، أعلن وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، عزم مصر إنشاء سد "واو" في جنوب السودان، بالإضافة إلى 12 محطة لمياه الشرب.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد قال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أمام البرلمان الإثيوبي إنه لا توجد "قوة تستطيع منع بلاده من بناء سد النهضة"، مُلمحا إلى القدرة على الحشد لخيار المواجهة العسكرية، إلا أنه استدرك قائلا إن بلاده لا تسعى للإضرار بمصالح مصر قائلا إن "الحرب ليست حلا".

التعليقات (0)