صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي متزايد من اندلاع انتفاضة تبدأ بغزة وتصل للضفة

ترجح أذرع أمن الاحتلال احتمالية عالية للمواجهات عقبة خطوة الضم المرتقبة بالضفة الغربية- جيتي
ترجح أذرع أمن الاحتلال احتمالية عالية للمواجهات عقبة خطوة الضم المرتقبة بالضفة الغربية- جيتي

قال كاتب إسرائيلي الأحد، إن هناك مخاوف وقلقا لدى المحافل الإسرائيلية المختلفة، من إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة؛ تبدأ بغزة وتصل إلى الضفة الغربية، وتشارك فيها حركة فتح، بحال أقدمت تل أبيب على تنفيذ خطة الضم في الضفة ومنطقة غور الأردن.


وذكر الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "جهاز الأمن الإسرائيلي، لم يعرض بعد تقديرا مرتبا وفتوى مهنية دقيقة، بالنسبة للتداعيات الأمنية المحتملة لضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية".


ولفت بن كسبيت إلى أن الصحيفة الإسرائيلية "علمت أن معظم أذرع الأمن المختلفة، ترجح احتمالية عالية للموجهات، عقب خطوة أحادية الجانب كهذه، وجهاز الشاباك سيقود على ما يبدو التقدير المتشدد"، بحسب ترجيحه.


ونوه إلى أن المداولات التي أجريت مؤخرا بين الشاباك والجيش الإسرائيلي، وكذلك المداولات الأمنية، تؤكد أن الضم الإسرائيلي أحادي الجانب بالضفة، "سيوقظ موجة من العنف، ستنشأ على ما يبدو في الجبهة الجنوبية"، في إشارة إلى قطاع غزة.


وفي التقدير الذي رفعه الشاباك خلال مداولات أمنية إسرائيلية داخلية، فإن من شأن المواجهات التي ستنتقل إلى الضفة، أن تتحول إلى "انتفاضة ثالثة"، بحسب بن كسبيت الذي نوه إلى أن من بين السيناريوهات، حل السلطة الفلسطينية، علما بأن الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، يقدران أن رئيس السلطة محمود عباس، "لا يرغب في أن ينهي حياته هكذا".

 

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يعقد اجتماعا لبحث قرارات الاحتلال بالضم


وكشف أن "الشاباك سيصدر تحذيرا صريحا من جولة المواجهات، والتي من شأنها أن تخرج عن السيطرة"، موضحا أن "تقدير الجيش الإسرائيلي، سيكون مشابها على الأغلب، كما أن "أمان" أعدت وثائق، يظهر فيها تقدير مشابه لتقدير الشاباك؛ ويتمثل في أن بسط السيادة على أجزاء من الضفة، سيتسبب برد عنيف من الجنوب (غزة)، وستنضم إليه حماس التي لن تتمكن من الوقوف جانبا".


ورأى الكاتب أن "السؤال الأهم؛ هل ستنقل المواجهات في الجنوب إلى الضفة؟"، مضيفا: "في الشاباك يقدرون، باحتمالية عالية، بنعم، والجيش كذلك".


وتابع: "علامة الاستفهام الكبرى؛ كيف سيتصرف تنظيم (فتح)، الذي يضم عشرات آلاف الأعضاء المسلحين، القادرين على إشعال الضفة كلها بين ليلة وضحاها"، لافتا إلى أن انضمام "فتح" إلى مواجهات عام 2000، ساهم في تحولها إلى "انتفاضة ثانية".


ونبه بن كسبيت، إلى أنه "لا توجد سيطرة على تنظيم فتح، وفي الأسابيع الأخيرة سجلت عدة احتكاكات بينه وبين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية"، منوها إلى أنه "في حال انجرفت فتح إلى المواجهات؛ كي لا تترك الصدارة لحماس، فسنجد أنفسنا في انتفاضة ثالثة، وهذا هو السطر الأخير لدى الشاباك والجيش".

 

اقرأ أيضا: جنرالات إسرائيليون يحذرون: خطة الضم ستشعل الحريق


ومن بين "علامات الاستفهام البارزة، إضافة إلى انتقال المواجهات إلى الضفة، وانضمام التنظيم (فتح)، ما يرتبط بالأردن وبدول الخليج، فماذا سيكون عليه الوضع بالشارع الأردني في مواجهة اضطرابات محتملة بالضفة؟ وهل ستجبر الأغلبية الفلسطينية بالأردن الملك على قطع العلاقات مع إسرائيل؟ وهل ستنتقل الاضطرابات للأردن؟ وماذا ستكون عليه السياسة العملية لدول الخليج، ولا سيما تلك التي تقيم شبكة علاقات سرية وثيقة مع إسرائيل؟".


ومضى يتساءل: "هل تصريحات الإمارات، لغرض التصريح فقط، أم إنها سياسة حقيقية وجوهرية ستلحق بإسرائيل ضررا استراتيجيا لقاء خطوة الضم؟"، مضيفا أن "هذه الأسئلة لا تزال مفتوحة، وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تزال تدرسها، في محاولة لبلورة سياسة مرتبة".


وذكر الكاتب أن "بعض الأجوبة سيعطيها الموساد، برئاسة يوسي كوهين، والسؤال الذي سيوجه إلى كوهين بصفته المسؤول عن العلاقات السرية مع الخليج: هل محمد بن زايد، حاكم الإمارات، سيتخذ بالفعل خطوات ضد إسرائيل ويؤثر على "تلميذه" محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)؟".


وأشار إلى أن "جواب كوهين في هذا الموضوع، إلى جانب تقديرات شعبة الاستخبارات، ستكون في بؤرة المداولات للتأييد أو المعارضة لخطوة ضم إسرائيل مناطق في الضفة"، لافتا إلى أنه "ليس واضحا بعد متى سيجرى نقاش أمني واسع بين القيادة السياسية والعسكرية في موضوع الضم".


وقال: "الأجهزة المختلفة تكتفي في هذه الأثناء بالمداولات الداخلية، وأجرى الجيش والشاباك عدة مداولات مشتركة، وفي الأسبوع القادم ستكون مناورة حربية مشتركة لهذين الجهازين، في حين لا أحد يعرف متى ستجرى المناورة الحقيقية، أي الضم الذي وعد نتنياهو به ناخبيه ووعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نتنياهو".


وفي نهاية مقاله، نبه إلى أنه "يفترض بالإذن المنشود أن يأتي من البيت الأبيض، حيث سيجرى هذا الأسبوع، بحث حاسم في المسألة".

التعليقات (0)