دعوات هندية لمقاطعة الصين اقتصاديا.. أهي استراتيجية ناجحة؟

سلّطت صحيفة هندية، الضوء على التوتر بين بكين ونيودلهي، والدعوات الهندية بالمقاطعة الاقتصادية للصين، مؤكدة أن "التنافس الصيني الهندي، سيتحدد في نهاية المطاف بعالم الاقتصاد".

وقالت صحيفة "هندستان تايمز" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن المناصرين لأفكار مقاطعة الصين اقتصاديا، عليهم دراسة الإيجابيات والسلبيات الناتجة عن مثل هذه الخطوة، معتقدة أنها "ستضر الصين من خلال سحب جزء صغير من حصيلة صادراتها".

واستدركت الصحيفة: "يجب إيجاد مصادر بديلة لهذه الواردات، سواء محليا أو دوليا"، مشيرة إلى أن بيانات البنك الدولي تفيد بأن أكثر من 50 بالمئة من الواردات الهندية من الصين إما سلع رأسمالية أو وسيطة، بينما السلع الاستهلاكية لديها حصة أقل من 20 بالمئة.

وتابعت: "الرأي العام الهندي قد يكون مدفوعا بفكرة مقاطعة السلع الاستهلاكية، لكن أي رد فعل صيني قد يؤدي إلى تعطيل السلع الرأسمالية وإمدادات السلع الوسيطة، وبالتالي تؤثر على القيمة المحلية في الهند"، مشددة في الوقت ذاته على أهمية الحد من الاعتماد على الواردات من الصين، وفق تطوير متزامن للقدرات الهندية.

اقرأ أيضا: الهند تعلن مقتل 20 جنديا برصاص الجيش الصيني على الحدود

وتساءلت الصحيفة: "هل يمكن للهند أن تحصل على دعم الكتلة المعادية للصين في هذه المساعي؟"، مبينة أن "التحالف الاستراتيجي بين الهند والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى (..)، وكانت المخاوف بشأن القوة المتنامية للصين محركا مهما لهذا التحالف".

واستدركت: "لكن هذا التوافق الاستراتيجي لم يؤدِ إلى تقارب في الأمور الاقتصادية"، مبرهنة على ذلك باستمرار ما أسمته "المأزق" حول الاتفاقية التجارية بين الهند والولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة الهندية أن "الاستراتيجيات الهندية ضد الصين، لن تنجح إلا إذا تأكدنا من ردود الأطراف المتعددة"، متوقعة أن تؤدي الضغوط السياسية الداخلية إلى تعقيد "السعي لتحقيق هذا الهدف".

وبحسب الصحيفة، فإن المنافسة الاقتصادية بين الدول، وتحديدا بين الهند والصين، تتطلب رؤية استراتيجية طويلة المدى، معتقدة أن "التجارة الخارجية يمكن أن تكون جانبا في هذه المنافسة، لكن الأمر يحتاج إلى مساعدة الحلفاء".